رئيس التحرير
عصام كامل

العدوان الثلاثى على سوريا


لو خرج علينا الرئيس الأمريكى، وحلف طلاق بالثلاثة إنه ينفذ مؤامرة صهيوأمريكية علي العرب لما صدقناه وربما قال قائل منا إن أوباما يكذب وإننا لا نصدقه، وفى زمن باتت فيه المؤامرات تجرى بشكل علني وعلى الهواء مباشرة لم نعد علي قدر مسئولياتنا إذ يبدو أن جيناتنا الوطنية قد أصابها عطل دائم، فها هى أمريكا تخوض حربا ضروس ضد العرب ولا يزال فينا من يساند العم سام فى مؤامرته الدنيئة.

لاتزال سفارات العدو الأمريكي تعبث بمقدرات الشعوب العربية وتمثل مراكز استخباراتية ضد وجودنا، ولايزال فينا من يتصورون أنه يمكننا إقامة حوار بناء مع واشنطن مثلما فعلت جماعة الإخوان الأشرار عندما سلمت بلادنا تسليم مفتاح فى واحدة من أخطر عمليات التآمر في التاريخ الحديث، بدأت بحماية المصالح الأمريكية ومرت بضمان أمن إسرائيل ولم تنته بزرع الفوضى والفتنة فى أكبر بلد عربى لصالح قوي الغرب ومن أجل القضاء النهائى على جيشنا الوطنى.

وإذا كانت أمريكا لم تشارك فى العدوان الثلاثى على مصر عام ١٩٥٦ م، فإنها تقود العدوان الثلاثى على سوريا معلنة عن ذلك ودون خجل أو وجل ودون خوف من الموقف العربى المتأرجح بين التأييد والشماتة، وهما من القادة العرب أن المقصود بهذا العدوان هو بشار الأسد دون أن ندرك جميعا أن ضرب سوريا هو جزء لا يتجزأ من ضرب العراق وليبيا ومحاولة تفكيك مصر.

إن العدوان الثلاثى الجديد يحمل من المخاطر على الأمة العربية ما هو أبعد من سوريا وأعمق من فكرة تأييد الثورة السورية، كما حاول السيد وزير الخارجية المصري تصوير الأمر عندما قال إن مصر تدعم الثورة السورية ولكنها تقف ضد ضرب سوريا دون أن يخبرنا عن سبب هذا التناقض، فالأمريكان في عدوانهم القادم يتزرعون بأنهم جاءوا لدعم الثورة السورية.

وفى الحقيقة، أنا شخصيا من الذين لا يفسرون ما يحدث على أرض سوريا بأنها وقائع ثورية قدر ما هى حرب إرهابية تخوضها جماعات مسلحة من كل مكان فى الدنيا، ولا أعتقد أن هناك من يستطيع تفسير ما يحدث على أنه ثورة، وهل من الثورة أن تأتى جماعات إرهابية غريبة عن سوريا لتلقى بحمم من النار على رءوس الشعب السورى ثم ينتظرون منا أن نعترف بأنها ثورة.

إننا لو اعترفنا بأن ما يحدث فى سوريا ثورة فإن هذا سيفتح أبواب جهنم على منطقتنا بل إن هذا يعد اعترافا منا بأن مشاركة سوريين وباكستانيين وفلسطينيين فى الهجوم على أهداف مصرية هو من قبيل الثورة الإسلامية التي تروج لها جماعة الإخوان الإرهابية.

ومن هذا المنطلق، فإن العدوان الثلاثي على سوريا هو عدوان على الأمة العربية بوجه عام وعلي مصر بوجه خاص، يستلزم منا أن نقاومه بكل ما أوتينا من قوة وحتى لا نبكي على اللبن المسكوب، فاليوم سوريا وغدا مصر والسعودية وكل التراب العربى.
الجريدة الرسمية