رئيس التحرير
عصام كامل

مصير سوريا إلى أين؟

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تصريحات البنتاجون والإدارة الأمريكية بخصوص سوريا ليست مطمئنة فهي تؤكد أن الجيش النظامى السوري بقيادة بشار الأسد يستخدم أسلحة كيماوية لإخماد معارضيه وقتل المواطنين وهذا يتنافى مع حقوق الإنسان والأعراف والقوانين الدولية.


لذا تنوى أمريكا أن توجه ضربة عسكرية محتملة لسوريا وهذا ما أثار ردود أفعال عربية وعالمية في الشأن العربى كان للسعودية موقف والبحرين والأردن والكويت وأما ردود الأفعال العالمية فكان لإيطاليا موقف رافض لهذا التدخل والأهم أن قطاعا كبيرا من الجمهور الأمريكى رافض هذا التدخل.

وتحاول وسائل الإعلام الأمريكية أن تخفي هذا الأمر والإدارة الأمريكية التي كانت ممثلة في الرئيس السابق بوش والممثلة الآن في أوباما لم تحترم الردود المعارصة لها وتحاول أن تستخدم دوما أسلوبا مقززا يجعل من الرأى العام فصيلا يؤيده أو يعترف بما يقوم به أسلوب الدعاية السوداء فلو استرجعنا ذاكرة الاحداث الماضية عندما قامت أمريكا بتوجيه ضربة عسكرية للعراق خرجت بتصريحات وتقارير كاذبة تؤكد أن العراق تمتلك سلاحا نوويا وذلك لتمهد نفسها وتقنع العالم بحقيقة دخولها ولكى تبرئ افعالها وانتهاكها رغم اعتراض بعض المفتشين والخبراء الدوليين الذين كانوا وقتها مكلفين بمهمة الكشف عن السلاح النووى.


ونجحت أمريكا من خلال وسيط ثالث أن تقنع الراى العام العربى والعالمى أيضا في تبرير تدخلها للعراق وهذا الوسيط كان الدكتور محمد البرادعى باعتباره كان وقتها مدير عام الطاقة الذرية واستطاعت أن تنجح في ذلك وتخفى حقيقة نواياها في احتلال العراق التي باتت واضحة امام الراى العام بعد ذلك.

وعرف العالم أن هدف امريكا هو الاستيلاء على النفط وتقسيم العراق وخلق صراعات مذهبية بداخلها وقلب موازين القوة في الشرق الأوسط لصالحها ولصالح اللوبي الصهيونى، وبعد مرور ما يقرب من ست سنوات خرجت من العراق تاركة آثارا من الفوضى والصراع السياسي وتركت قاعدة عسكرية حتى تكون الأقرب لها في مواجهة دول أخرى وجعلت الجيش العراقى الذي يستمد تدريباته واسلحته من أمريكا تحت قبضتها.

وبذلك نجحت في كسر أول ضلع من اضلاع مثلث القوة في الشرق الأوسط "العراق".. والان وبعد ثورات الربيع العربى تحاول أن تكسر الضلع الثانى من اضلاع مثلث القوة وهو "سوريا" التي تلعب فيها دورا كبيرا في امداد بشار وتركيا وإيران معها أيضا بالسلاح حتى تكون في فوضى ولعبت على الصراع الطائفى حتى اصبحت منعدمة قيادة وجيشا وشعبا ودولة من النظام الفاشى الذي لا يدرك حقيقة الأمور.

ونجحت أمريكا بتلك المخططات والتمويلات أن تجعل من سوريا كرة لهب لتمهد نفسها في الدخول اليها والعالم يرفع لها القبعة اعتقادا أنها تقضى على بشار لكن الحقيقة المخفية مثلها مثل العراق هي أن تجعل سوريا كالعراق مكسورة الضلع والهيبة حتى لا تكون قادرة على وقف مخططها واطماعها.

والحقيقة واضحة فأمريكا تريد أن تكسر هيبة مصر داخليا عن طريق جماعة الإخوان المسلمين، لكن الفريق السيسى كان لها بالمرصاد واجبرها على عدم التدخل مطلقا في السيادة المصرية، لكن من الواضح أن أمريكا بدات تاخذ بثارها وتجعل الجيش المصرى امام العالم قليل الهيبة في حالة دخولها سوريا.

ولم ياخذ الجيش المصرى والقيادة أي قرارات ضد هذا التدخل لتجعل ايادينا مرتعشة امام الشعب السورى الذي كان له مواقف نبيلة في حرب أكتوبر ومواقف تاريخية منذ المرحلة الناصرية فكانت مصر وسوريا جمهورية عربية متحدة لا ينفصل اقليمها الشمالى عن الجنوبى لكن دخول الاحتلال البريطانى والصهيونى جعل من الجمهورية دولتين فأمريكا تريد أن تجر الجيش المصرى في مواجهة ونحن لا نرغب في تلك المواجهة لاننا في ظروف صعبة نظرا لما نعانيه من صراعات سياسية ومواجهة مع الإرهاب، وما نملكه فقط هو الاعتراض فقط.
الجريدة الرسمية