رئيس التحرير
عصام كامل

«سوريا» ضحية غدر «غربي– عربي».. «الإندبندنت»: ضرب سوريا يهدد ميزان القوى بـ«الشرق الأوسط».. بريطانيا وفرنسا تسعيان لاستعادة ذكرياتهما الاستعمارية.. «تركيا

 ضرب سوريا
ضرب سوريا

طرحت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، اليوم الخميس، عدة تساؤلات عن تأثير توجيه ضربة عسكرية لسوريا في ميزان القوى الهش في منطقة الشرق الأوسط.


وأكدت الصحيفة أن إطلاق أي صاروخ مهما كان نوعه يؤدي حتمًا إلى زيادة الصراع السياسي بالمنطقة بأسرها، لترتفع درجة حرارة المنطقة وتصل لمرحلة الغليان في جميع أنحاء الشرق الأوسط وليس فقط في سوريا، قائلة: «من غير الواضح معرفة ما إذا كانت هذه الحمى مؤقتة أم دائمة».

وأشارت «الإندبندنت» إلى أن العالم ينظر إلى الضربة العسكرية المحتملة ضد سوريا باعتبارها تدخلا عسكريا جديدا لتحالف غربي تقوده الولايات المتحدة، بغض النظر عن مبررات تلك الضربة، وهو أمر مماثل تماما لما حدث في العراق وأفغانستان والصومال وليبيا خلال العقود الماضية.

وأوضحت أن العمليات العسكرية البريطانية والفرنسية يجري تبريرها من رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند على أسس أخلاقية بحتة كعمل من أعمال الانتقام لاستخدام الغاز السام ضد المدنيين في دمشق ومنع حدوث ذلك مرة أخرى، ولحماية المدنيين الأبرياء من الأسلحة الكيماوية التي يستخدمها الرئيس السوري بشار الأسد ضدهم، إلا أن تلك المبررات يمكن تسويقها داخليا وبمعنى أدق للمواطن الأوربي ولكنها لن تلقى صدى في الشرق الأوسط.

وفي سياق ما سبق، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق «زبيجنيو بريجنسكي»: «لقد أذهلني مدى تشوق بريطانيا العظمى وفرنسا للقيام بعمل العسكري، وأنا مدرك تماما أن القوتين قوى استعمارية إمبريالية سابقة في المنطقة والضربات الجوية تؤكد الشكوك في الدوافع البريطانية والفرنسية».

وأضافت الصحيفة أن الضربات الجوية ضد سوريا تساعد على انتقال النزاع السوري إلى بلدان أخرى في المنطقة وتعمل على زعزعة استقرار البلدان المجاورة، فضلا عن تنظيم القاعدة المرتبط بدولة العراق الإسلامية وبلاد الشام، والتي تحارب في كل من العراق وسوريا، وأصبحت بالفعل أقوى بفضل سوريا، ومسئولة عن تفجيرات في العراق بشكل أكثر كثافة ولم يسبق له مثيل منذ عام 2008».

وذكرت أن «تنظيم القاعدة» مسئول عن التطهير العرقي للأكراد السوريين في شمال شرق سوريا، حيث إن 40 ألفا هربوا بالفعل لحكومة إقليم كردستان العراق المتمتعة بالحكم الذاتي في شمال العراق، كما أن حكومة الأسد أصبحت أكثر ضعفا، حيث يتم الآن تعزيز الدولة الإسلامية، من خلال منظمة جبهة النصرة والجهاديين الآخرين وهي قوة موجودة على أرض الواقع بالفعل أكثر من باقي الثوار المعتدلين».

ولفتت الصحيفة إلى أن «تركيا تدعم الولايات المتحدة في حربها على سوريا، وتعتمد في حربها على قاعدة انجرليك في جنوب شرق تركيا، كما أن تركيا لها حدود مشتركة مع سوريا يصل طولها لـ560 ميلا».

وأشارت إلى أن «لبنان لم تسلم من الحرب السورية فقد ألقى قنابل على الحي الشيعي في جنوب بيروت ومسجدين سنيين في طرابلس، والضربات الجوية لسوريا قد تتسبب في رفع التوترات، ولن يكون من صالح حزب الله رفع تأجيج الصراع السوري الذي يهدد كل منهما».

وذهب تقرير الصحيفة البريطانية، إلى أن «الأردن كالعادة تحاول تحقيق التوازن بين القوى المتنافسة، حيث أكد مسئول أردني، أن المملكة لن تكون منطلقا لأي عمل ضد سوريا، ولكن هناك تقارير من مصادر تؤكد أن عمان في الواقع قاعدة لتدريب الثوار السوريين على يد عناصر من (سي آي إيه) بدعم من المملكة العربية السعودية».

وأبرزت «الإندبندنت» الموقف الإسرائيلي، قائلة: «لكن موقف تل أبيب متناقض، لأنها ستكون سعيدة للتخلص من الرئيس بشار الأسد، والأمر الآخر أن الوضع سيكون فوضوي أكثر من ذلك بالأراضي السورية».

واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي يواجه مشكلة في اتخاذ القرار للقيام بالعمل عسكري لإظهار القوة العسكرية الأمريكية، لكونه يريد ائتلافا واسعا تدخل فيه المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا»، مشيرة إلى أنه أيًا كان ما يحدث يتم اختلال التوازن القوي، مما يؤثر ليس فقط فى النضال من داخل سوريا، ولكن في المواجهة الإقليمية بين السنة والشيعة والسعودية وإيران.
الجريدة الرسمية