رئيس التحرير
عصام كامل

دكتور حامد أبو طالب في حوار لـ"فيتو": الإخوان اختطفوا المساجد للترويج لأفكارهم وأؤيد "أزهرة" خطباء المنابر

فيتو

  • لا يوجد دين سماوي يأمر أتباعه بالقتل أو التحريض
  • إمام المسجد يجب أن يكون على مسافة واحدة من جميع التيارات والقوى السياسية

أكد الدكتور حامد أبو طالب عميد كلية الشريعة والقانون الاسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر أن المشهد الحالى المصرى المليء بالعنف والإرهاب هو صراع سياسي في المقام الأول ولا يمت بصلة للإسلام ولا يوجد هناك صراع بين ايمان وكفر ولا يوجد دين سماوى يأمر أتباعه بالقتل أو التحريض على القتل.


وأكد خلال حوار اجرته معه "فيتو" أن نظام الإخوان استخدم المساجد والدعوة كأحد الأسلحة المهمة في حشد الناس في صفهم، مشيرا إلى أن الأزهر يدعم قرار وزير الأوقاف بأنه لن يعتلى منبر المسجد سوى الازهرى فقط.


والحوار التالى به المزيد.


- هناك احداث عنف وقتال بين المصريين مع تعدد الاتهامات للجيش والشرطة بانهما السبب، كيف تقرأ المشهد الحالى؟

الحقيقة أن المشهد الحالى بكل جوانبه واحداثه وصراعه ما بين تيارات وفصائل مصرية ليس صراع كفر وايمان كما يدّعى البعض بل إن كل ما يحدث على ارض مصر هو صراع سياسي وليس له علاقة بالدين أو بكفر أو ايمان ومن يحاول أن يجعل الصراع الدائر صراع دين وصراع عقيدة وإسلام يحاول المتاجرة بالدين وجذب قطاع كبير من الناس في صفه وما تقوم به الجهات الأمنية هو حماية للوطن بكل الأحوال ولا يمكن أن تكون الجهات الأمنية هي سبب العنف لأن كل هم الجيش والشرطة هو حماية الوطن.

- تعددت الاصوات المحرضة على الجيش وزادت حالات الاستشهاد للجنود، كيف ترى هذا التحريض على خير اجناد الارض؟

لابد لنا أن نعلم أن الجيش المصرى مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم هو خير اجناد الارض وهم في رباط إلى يوم القيامة ولن يستطيع أحد أن يفرق وحدة الجيش المصرى لأن الله تعالى حافظ له ولا ارى أي دين سماوي يحرض اتباعه على القتال والدين الإسلامي بالاخص يحرم القتال بين اتباعه بل وقتل النفس ايا كانت مسلمة أو غير مسلمة وجعل قتل نفس واحدة كمثل قتل الناس جميعا والرسول يقول "سباب المسلم فسوق وقتاله كفر " فليس قتل الجنود والتحريض على الجيش من الإسلام في شيء.

- منذ ظهور شيخ الأزهر يوم 3 يوليو في بيان الجيش بعزل مرسي زادت حدة الهجمات على الأزهر مع تعالى نبرة المطالبة لشيخ الأزهر بالاستقالة، كيف ترى ذلك؟

الحقيقة أنه منذ قيام ثورة 25 يناير والهجمات على الأزهر الشريف في ازدياد حتى مع نظام الإخوان زادت حدة هذه الهجمات مع أن الأزهر وعلماء الأزهر وعلى رأسهم شيخ الأزهر معروفون بالصدق والأمانة والأدب والإخلاص للوطن وفضيلة الامام الأكبر شيخ الأزهر من علماء الامة المشهود لهم بالعلم والفضيلة والاصوات التي تطالبه بالاستقالة هي اصوات لا تعبر الا عن اصحابها المنتمين لحركات حتى ولو كانوا ازهريين.

- لكن هناك من يوجه اتهاما صريحا من داخل المؤسسة الأزهرية ضد شيخ الأزهر؟

هؤلاء الذين يكيلون الاتهامات لشيخ الأزهر لا يعبرون عن الأزهر بل هم يعبرون عن انتماءاتهم ولو نظرنا لوجدنا أن هؤلاء من قبل اتهموا القيادات الدينية بالخطأ وألقوا بالتهم جزافا ولم يقيموا عليها دليلًا واحدا وهذا ظلم صريح لا يصدر من علماء ينتسبون للأزهر وهو أقوى دليل على أن القائل بهذا الكلام ليس من علماء الأزهر بل له انتماءات أخرى.

