رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية.. مرسى "بلطجى منتخب" والجيش حمى النساء والأقباط.. الحركات الإسلامية تركع أمام الحملات الأمنية بمصر.. التحالف الأمريكى المصرى مستمر.. "بندر بن سلطان" يدعم الحرب على سوريا

الصحف الأجنبية -
الصحف الأجنبية - صورة أرشيفية

أبرزت الصحف الأجنبية، الصادرة صباح اليوم الثلاثاء العديد من ملفات الشرق الأوسط، التي كان من أبرزها الملفين المصري والسوري وموقف الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها تجاهها.


قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، الأمريكية إن الأحداث التي شهدتها مصر والتي تسببت في قدر كبير من الارتباك المعنوي والفكري في الأوساط الغربية، تقابل بشكل مرفوض دوليًا، مشيرة إلى أن المجتمع الدولي مشغول بالنظر إلى العاطفة ومعاملات حقوق الإنسان، فضلًا عن رؤية الصورة كاملة.

أضافت الصحيفة الأمريكية اليوم الثلاثاء، أنه من الأفضل أن تكون مصر تحت حكم المجلس العسكري في الوقت الحالي، على أن تستمر تحت حكم "بلطجي منتخب"، مؤكدة أن الحكم العسكري على أقل تقدير يحمي الأقليات من أقباط ونساء، على عكس ما وصفته بالبلطجي الرئيس المعزول "محمد مرسي"، وجماعة الإخوان.

وأكدت "لوس أنجلوس تايمز"، أن الديمقراطية هي الآلية التي يختار بها الشعوب حكوماتهم والتي تقررها الأغلبية، ولكن المؤسسين للدساتير كانوا خائفين فقط من طغيان الأغلبية، وهذا هو السبب في كتابة الدستور، والفصل بين السلطات، وإضفاء الطابع المؤسسي، مشيرة إلى أن المحكمة العليا (وهي غير منتخبة، هيئة غير ديمقراطية)، تختار للفصل في دستورية القوانين التي قد تكون معتمدة من قبل الأغلبية الساحقة من السكان.

وأشارت إلى أن شعب مصر لديه فرصة ذهبية للبدء من الصفر، وكتابة دستور يراعي أحقية الجميع، كما حثت الملايين من الشعب المصري على التوحد والتماسك لتخطي الأزمة الراهنة.

أكدت شبكة "إن بي سي"، الأمريكية أن عرض بعض الجماعات الإسلامية السابقة إلغاء احتجاجاتهم في الشوارع مقابل تخفيف الحكومة المصرية الضغط على الإسلاميين، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تؤكد أن الحركة الإسلامية القوية ركعت أمام الحملات الأمنية غير المسبوقة ضدها.

أضافت الشبكة الأمريكية أن هذا الاقتراح يأتي بعد اعتقال الجيش للمئات من قادة الإخوان وغيرهم من الإسلاميين في أعقاب موجة العنف التي شهدتها البلاد، عقب فض اعتصام أنصار جماعة الإخوان في يوم 14 أغسطس.

وانتقد البعض اقتراح الهدنة التي عرضتها بعض الجماعات المحسوبة على التيار الإسلامي، وقالوا إنها جاءت خوفًا من القضاء على الإسلاميين تمامًا في مصر، خاصة باعتقال الكثير من قياديى الإخوان، وهرب البعض الآخر.

وقال نقيب الصحفيين الأسبق مكرم محمد أحمد، إنهم يريدون رفع الضغط على مجموعاتهم والقفز من القارب الذي يغرق وهم جماعة الإخوان للنجاة بأنفسهم، فالجميع يبحثون عن مخرج ولكن هذا بعد فوات الأوان.

من جانبه، قال زعيم الجهاد الإسلامي محمد أبو سمرة لوكالة "أسوشيتد برس"، إن الهدنة المقترحة ليس لديها "خطوط حمراء"، وأضاف إننا نمهد الطريق لإجراء محادثات ولا يمكننا إجراء محادثات بينما نحن في خضم عمليات القتل والقمع، والجماعات تمد يديها لتجنب مواجهة دموية مع الجيش.

قالت وكالة "الأسوشيتدبرس"، الأمريكية إن تحالف الولايات المتحدة مع مصر سيبقي على الرغم من ضعف الديمقراطية، مشيرة إلى أن البيت الأبيض يستعد لقبول الحكومة المصرية التي يمكن أن تكون ديمقراطية بالاسم فقط - حسب وصفها، بعد عامين من مساندة الولايات المتحدة لمصر في إطاحتها لحسني مبارك باسم الديمقراطية.

أضافت، أن الولايات المتحدة ما زال لديها الأمل أن قادة الحكومة المؤقتة المدعومة من الجيش المصري سوف تتنازل عن السلطة بمجرد إجراء الانتخابات المقرر إجراؤها في مطلع العام المقبل وسيتم تشكيل حكومة شاملة بموجب دستور سيصاغ علنا ويعرض على الشعب للتصويت عليه.

