الاقتصاد المصرى.. فى مهب الريح
للمرة الأولى، منذ وقت بعيد جداً، تواجه أمتنا احتمال أن يكون مستقبل أبناء جيلها الحالى أسوأ من آبائهم، فالبطالة فى مستويات مرتفعة جداً ، ويومياً، يتصاعد خطرها أكثر، ومستويات الفقر أيضا فى ازدياد، وشبكات الضمان الاجتماعى مقيدة، بينما وصل الخلل فى عدم المساواة بين الأفراد فى الدخل والثروة لدرجة تمزيق نسيج المجتمع.
يبدو أن مرونتنا الاقتصادية فى تراجع، خاصة بعدما تفاقم انخفاض الاستثمار فى البنية التحتية لسنوات، ويبدو أن فرصة وجود استجابة اقتصادية شاملة قوية محدودة الآن، لا سيما أن معدلات النمو المستهدفة لازالت دون المستوى ، علماً بأن عجز الموازنة فاق كل الحدود المتوقعة.
هناك ما يجعلنا بعيدين عن الدول الأخرى لمسافات، ولكن ما يخدم الكثير من الأجيال المصرية ، إنها الثقة الكبيرة عند المواطنين بما يوفره البلد من حيث الفرص والاستمرار قدما، والتصور الخاص بأنه مع الكثير من الجهد والقليل من الحظ يمكن للفرد أن يحسن مستقبله ومستقبل عائلته بصورة كبيرة.
هذا الحافز الفريد والقوى على شفير الهاوية، فهو مقوَّض بشكوك كثيرة وبالواقع الراهن، لقد بات هذا الحافز، وعلى نحو مطرد، يقاوم الشك المفهوم من أن النظام بما فيه المؤسسات الحكومية يقف مجتمعا ضد مصالح الأفراد العاديين.
ولا ننسى أن مصر تعمل فى ظل عالم معقد أكثر من السابق، فأوروبا تواجه أزمة ستطول وتعرض دولها إلى تهديد أكثر من أن نعتبره مجرد فوضى مالية واقتصادية.
ببساطة، تعانى بلادنا صعوبات على حساب القوى المحلية والخارجية، النتائج بعيدة عن القدر المحتوم، ولديك حرية التصرف والتحكم بمستقبل بلدك، وتحسين مستوى معيشة الأجيال الحالية والمستقبلية.
وعلينا نسيان أن مصر لديها، من دون شك، القدرة على تجاوز هذه المحن التى تمر بها، ومن خلال ذلك، يمكننا استعادة قدرتنا على ممارسة القوة الناعمة المناسبة فى أرجاء العالم، كما يمكن أن تصبح قائداً لأفضل تنسيق فى السياسة العالمية، وملاذاً لتلك الدول والمجتمعات التى تمر بتحولات محلية وإقليمية صعبة، وكما أصبح العالم آمناً، كانت آفاق مصر أقوى، والإمكانية العالمية كبيرة بالفعل، فالشركات والبنوك المصرية تحتفظ فى ميزانياتها العمومية بأموال نقدية «كاش» تساوى مليارات الجنيهات بدل استثمارها فى استراتيجيات تجارية ووظائف ومصانع ومعدات جديدة، فى غضون ذلك، يميل الكثير من المستثمرين على ما يبدو، نحو الأصول الآمنة ذات العوائد القليلة جداً، بدل الاستثمار مستقبلاً فى شركات جديدة صغيرة ومتوسطة الحجم .