رئيس التحرير
عصام كامل

الإسلاميون يتبرأون من عنف الإخوان.. الزمر يطرح مبادرة للخروج من الأزمة.. تتضمن التأكيد على التظاهر السلمي وعدم الاعتداء على المؤسسات والتهدئة الإعلامية.. ويؤكد: الجيش حمى الوطن من الصراعات في 30 يونيو

عبود الزمر القيادي
عبود الزمر القيادي بـ"الجماعة الإسلامية"

قال عبود الزمر، القيادي بـ"الجماعة الإسلامية"، إن الجماعة، التي تعد أحد أبرز مكونات "تحالف دعم الشرعية" المؤيد للرئيس المصري المعزول محمد مرسي، تجهز مبادرة للخروج من دائرة العنف والأزمة السياسية القائمة في البلاد؛ حقنًا للدماء.

وأضاف الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة، أن "المبادرة تتضمن مرحلة للتهدئة بين الأطراف، على أن تكون المسيرات وكافة الفعاليات الخاصة بمؤيدي مرسي في إطار السلمية، ووقف أي نوع من الاعتداءات من الطرفين على أي منشأة، وأن تكون هناك أيضًا تهدئة إعلامية؛ نظرًا لأن الشحن الإعلامي خطورته ستظهر فيما بعد، ومنها تأثيره على العلاقات الأسرية والمجتمعية نتيجة بث حملات تحث على الكراهية وإقصاء الآخر".

وتابع أن من بين ملامح المبادرة:"وضع ميثاق شرف إعلامي لعدم التخوين والسب والتحريض على العنف، وإلغاء حالة الطوارئ، وإطلاق سراح السجناء والمعتقلين، وألا يكون القبض على أحد إلا على ذمة قضايا معينة بتهم من النيابة وليس نوعًا من أنواع الاعتقال".

وعن مرحلة ما بعد "التهدئة"، قال الزمر: "إذا ما نجحنا في البداية في هذه الخطوات الأولية والتمهيدية التي تساعد على التقاط الأنفاس، يمكن بعدها أن ندخل إلى مائدة التفاوض والحوار، ونبدأ نفكر كأبناء وطن واحد وكفريق واحد، ولنا مصالح مشتركة في النهاية، خاصة أن ما يجري أمر خطير للغاية".

وأشار إلى أن المبادرة تتضمن "المصالحة بين الأطراف، وإيجاد حل عملي ومرتب لقضية الانتخابات البرلمانية والرئاسية وضوابطها، وكافة الأمور الخاصة بها مثل الرقابة والشفافية المطلوبة، والتعاون مع كافة الجهات الممكنة، بحيث تكون كافة استحقاقات الإرادة الشعبية على نحو يبهر العالم، وبالتالي سنكون نجحنا- بعد الاتفاق- في كيفية الخروج من هذا المأزق من الناحية الشرعية الدستورية واحترام الإرادة الشعبية".

وحول موقف جماعة الإخوان وباقي مكونات "التحالف الوطني لدعم الشرعية" من المبادرة، قال عبود الزمر: "نحن الآن نتحدث مع جماعة الإخوان، وباقي الأحزاب داخل التحالف الوطني لدعم الشرعية، وهناك آخرون تقدموا بمبادرات، ونحن بحاجة لعقد اجتماع فيما بيننا للتنسيق والتحدث والتشاور بشأن هذه التصورات، وسيتم ذلك خلال عدّة أيام قليلة، وسوف نحاول الخروج برؤية موحدة نطرحها على المسئولين، ونأخذ خطوات عملية للخروج من المأزق، بعد بلورة الأمر".