وقال تمارا كوفمان ويتس، الذي شغل منصب نائب مساعد وزير الخارجية في الفترة من 2009 إلى عام 2012 مدير مركز سابان لسياسة الشرق الأوسط في معهد بروكينجر في واشنطن، إن البيت الأبيض يحتاج إلى وضع استراتيجية طويلة الأجل لدفع مصر التي يديرها الجيش في اتجاه الديمقراطية، لكي يتمكن من الحصول على ديمقراطية مثالية وهذا لن يتحقق في القريب، كما أنه لن يكون هناك استقرار في مصر من دون حكومة أكثر شمولية.

وأوضحت الوكالة أن الجيش المصري استجاب للقلق الشعبي إزاء سياسة الرئيس المنتخب ديمقراطيا محمد مرسي، وأطاح به في 3 يوليو وعين حكومة مؤقتة وستجري انتخابات مبكرة في العام المقبل.

ويعتقد مسئولون أمريكيون أنه أمام الحكومة المصرية أشهر وربما سنوات للانتهاء من الاضطرابات الداخلية التي بدأت في ثورة الربيع العربي في عام 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك وظلت واشنطن تعمل بشكل وثيق من أجل تعزيز الديمقراطية في مصر أكثر من أي وقت مضي.

وقال الرئيس باراك أوباما، في مقابلة له مع "سي إن إن" إن الولايات المتحدة تراجع علاقتها مع مصر، وليس هناك شك في أننا لا يمكن أن نعود إلى العمل كالمعتاد، بالنظر إلى ما حدث.

ومع ذلك، قال مسئولون أمريكيون: لا تزال الديمقراطية ممكنة لمصر، حتى لو كان ذلك قد يستغرق وقتا أطول من الوقت الذي يأمل به قادة الولايات المتحدة.

أضافت الوكالة أن مصر هي مفتاح السلام في الشرق الأوسط، وهي حليفة الولايات المتحدة منذ فترة طويلة، وكانت سببا رئيسيا في نجاح اتفاقية السلام مع إسرائيل، وكبح جماح الإرهاب وخاصة في شبه جزيرة سيناء الذي يخشي أنها أصبحت ملاذا للمتشددين، كما تمثل قناة السويس معبرا مهما للولايات المتحدة والدول الأوربية.

اهتمت صحيفة الإندبندنت البريطانية، بموقف كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا والمملكة المتحدة البريطانية تجاه إمكانية اتخاذ إجراءات ضد سوريا، بسبب الهجوم الكيميائي في الأسبوع الماضي.

وأشارت الصحيفة إلى أن الأمير بندر بن سلطان، رئيس جهاز الاستخبارات السعودي ظهر في الوقت الراهن كشخصية محورية تحاول تغيير توازن ساحة القتال في سوريا، موضحة الصلة الوثيقة بين سلطان والإدارة الأمريكية، حيث إنه مكث في أمريكا ثماني سنوات وأنه من دعاة الحرب على سوريا.

ونوهت الصحيفة بأن سلطان غادر واشنطن منذ ثواني سنوات، وكان له تأثير كبير على ما لا يقل عن خمسة رؤساء أمريكيين، وهو الآن يرأس المخابرات السعودية، وعمل الشهور الماضية على حشد الدعم والتأييد للثوار السوريين وتوفير السلاح والتدريب لهم للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

وكشفت الصحيفة أن المخابرات السعودية أول من من نبهت حلفاءها الغربيين إلى استخدام النظام السوري المزعوم لغاز السارين في فبراير الماضي، وأن الأمير بندر بن سلطان كان يعمل بصورة مباشرة مع المخابرات المركزية الأمريكية منذ العام الماضي لتدريب مسلحي المعارضة في الأردن بالقرب مع الحدود السورية.

ولفتت الصحيفة إلى زيارات بندر بن سلطان على مدي الأيام الماضية إلى كل من بريطانيا وفرنسا وروسيا للتباحث مع كبار المسئولين، وحاول إقناع روسيا لكي تتراجع عن تأييدها لنظام الأسد وأن يسحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تأييده للأسد.

وأوضحت أن سلطان كسب نفوذا كبيرا مع القوى الغربية ويرجع ذلك لصداقاته التي يكونها أثناء تواجده في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنه لعب دورا كبيرا عندما كان سفيرا في الحرب على العراق حيث كان من أشد المطالبين بالغزو الأمريكي على العراق في عام 2003.

ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم"، العبرية أن سلاح الجو الإسرائيلي في حالة استعداد عملياتي على خلفية النية المرتقبة لتوجيه الولايات المتحدة ضربة إلى سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى أنه من ضمن الاستعدادات قامت إسرائيل اليوم الثلاثاء بنشر عدد من منظومات الدفاع الجوي الصاروخي من نوع "باتريوت" في مدينة حيفا شمالي إسرائيل.

كانت مصادر أمنية إسرائيلية قللت من فرص قيام النظام السوري بشن غارات على إسرائيل ردًا على ضربة عسكرية أمريكية محتملة، بسبب المخاطر الناجمة جراء ذلك.
الجريدة الرسمية