- خرجت فتاوى من عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الدكتور القرضاوى يتهم فيها شيخ الأزهر ويحرض على العنف والقتال ضد الجيش؟

بالتأكيد الأزهر يدين هذا التصرف بل ادان بالفعل واصدر بيانا ضد هذه الاتهامات وهذه التصريحات غير المسئولة عن الدكتور يوسف القرضاوى وعليه أن يراجع نفسه لأن فتاواه الأخيرة غير صحيحة وتحريضية وتسىء إلى الإسلام بشكل كبير في دعوته العالم الإسلامى للجهاد في مصر ضد الجيش ويدعو الغرب للتدخل في شئون البلاد فهل هذا دين الإسلام؟ وقد طالبناه جميعا بالتخلى عن الانتماءات السياسية لأن العالم الحقيقى يجمع ولا يفرق.

- لماذا صمت الأزهر على انتهاكات الأوقاف في عهد الإخوان وتسييس الدعوة والمساجد؟

لم يصمت الأزهر نهائيا على هذا الأمر وكان يحذر بشكل كبير من تداعيات انتماء الداعية إلى فصيل سياسي ولكن النظام السابق كان سر قوته في هذا الأمر فكان يركز عليه بشكل كبير وانا كنت ارى أن هذا أمر خطير بخاصة الزج بالمسجد كجزء من الصراع الراهن لأن المسجد للعبادات ولا مجال للسياسة فيه ولابد من الحفاظ على قدسيته، وانا ارفض أي انتماء سياسي للامام والخطيب ولا ينحاز إلى فصيل أو تيار معين لأنه دون ذلك يضر برسالته ويحول المسجد إلى ساحة حرب لنصرة حزبه وجماعته ولذلك اؤيد قرار وزير الأوقاف الازهرى الدكتور محمد مختار جمعة في قراره بأنه لن يعتلى منبر المسجد الا الازهرى فقط.

- بعد هذا الصراع الشديد الذي طال المساجد، كيف يمكن أن يعود المسجد لممارسة دوره الدعوى بعيدا عن أي صراع سياسي؟

الحقيقة أن الصراع بين التيارات والقوى السياسية كان قد انتقل بالفعل للمساجد وهو ما خلق أزمة بالرغم من أن وظيفة المسجد أن يجمع الناس على المبادئ والقيم المشتركة التي تجعل الجميع في حالة من الود والتفاهم والانسجام وهذا مبدأ من مبادئ العمل الدعوي وعلى الداعية أن يجمع الناس ولا يفرقهم وان يكون داعية للجميع وهذا الأمر يتطلب عدم استخدام المنابر في الترويج لأي فصيل سياسي وأن يكون امام المسجد على مسافة واحدة من جميع التيارات والقوى السياسية ولا يمارس السياسة في المسجد أو المنبر وعليه الابتعاد عن انتماءات سياسية او حزبية تحديدا، وانا انصح جميع الدعاة بمراعاة هذه القضية الخطيرة حفاظا على حرمة المساجد وحتى لا تتكرر الأحداث المؤسفة التي وقعت خلال الفترة حكم النظام السابق ونحن نثق كثيرا بوزير الأوقاف الدكتور مختار جمعة.

- قضايا الاخلاق زادت بشكل كبير في ظل الانفلات الامنى هذه الايام وبخاصة التحرش الجنسى، مَن المسئول عنها وما دور المؤسسة الدينية في هذه القضية الاخلاقية؟

هذه قضية مهمة للغاية تتطلب تضافر جميع المؤسسات مع المؤسسة الدينية بما فيها البيت والاسرة والمدرسة لعودة القيم والأخلاق التي عاش عليها المجتمع المصري وظاهرة التحرش الجنسي ظاهرة تهدد استقرار المجتمع وتصاحبها ويساعد على نشر الرذيلة في المجتمع وتفسد الأخلاق وتهدد الأسر التي كانت تعيش في أمن وأمان وللاسف الآن وفي الوقت الحالي غابت المبادئ التي تربت عليها الأجيال ولابد أن تقوم الأسرة بدورها في مراقبة سلوك الأبناء وغرس القيم والمبادئ ولابد أن تقوم المدارس بدورها في غرس القيم الدينية لدى الأجيال الجديدة كما أن هناك دورا مهما أيضا لوسائل الإعلام في نشر الفضيلة ومواجهة العنف والجرائم وتوضيح الجوانب السلبية التي يعانيها المجتمع مع وضع الحلول اللازمة لعلاج بالإضافة إلى دور العلماء والدعاة وخطباء المساجد فلو قامت كل هذه الجهات بدورها ما وجدنا هذه الظواهر السلبية، بما فيها التحرش الجنسى، تنتشر بهذه الطريقة التي أصبحت تهدد الاسر المصرية.

الجريدة الرسمية