رئيس التحرير
عصام كامل

«سوريا.. مسمار جديد في نعش أوباما».. «ساتلوف»: أمام الرئيس الأمريكي فرصة لتصحيح أخطائه بالشرق الأوسط.. الاستجابة للجيش المصري صانت محور «القاهرة – واشنطن».. الطيران عنصر

 روبرت ساتلوف المدير
روبرت ساتلوف المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق

اعتبر روبرت ساتلوف المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن هناك فرصة أخرى للرئيس الأمريكي باراك أوباما في إتاحتها له الأحداث في الشرق الأوسط ليصحح سياساته الخاطئة للمرة الثانية هذا الصيف.


ففي مصر، فعلت الإدارة الأمريكية الصواب في النهاية، على نحو يعزز المصلحة القومية الأمريكية من خلال محاولة التجاهل، والحفاظ على الروابط مع الجيش المصري عقب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، لكن واشنطن لم تتوصل إلى هذه السياسة إلا بعد اقتراب الخطر من ربط المصالح الأمريكية ببقاء وسلامة جماعة «الإخوان»، وهو نهج أتى بنتائج عكسية وانطوى على هزيمة الذات لأقصى ما يمكن للمرء أن يتصوره.

«ساتلوف» قال إن الإدارة الأمريكية تواجه الآن اختبارًا ثانيًا في سوريا، ويبدو أن نظام بشار الأسد ورعاته الإيرانيين يؤمنون بأنهم يستطيعون تعريض قوة الولايات المتحدة وهيبتها في المنطقة لمخاطر جمة من خلال اختبار "الخط الأحمر" الذي وضعه الرئيس الأمريكي حول استخدام الأسلحة الكيميائية.

وأشار إلى أنه بالنسبة للأسد فإن استخدام هذه الأسلحة على نطاق واسع يخدم عدة أهداف، فهو يضعف معنويات الثوار ويشدّد على ضعف مموليهم ومزوديهم الخارجيين ويؤكد لرعاة الأسد أنه ملتزم بالقتال حتى الوصول إلى النهاية الأليمة، وبالنسبة للإيرانيين، يؤدي استخدام الأسد للأسلحة الكيميائية إلى جعل سوريا، وليس منشآت إيران النووية، ساحة المعركة لاختبار العزم الأمريكي.

وأكد المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، في تقرير له، أن تردد أوباما العميق بشأن الانخراط في سوريا أصبح واضحا للجميع، ويتناغم هذا التردد مع سياسته القائمة على الحد من المشاركة الأمريكية في العراق وأفغانستان وقيادته لفكرة "بناء الدولة من الداخل"، مؤكدًا أن هذا قرار مفهوم فضلًا عن كونه عاقلًا وملائمًا بالنسبة لملايين الأمريكيين الذين يرون أن الصراع في سوريا هو صراع ديني بين المتطرفين الشيعة والمتطرفين السنة، وأن تعريف المدى الذي استطاع من خلاله أوباما المضي في سياسة التجاهل، من المرجح أنه كان عاملًا جوهريا في قرار استخدام سوريا للأسلحة الكيميائية.

ونوه «ساتلوف» إلى أن بشار الأسد ربما يكون أخطأ في حساباته، فهناك خط لا يستطيع تجاوزه حتى أكثر الرؤساء الأمريكيين ترددًا، ولكن هذه ليست نهاية الموضوع.

وأضاف «ساتلوف»: «هل يهدف الإجراء العسكري الأمريكي إلى تغيير ميزان القوى بين جماعات الثوار المختلفة والتحالف السوري الإيراني «حزب الله»؟.. إذا كان الأمر كذلك، فهذه استراتيجية طويلة الأمد تتطلب تغييرًا بالجملة في استراتيجية الولايات المتحدة على الأرض من خلال تدريب وإمداد الأسلحة لميليشيات المعارضة التي يتم انتقاؤها جيدا».

ثم ذكر «لكن إذا كان الهدف من الإجراء العسكري الأمريكي هو رحيل الأسد وفقًا لما صرح به الرئيس أوباما في عام 2011، فسوف يتطلب هذا التزامًا كبيرًا ومستمرا من جانب القوة الجوية الأمريكية، على غرار الحملة التي قامت بها منظمة حلف شمال الأطلسي في البوسنة».

وأشار إلى أن «جاذبية عقاب الأسد تمثل قوة كبيرة، بحسب تحليل ساتلوف، فالخطاب التليفزيوني من المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، الذي يشرح توجيه صواريخ كروز ضد سلسلة من المنشآت العسكرية السورية، يتحدث عن نفسه، ويرجح أن يصوت كل من مجلسي النواب والكونجرس الأمريكيين بأغلبية كبيرة على قرارات دعم الهجوم، وسوف يصقل الرئيس أوباما أوراق اعتماده كزعيم تقدمي يرغب في استخدام القوة، عند الضرورة، للدفاع عن مبادئه، ثم يمكنه بعد ذلك، بمساندة الشعب الأمريكي، الانتقال للتعامل مع مسائل أخرى، وسوف يكون ذلك أيضًا نهجًا خاطئًا».

وتساءل «هل ينبغي على واشنطن أن تقلق مما قد يحدث من تمكين الجماعات السنية المتطرفة؟.. بالتأكيد، لكن سوريا لا توفر أي خيارات جيدة، بل فقط خيارات سيئة أو أشد سوءًا، وأسوأها على الإطلاق هو فوز محور الأسد إيران «حزب الله»، وما قد يسببه من إطلاق وابل قصير بل متوهج من صواريخ كروز، ولا تستطيع قوة عالمية على بعد آلاف الأميال موازنة الجمود لضمان عدم فوز أي من الطرفين، مؤكدًا أنه على الولايات المتحدة أن تحدد الأولويات من بين النتائج الأكثر سلبية وتستخدم مواردها وأصولها لمنع حدوثها».
الجريدة الرسمية