بالصور.. بعد مرور ثلاث سنوات على سرقة لوحة "زهرة الخشخاش".. متحف "محمود خليل" مقلب قمامة وخمسة وزراء يعجزون عن اكتشاف سر الاختفاء.. ومستندات "الفنون التشكيلية" في أجولة بلاستيكية
منذ ثلاثة أعوام تقريبا وتحديدا في أغسطس 2010 سرقت لوحة "زهرة الخشخاش" للفنان العالمي "فان جوخ" من متحف محمود خليل وحرمه التابع لقطاع الفنون التشكيلية وسط حالة من الغياب الأمني ساعدت السارق في الهرب بـ"زهرة الخشاش" المقدر ثمنها بـ"55" مليون دولار، أما المسئولون جميعا آنذاك بداية من فاروق حسني - وزير الثقافة - والدكتور محسن شعلان - رئيس قطاع الفنون التشكيلية - ألقوا المسئولية كاملة على أفراد الأمن والكاميرات والإنذارات المعطلة، رغم أن وزارة الثقافة كانت تتلقى وقتها تقارير دورية تثبت تردي الوضع الأمني داخل المتحف، وأن جميع أجهزة المراقبة شبه معطلة.
وخلال الأعوام الثلاثة الماضية شهدت وزارة الثقافة خمسة وزراء فضلا عن الدكتور صابر عرب، وللأسف لم يستطع أي من الوزراء الخمسة اكتشاف سر اختفاء لوحة "زهرة الخشخاش"، كل ما في الأمر أن رجال الدولة والوزارة أجمعوا أن اللوحة سرقت وتم تهريبها خارج البلاد، ولم يعد أمام المحكمة إلا الدكتور محسن شعلان - رئيس قطاع الفنون التشكيلية - وقتها لتقضي بحبسه عاما على إثر إدانته بالإهمال والإخلال في أداء واجباته الوظيفية، الأمر الذي تسبب في سرقة لوحة "زهرة الخشخاش"، علما بأن المتحف لم يشهد أعمال صيانة منذ عام 1995 وفقا لتصريحات "شعلان" وقتها، كما قضت المحكمة بحبس صبحي محمد - مدير عام الأمن بمتحف محمود خليل - 6 أشهر مع الشغل والنفاذ، وللأمانة كان يستحق "شعلان" ومدير الأمن هذه العقوبة، فكلاهما كان يعلم جيدا أن الوضع الأمني داخل المتحف مترديا للغاية إلا أنهما تقاعسا عن دورهما، ولم تستبدل أجهزة الأمن المعطلة داخل غرفة التحكم المركزية، وكاميرات المراقبة وأجهزة الإنذار، والسؤال.. هل الحبس عاما لرئيس القطاع وستة أشهر لمدير أمن المتحف يكفي لإسكات كل هذه التساؤلات حول سر اختفاء لوحة "زهرة الخشخاش" صاحبة الـ 55 مليون دولار؟!.
كل محاولات استقصاء حقيقة ما حدث في المتحف منذ ثلاث سنوات انتهت إلى روايتين مختلفتين، الأولى: أن اللوحة سرقت ثم ضبطت في المطار وعادت إلى أحضان زوجة الرئيس الأسبق سوزان مبارك لتكن اللوحة إضافة جديدة ضمن مقتنياتها، أما الثانية: كشفت بعد عامين أن اللوحة عرضت في مزاد علني وبيعت بعد أن هربت إلى لندن، وتوالت الموضوعات والأخبار لتثبت لنا مدى تراخي رجال الدولة في السعي لإرجاع اللوحة، فضلا عن الكارثة الكبرى داخل وزارة الثقافة المصرية، فالأخيرة "دوبت" خمسة وزراء في أقل من عامين ولم يستطع واحد منهم كشف خيط واحد يساعد في عودة اللوحة مرة أخرى.
كما أن حال المتحف لم يتغير حتى هذه اللحظة، بل ازدادا سوءا خاصة بعد أن تم إغلاقه في سبتمبر 2010 للبدء في عمليات الترميم والتطوير، وبالفعل تم إعداد مكان خاص لتخزين لوحات ومقتنيات المتحف.
ويبدو المتحف الآن في حالة مزرية، فالزجاج الخارجي للمدخل الرئيسي للمتحف شبه محطم تقريبا، فضلا عن "مقلب قمامة" صغير يتوسط المشهد أمام المتحف مباشرة، وواجهات تحتاج للترميم من الخارج والداخل، وطوال الفترة التي رصدنا فيها الوضع ولم نجد أي مظهر من مظاهر التأمين للمتحف.
أما الوضع داخل قطاع الفنون التشكيلية فلا يختلف كثيرا عن المتحف للغاية، فالأجولة البلاستيكية المخزن بداخلها المستندات والأوراق الإدارية للقطاع ملقاة في الطريق بجميع الأدوار عدا الدور الأول الذي يوجد به مكتب رئيس القطاع، مما يؤكد فكرة الإهمال المفرط خاصة في هذه الأيام التي تهدد كافة المتاحف والمناطق الأثرية بالسرقة.