رئيس التحرير
عصام كامل

تحيا مصر رغم أنف الحاقدين


تحالفت جميع القوى العالمية إلا قليل ضد مصر واتفق الجميع بمساعدة الخونة من الإخوان على تركيع مصر اقتصادياً وحصارها غذائياً وتعطيشها بنناء السدود فى دول منابع النيل.. وليس هذا فقط فالتحدى كبير جداً فتريد أمريكا وحلفاؤها بالتدخل العسكرى لمساعدة الإخوان على العودة للحكم ولكنهم ينتظرون أن يكتمل الملف الكاذب الذى يفبركون أحداثه بأن مصر بها فتنة طائفية وبأن المسلمين يحرقون كنائس المسيحيين وكذلك يرد عليهم المسيحيون بحرق مساجدهم وقد فشلت هذه الخطة بعد أن قام الرجل الفاضل الأنبا تواضروس بأجمل جملة فى العالم وهى "أن المبانى تعوض ولكن دم المصرى غال فإن حُرقت الكنائس فسنصلى فى مساجد المسلمين" .. فاحترق الغرب عيظاً لوأد نار الفتنة التى حاولوا حرق مصر بها .


فجاءت الخطة الثانية وهى هدم مؤسسة الشرطة وحرق أقسامها فى كثير من المحافظات ولكنها رغم كل ما حدث لم تهدم.. ويحاولون إجهاد القوات المسلحة ولكنها تكاتفت مع قوات الشرطة فى جميع أرجاء الجمهورية فحفظت الأمن ومنعت الفوضى التى كان مخططا لها من قبل ذراع الغرب فى مصر وهى جماعة الإخوان الإرهابيين وكان ذلك بفض اعتصام رابعة العدوية واعتصام النهضة بأقل الخسائر التى لا وجه للمقارنة بها بالخسائر العالمية لفض الاعتصامات فجاءت مخيبة أيضا لآمالهم فى أن يحدث موتى ومصابين بالآلاف ولكن رغم هذا تجدهم يتاجرون بالدم محاولين تصوير المشهد للغرب وكأن الاعتصامات كانت سلمية والشرطة والجيش أبادهم عن بكرة أبيهم .. إعلامهم رخيص وفاشل وكاذب ولكن الغرب وأمريكا تريد أى شىء تستطيع أن تبرر به رخص ما تريد فعله من تمكين الإخوان مرة أخرى وتدخلها عسكرياً داخل مصر .

ولكن ما يُكبل أيدى أمريكا عن مصر وسوريا أيضاً هى وقوف روسيا بجوارنا وتهديدها لأمريكا بعدم التدخل فى شئون مصر وسوريا ولا ننكر فضل المملكة العربية السعودية وأخص بالذكر والتكريم خادم الحرمين الشريفين لموقفه النبيل مع مصر وكذلك الإمارات والكويت والأردن .

واليوم بعد القبض على قيادات الإخوان يطالبون بالإفراج عنهم والتصالح معهم ومشاركتهم فى الحياة السياسية.. إنه لشىء يثير الغثيان فما يطلبونه يكشف وبوضوح لمن يرى ولمن يدير الأمور بعقله أن الإخوان هم الذراع الأكبر لهدم الشرق الأوسط الكبير وتقسيمه وإعادة رسم خريطته من جديد.. فالإخوان لا وطن لهم ولا يعترفون بهذه الكلمة كل ما يهمهم هو تحقيق حلم الخلافة حتى لوعلى أرض محترقة .

الجيش والشرطة يقومان بدورهما على أكمل وجه وبوطنية وبروح عالية لحماية الوطن من الداخل والخارج.. ولكن أين هم رجال الأعمال الشرفاء وأين هم رجال الأحزاب وأين دورهم فى بناء الوطن فكل ما أشاهده هى تحركات وتجهيزات لما بعد تجاوز الأزمة فى حشد الحشود لترشيح الرئيس القادم وتوجيه كل أموالهم فى خدمة هذا فقط متجاهلين شئون الشارع الفعلية.

كنت أودُ أن أرى مئات ممن يستحقون منصف الرئيس بجهدهم ووطنيتهم ومساهماتهم فى رقى الوطن وتقدمه ومحاربة أعدائه.. فلم أجد غير الفريق أول عبد الفتاح السيسى والذى أربأ به فى ترشيح نفسه فوظيفته كوزير دفاع هى صمام أمان لمصر داخلياً وخارجياً .
ولكن الكل يريد أن ينهش مصر ويأخذ نصيبه منها بمنصب أو بمال أو بجاه لا أرى من يحب تراب مصر كما تستحق أن يعشق ترابها بالفعل.

الجيش والشرطة وجميع رجالهم يضحون بحياتهم من أجلنا جميعاً والكل إما يهجونهم بتلقيبهم بالعسكر وإما واقفا وقوفاً سلبياً وإما باحثاً لاستثمار ما يحدث لصالح نفسه.. من يحب مصر؟ من يعرف قيمة الوطن؟ القليل وهم للأسف من زخم الفوضى الإعلامية لا نراهم .. فتحية عظيمة منى وهذا كل ما أستطيع تقديمه لرجال الجيش والشرطة .. وتحيا مصر رغم أنف الحاقدين.
الجريدة الرسمية