رئيس التحرير
عصام كامل

سوريا محاصرة بـ"غابة من الصواريخ".. "كروز" كلمة السر الأمريكية في تدمير البنية التحتية السورية من الحدود الشرقية.."باتريوت" تؤمن منطقة العزل من الحدود الجنوبية..إسرائيل توجه "حيتس 3" للضربة النووية

ضرب سوريا-صورة أرشيفية
ضرب سوريا-صورة أرشيفية

"الحرب في سوريا ليست نزهة" هذه الكلمات أكدها الرئيس السوري في آخر تعليق له على الحشود الغربية التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية بهدف توجيه ضربة موجعة إلى النظام السوري لمعاقبته على مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية في الغوطتين الشرقية والغربية ضد شعبه.


في مقابل تصريحات الأسد الواثقة تشير التقارير الإعلامية المنقولة عن مصادر معلومة أو مجهولة إلى مدى جهوزية واشنطن لتلك الضربة التي ربما يتم تنفيذها بين الفينة والفينة وربما خلال كتابة سطور هذا التقرير، فجيمع المؤشرات تؤكد أن الحرب باتت وشيكة ولا مفر منها.

وما يعزز المخاوف من اندلاع هذه الحرب، ويثير ذعر المراقبين للمنطقة كون الدول الغربية الكبرى وبمعاونة دول جوار عربي، قد عمدت خلال الأيام الماضية إلى نشر حزام صواريخ حول سوريا ورصدت الأهداف التي تنوي تدميرها ولم تعد هناك بقية سوى تحديد ساعة الصفر وانطلاق تلك الصواريخ من قواعدها لتحول أهدافها داخل سوريا إلى كتل من اللهب المشتعل..ومن خلال هذا التقرير ترصد "فيتو" خريطة حزام الصواريخ الذي يحيط سوريا الآن.

جغرافيا تعرف موسوعة "ويكيبيديا" سوريا على أنها بلد في جنوب غرب آسيا، وهي تطل على البحر الأبيض المتوسط، بين لبنان وتركيا، ويحدها من الجنوب المملكة الأردنية الهاشمية، ومن الجنوب الشرقى المملكة العربية السعودية ومن الشرق العراق ومن الشمال الشرقى تركيا والشمال الغربي إسرائيل ومن الجنوب الغربي لبنان..وطبقا لهذه الحدود والتخوم رسمت القوى الغربية سيناريو الحرب بالصواريخ.

منذ وقت ليس بالقصير تأكدت لدى الدوائر العسكرية قيام الولايات المتحدة الأمريكية بإنزال قوات خاصة في هذه المنطقة الحدودية المحورية في الحرب الدائرة في سوريا على التخوم الأردنية وتم تركيب بطاريات صواريخ "باتريوت" وترابط هناك طائرات "أف 16" الأمريكية، وهى باتت جاهزة لتنفيذ أي عملية عسكرية مرتقبة.

وترابط في مياه الخليج العربي حاملتا طائرات أمريكيتان ومجموعات من السفن القتالية، وفى منطفة أكثر اقترابا وعمقا في مياه البحر الأحمر على الحدود الجنوبية الشرقية ترابط حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس هاري ترومان" التي عبرت قناة السويس مؤخرا وتنتظر قرب العلامة الدولية لحدود مصر والسعودية وترافقها مجموعة سفن قتالية صغيرة.

ويعد الساحل الغربي لسوريا من جهة البحر الأبيض المتوسط الأخطر عسكريا على سوريا ويتوقع أن تركز الضربات من هذه الجهة باستخدام صورايخ "كروز" في الشمال الغربي، وتحديدا قبرص، وقاعدة "أكروتيري" البريطانية تبعد 100 ميل فقط عن الساحل السوري، وطبقا لصحيفة "الجارديان" البريطانية فقد تم رصد وصول طائرات وناقلات عسكرية بريطانيا من طراز سي 130 بدأت الوصول إلى القاعدة في قبرص خلال الأيام الماضية.

من جهة البحر المتوسط أيضا حركت فرنسا حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديجول إلى شرق المتوسط من مرساها في ميناء طولون بجنوب فرنسا، وترابط بجوارها غواصة بريطانية مزودة بصواريخ "كروز"، إلى الجنوب من شارل ديجول وتحديدا أمام السواحل الليبية والتونسية في المتوسط ترابط أربع مدمرات حربية أمريكية وهى " يو أس أس ماهان" و"يو أس أس جريفلى" و"يو أس أس باري" و"يو أس أس راميج" وجميعها مزودة بصواريخ أمريكية من نوعية "كروز"، ومن المنتظر عبور اثنين منهما لقناة السويس للانضمام بهدف التمركز بمياه البحر الأحمر لمساندة هاري ترومان.

وبالعودة إلى الحدود البرية بعيدا تعد تركيا هي الأخطر عسكريا على الشمال السوري، ونقلت تركيا في اتجاه حدودها مع سوريا صورايخ "ت 200" و"تى400" وهى تطوير لصواريخ "هوج أرض جو" لكن من الطراز البري.

ورغم تحييد الحدود العراقية بإعلان رئيس الوزراء نوري المالكى عدم موافقة بلاده على استخدام أراضيها في حرب ضد النظام السوري ربما يمثل العمق السعودي خطرا صاروخيا تجاه دمشق نظرا لتوتر العلاقات بين البلدين واحتمالية قيام نظام بشار بإطلاق صواريخ عشوائية كرد فعل انتقامى على موقف النظام السعودي الداعم للثورة وللجيش السوري الحر، مما يستوجب الرد السعودي لحماية المدنيين والمنشآت العسكرية.

وما توفر من معلومات حول تسليح الجيش السعودي طبقا لدراسة نشرتها مؤخرا مؤسسة "IHS jane " وهي مؤسسة مختصة بالأبحاث العسكرية، كشفت عن قاعدة صواريخ أرض- أرض في عمق الصحراء في السعودية قادرة على استهداف إيران وإسرائيل ورصد المحللون الذين فحصوا الصور اثنتين من منصات إطلاق الصواريخ ووجدوا عليهما علامات تشير إحداها إلى الشمال الغربي نحو تل أبيب والمنصة الثانية إلى الشمال الشرقي باتجاه طهران.

وبحسب المؤسسة فإن هذه المنصات هي جزء من الترسانة العسكرية في السعودية وهي محملة بصواريخ يصل مداها ما بين 2400-4000 كيلو متر.

وتعد حدود سوريا الشمالية مع العدو الإسرائيلى من أخطر البؤر الصاروخية حيث يمتلك الكيان الصهيونى منظومة تسليح غاية في التطور وكان آخر ما أعلنت عنه "صواريخ حيتس 3 المطورة" القادرة على التصدي للرءوس النووية، وبالفعل اتخذت تل أبيب تدابير احتياطية حيث وجهت منظومة بطاريات الصواريخ إلى سوريا وقامت بتفعيل عمل القبة الحديدية تحسبا لأي اعتداء من الجانب السوري أو اللبنانى عن طريق حزب الله.
الجريدة الرسمية