رئيس التحرير
عصام كامل

14 دولة بينها "مصر" مرشحة للتورط في حرب إقليمية.. "حزب الله" يحرك خلاياه النائمة للانتقام من أعداء "الأسد".. "بوتين" يسعى لرد شرف روسيا.. وسيناء بوابة استهداف الجيش المصري

الرئيس السوري بشار
الرئيس السوري بشار الأسد

تنتظر منطقة الشرق الأوسط حدثًا جللًا خلال ساعات، ترسم ملامحه في العواصم الغربية وتكتوي بنيرانها العواصم العربية كعادة التاريخ، الغرب اعتاد أن يدير معاركه فوق الأراضى العربية، واليوم ومع قرع طبول الحرب في المنطقة ضد سوريا، يجب أن يلتفت الجميع إلى أن هذه الحرب في حال اندلاعها، لن تتوقف عجلتها عن الدوران حتى تتورط بها المنطقة، وهو أمر مرجح بقوة في ظل الصراعات الطائفية بين السنة والشيعة التي أصبحت العنوان الكبير المسيطر على علاقات دول المنطقة.

ويصف مراقبو المنطقة الحرب ضد سوريا على أنها مقدمات لحرب عالمية ثالثة، ولا يُستبعد تورط على الأقل 14 دولة بها من بينها مصر بسبب الأوضاع الأمنية المنهارة والمتصدعة في منطقة الشرق الأوسط، مسرح علميات هذه الحرب المنتظرة.

وتأتى المملكة الأردنية الهاشمية على رأس قائمة الـ 14 دولة، التي تضم معها السعودية ولبنان والعراق وقطر والإمارات والبحرين والكويت ومصر وتركيا وإسرائيل وروسيا وإيران والصين.

وأوضح المراقبون أنه حال شعور نظام الرئيس السوري بشار الأسد بفقدان السيطرة على الأوضاع، سيقوم بحرق المنطقة كما توعد في بداية الأزمة، وهو تصريح بالرغم من استهانة بعض الأنظمة العربية به ، ولكن بمؤشرات المنطقة ومتابعة ملفاتها يتضح مدى جديته وقدرته على تنفيذ وعده، والدلالة على ذلك تتجسد بدخول حزب الله وإيران على خط الأزمة في سوريا منذ بدايتها بدوافع أيديولوجية متعلقة بالمذهب والطائفة الشيعية.

ونتيجة لهذه الرؤية بات من غير المستبعد وبشدة أن يقوم الأسد بعمليات انتقامية تبدأ من الأردن وذلك عن طريق قصفها بعدد من رءوس الصواريخ الكيماوية، كرد فعل انتقامى بسبب استضافة المملكة لقوات نخبة أمريكية وفتح أراضيها في المنطقة الحدودية مع سوريا لنصب صواريخ الباتريوت الأمريكية وإلى جانبها طائرات "إف 16".

ومع ذلك فردة الفعل الانتقامية للأسد لن تقتصر على الأردن وستطول المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت لمعاقبة دول الخليج على موقفها الداعم للثورة ومساندة الجيش السوري الحر، وتبنى التعاون الخليجى لموقف موحد تجاه إدانة الأسد ونظامه منذ بداية الأزمة حتى وصولها إلى عنق الزجاجة الآن، ومن غير المستبعد أن تقوم خلايا حزب الله النائمة في هذه الدول بدور الوكيل عن الأسد بتفجير الأوضاع داخلها بما يؤدي إلى احتراب أهلي طائفى.

ويعد مكمن الأزمة في تركيا التي يتشدق رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان بقدرات جيشها، في عناصر جيشه من المحسوبين على الطائفة العلوية التي ينحدر منها الأسد ويستشعرون بالغصة تجاه تصرفات أردوغان خاصة بعد مساندته لجماعة الإخوان في مصر، مما تسبب في ترك انطباع لدى هذه العناصر بانحيازات أردوغان الطائفية، وهذا الأمر ربما يكون مقدمات لانقلاب عسكري داخلى أو على الأقل تسهيل ضربات موجعة للجيش السوري داخل العمق التركي بمعاونة معلوماتية من الطائفة الشيعية العلوية في تركيا.

وفيما يخص لبنان فهى أرض خصبة لزرع الفتنة والنفخ في مزمار الأزمة من خلال الوجود القوى بالضيعة الجنوبية لحزب الله الذي يعد دولة داخل الدولة ويمتلك مليشيا قتالية منظمة، برعاية إيران والتي من المنتظر أن يكون لها وجود كبير داخل أوراق اللعبة وخاصة فيما يتعلق بالدعم اللوجيستى لبشار والطائفة الشيعية في المنطقة، وتحريك ورقة العراق التي يحكمها نظام نوري المالكى الشيعى الموالى لطهران، وعكس هذا الأمر تصريحات المالكى الذي تحدى الإدارة الأمريكية ورفض استخدام أراضى بلاده في أي عملية عسكرية ضد بشار في أول تصريح عدائى يخرج من بغداد تجاه واشنطن منذ رحيل الرئيس العراقى السابق صدام حسين عام 2004 عقب الغزو الأمريكى.

وبعيدًا عن الدول العربية المحيطة بالعاصمة السورية يقف قيصر روسيا الجديد فلاديمير بوتين، وتصطف معه الصين في خندق واحد، ينتظران اختبار قدرات سلاحهما في ردع سلاح أمريكا وحلفائها الغربيين لعودة التوازن إلى المعسكر الشرقى الذي فقد نفوذه أمام أبناء العم سام منذ الحرب الباردة.

ويعتقد المراقبون للمنطقة أن موسكو وبكين ستدافعان عن نظام الأسد حتى الرمق الأخير في معركة وجودية بالنسبة لهما لكسر شوكة التكبر الأمريكى، خاصة وأن دمشق تعد الآن عمقًا استراتيجيًا لموسكو بما تملكه من نفوذ عسكري في ميناء "طرطوس" السوري، والذي يعد ذراعًا عسكرية ممتدة لتهديد تركيا وإسرائيل وأوربا، بعد فقد نفوذها على دول روسيا البيضاء عقب تفكك الاتحاد السوفيتى.

ووسط هذه اللعبة يقف العدو الإسرائيلى الذي لا يخفى رغبته الدائمة في تدمير جيوش المنطقة لفرض هيمنته على مقدرات الشرق الأوسط بتسليحه وعتاده العسكرية، خاصة أنه تخلص من الجيش العراقى وأنهك الجيش السوري في الاحتراب الداخلي ولم يعد أمامه سوى الجيش الإيرانى والمصري وربما يجد في هذه الحرب فرصة سانحة لتوجيه ضربات خاطفة إلى المنشآت النووية الإيرانية التي تؤرقه.

ويستبعد البعض دخول مصر على خط الأزمة وتورطها في هذه الحرب الإقليمية نظرًا لعدم وجود حدود مشتركة مع سوريا، لكن طبقًا للعقيدة الإسرائيلية والتي ترى في الجيش المصري رقبة الزرافة التي حال سقطت تمكنت من قضم باقى المنطقة، وستكون سيناء بوابة العبور لهذه الحرب الشاملة إلى مصر سواء عن طريق إسرائيل، بهدف استفزاز الجيش المصري للرد على تل أبيب في وجود حلفائها الدوليين في البحرين المتوسط والأحمر لتتحول حرب أوباما ضد سوريا إلى عقاب جماعي لجيوش المنطقة.

الجريدة الرسمية