رئيس التحرير
عصام كامل

مباردات من رجال الدين فى لبنان لدرء الحرب الأهلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يسعى قاده رجال الدين سواء المسلمين سنة وشيعة والمسيحيين في لبنان  لتحويل فتنة مفترضة بعد انفجار الضاحية معقل الشيعة في البلاد وتفجيري طرابلس معقل السنة إلى مناسبة لاستنهاض وحدتهم الوطنية.

وحتى قيادات التيار السلفي في طرابلس الذين كانوا يوصمون أحيانا بالتطرف، ويتهمون خاصة من قبل الشيعة بأن خطابهم طائفي، بدا أغلبهم حريص على عدم تصعيد الأمور، وركزوا أغلب اتهاماتهم على النظام السوري مع استمرار العتب على حزب الله لمشاركته في سوريا.

ومن هذه المواقف، موقف رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ سالم الرافعي الذي كان يؤم المصلين في مسجد التقوى الذي استهدفه أحد الانفجارين، فالرافعي أبدى استعداده للحوار مع حزب الله شرط أن يسحب الاخير مقاتليه من سوريا قائلا: " اليد التي فجرت في الرويس فجرت في طرابلس ونحن نرفض اتهام حزب الله بالتفجير"، مبديا استعداد هيئة العلماء المسلمين لأي حوار يوحد بين السنة والشيعة

أما أبرز المواقف وأقواها فكان موقف مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني الذي قام بزيارة إلى طرابلس أمس قدم خلالها العزاء إلى أهلها، وانتقد خلال الزيارة السياسيين من الفريقين 14 آذار و8 آذار، محملهم مسئولية الأزمة السياسية التي تسببت في الفراغ الأمني في البلاد، وتسبب في شلل الحياة السياسية.

وطلب قباني من رئيس الحكومة المكلف تمام سلام أن يسرع بتأليف "حكومة وطنية" تنقل الخلاف من الشارع، ( وهو موقف سياسي يختلف عن موقف 14 آذار الداعي لحكومة محايدة)، وأكد أن الذي وضع تفجير الضاحية هو المسئول عن تفجير طرابلس.

ثم زار مفتي لبنان الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله حيث قدم العزاء لأهلها الذين فقدوا أكثر من 20 من أبنائهم في التفجير الذي شهدته الضاحية يوم 15 من شهر أغسطس الجاري.

ومن هناك أطلق صيحة تحذير من أن أحرق طرابلس ذات الغالبية السنية والضاحية ذات الغالبية الشيعية يمكن أن يحرق المسيحيين، مثلما حدث في العراق.

بدوره قام بطريرك المسيحيين الموارنة بشارة بطرس الراعي بزيارة أمس إلى الضاحية الجنوبية لبيروت معزيا مثلما فعل أمس الأول في طرابلس، وألمح أيضا إلى مسئولية السياسيين عن الدماء التي سالت نتيجة عدم تفاهمهم والتقائهم.

على الجانب الشيعي أقام المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في مقره بحارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت أمس مجلس عزاء احياء لذكرى التفجيرات الإرهابية في الضاحية الجنوبية وطرابلس، بحضورك البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، وشيخ عقب الطائفة الدرزية نعيم حسن وذلك بعد أن تفقد مفتة لبنان محمد رشيد قباني منطقة الانفجار بالرويس بالضاحية الجنوبية لبيروت.. في مشهد تضامني لافت، يقول: إن الانفجارات التي أردت بها إشعال الفتنة بيننا هي التي ستوحدنا.

الجريدة الرسمية