أما عن موقف الجيش ووزارة الداخلية فقال إنهما سبق وأن "صرحوا بأنهم مستعدون لأن يلتقوا بأي طرف يتحدثون معه من أجل الوطن، وهذا تصريح واضح جدا وصريح في كلامهم، وبالتالي فباب الحوار واللقاء ليس مغلقا، وليس من العيب أن نلتقي ونتحاور، بل هو أمر محبب ومطلوب أن نتواصل، لأننا لسنا أعداء أو خصومًا لبعضنا البعض، فالقضية قضية خلاف في إدارة موقف سياسي، ونريد حله بالتواصل بين الأطراف، وحينما نستطيع أن نبلور رؤية جيدة ومقبولة، يمكن لقادة الجيش تقبلها، لسبب بسيط أن القوات المسلحة عليها أن تقدر الموقف والتطورات الأخيرة، كما قدرته سابقا، وخشت من استمرار المواجهة في 30 يونيو الماضي، ولذلك أخذت خطواتها من أجل حماية الوطن من الصراعات".

وأضاف مستدركًا: "لكن نحن الآن دخلنا في صراعات، وبالتالي فالوضع الحالي يستدعي من القوات المسلحة التوافق على مخرج، لأنها لا ترضى استمرار الوضع الراهن، فقد أعلنت عن خارطة الطريق من أجل وقاية المجتمع من الوقوع في الصراع، والآن نحن على مشارف صراعات شديدة وخطيرة مستقبلا، إذا ما تركنا الأمور على ما هي عليه، ولن تنتهي الصراعات، وسيكون الأمر صعبًا للغاية، وبالتالي فالجميع الآن بدأ يشعر بالمسئولية الوطنية".

وناشد الزمر جميع الأطراف التحلي بـ"المرونة وبتحمل المسئولية والواجب الوطني خلال هذه المرحلة، سواء كانت القوات المسلحة أو جماعة الإخوان أو كل القوى السياسية الأخرى الموجودة على الساحة".

وحول ما إذا كان هناك تواصل بين الجماعة الإسلامية وتحالف "دعم الشرعية" مع قادة الجيش بشكل مباشر أو غير مباشر، قال: "نستطيع أن نقول إن الخطوط مفتوحة، لكن الحلول مازالت في مرحلة البلورة والتكوين والتشكيل، ونحن في مرحلة التشاور حول إمكانية وكيفية الخروج من هذا المأزق، لكن الصورة النهائية التي يمكن أن نتوافق عليها كتحالف "دعم الشرعية" مع القوات المسلحة أو الحكومة بشكل عام لا تزال قيد الدراسة والترتيب"، معربًا عن تفاؤله بشأن حل الأزمة.

وعن مخاطر الاستمرار في الوضع الحالي قال: "إننا جميعا في سفينة الوطن يجب أن يراعي بعضنا البعض، وأن نتنازل من أجل أن تصل السفينة لبر الأمان، فلا يصح لأحد أن يتمسك برأيه دون أن يتنازل عنه؛ لأننا بذلك سنصل إلى مرحلة تسمى بكسر الإرادات، وهذا ما لا نحبه لقواتنا المسلحة، لأن كسر إرادة القوات المسلحة تعني إضعاف هذه الإرادة وقدراتها وإضعافها كجيش يدافع عن الوطن، ونحن بعد ذلك سنندم إذا ما حاولنا واستمررنا في كسر إرادة القوات المسلحة، لكن في نفس الوقت لا نرغب أن يكسر الجيش إرادة شعبه، لأن معنى ذلك أنه سيحدث مقتلة كبيرة حتى تنكسر إرادته، وهذا يترك آثارًا وجراحات كثيرة لا يمكن أن تلتئم بسهولة، ولا يمكن لطرف أن يحكم طرفًا آخر في ظل هذه الخصومات".

وفي السياق ذاته، قال محمد حجازي، رئيس "الحزب الإسلامي"، الذراع السياسية لتنظيم الجهاد في مصر، إن التنظيم "اتفق مع رؤية الجماعة الإسلامية حول التهدئة مع الجيش لإنهاء الاحتقان السياسي".

وأضاف حجازي أن هناك مبادرة "تهدف لتنقية الأجواء بين التيار الإسلامي وأجهزة الدولة السيادية لحقن دماء المصريين، بعد أن صار الوضع كارثيًا".

الجريدة الرسمية