رئيس التحرير
عصام كامل

أوهام ٣٠ أغسطس!


قبل المظاهرات الجديدة التي دعا إليها الإخوان قبل ثلاثة أسابيع مضت، خرج علينا البلتاجي مرتين والعريان مرة ليرفعوا من الروح المعنوية لأعضاء الجماعة ويحثوهم على المشاركة في هذه المظاهرات الإخوانية التي تعودنا أن تقترن بممارسة العنف.. فالجماعة تعول كثيرا على مظاهرات أو أعمال العنف في الغد الموافق ٣٠ أغسطس الذي تصفه منذ فض اعتصامي رابعة والنهضة بأنه يوم ثورتهم.


وعلي الجانب الآخر، انطلق عدد من الإعلاميين والصحفيين يتحدثون وباستفاضة عما جهزه لنا الإخوان يوم ٣٠ أغسطس من إرهاب وعنف واسع بقطع الطرق والاعتداء على المنشآت وشل الحياة في عدد من المواقع وحصار القاهرة والاستيلاء على عدد من المواقع والاعتصام فيها مجددا تحت تهديد السلام كما حدث في رابعة والنهضة من قبل.

وما بين ما يقول الإخوان ويروجونه وما تتداوله المواقع الإلكترونية ويتحدث عنه الإعلاميون والصحفيون فإنه لا يمكن استبعاد حقيقيتين.. الأولي أن التنظيم الإخواني تلقي عدة ضربات أمنية أضعفته وأثرت بالسلب على قدراته، فضلا عن أنها أخافت محبيه ومؤيديه وجعلتهم يؤثرون السلامة حتي لا يلقوا مصير قادة الجماعة المحبوسين الآن.. أما الحقيقة الثانية فهي تتمثل في أن هذا التنظيم رغم الضربات الأمنية مازال يملك آلاف الأعضاء ومئات الكوادر وبعضها مسلح، ومازال تحالفه مع جماعات إرهابية أخري قائما، وأيضا مازال يملك الأموال الطاغية، ويلقي دعما ومساندة دولية.. وهذا يعني أنه مازال قادرا على ممارسة عنف هنا وآخر هناك.

لكن مع ذلك يجب ألا ننسي أن الإخوان نجحوا بامتياز خلال الفترة الماضية في كسب كراهية الشعب.. لذلك أينما خرجوا أو ظهروا في الشوارع والميادين سوف يتعرضون للمطاردة الشعبية قبل الأمنية.. لذلك حديث الإخوان عن ثورة غد في ٣٠ أغسطس هو حديث أوهام من يحلمون بعدم السقوط في أيدي رجال الأمن.. وإن كان ذلك لا يعني عدم حدوث عنف جديد غدا.
الجريدة الرسمية