رئيس التحرير
عصام كامل

حـلم لم يتحقـق بعـد!!


ظل الفلاح البسيط يزرع أرضه ويرويها بعرقه قبل الماء.. لم يبخل عليها بشىء حتى لو كان الثمن أحد أبنائه.. وذات يوم استيقظ ليجد أرضه قد اغتصبت من قبل رجال السلطة والنفوذ.. حاول أن يعترض.. لم يسمعوه.. حاول أن يقاوم.. منعوه.. حاول أن يصرخ.. كمموه.. أوهموه أنهم سيزرعون أرضه.. ويقومون على رعايتها.. ويمدونها بأحدث المبيدات واستخدام التكنولوجيا الحديثة لتعطى محصولًا أكبر يعود عليه بالنفع هو وأولاده.

فى النهاية استسلم للأمر الواقع.. لكنه أوصى أبناءه بعدم التفريط فى أرضهم مهما طال الزمن.. وإن مات هو فعليهم استكمال نضالهم ضد رجال السلطة جيلًا بعد جيل حتى تعود الأرض إليهم.

بالفعل مات الفلاح.. ورجال السلطة أخلفوا وعدهم، وباتت خيرات الأرض لهم، بينما يرمون الفتات للأولاد.. ولم يكتفوا بذلك، بل راحوا يعملون على تبوير هذه الأرض بكل ما لديهم من قوة.. حتى تحولت إلى أرض بور.. ولم تعد صالحة للزراعة.. والنتيجة أن الأبناء أصابهم الهزال، وتداعت عليهم الأمراض.. وأصابهم الفقر والجهل.. وشتى العلل.. لا حول لهم ولا قوة.. راضخون، مستسلمون.. كل ما يستطيعون فعله هو الكلام فقط.. أو الصراخ المكتوم.

وكلما طالت المدة ازداد الأبناء تخلفًا وفقرًا.. أناتهم مكتومة.. صرخاتهم دفينة.. أصواتهم مكتومة.. لكنهم صابرون فى انتظار اللحظة التى يستعيدون فيها أرضهم.

30 سنة على هذا المنوال حتى جاءت اللحظة الفارقة.. اتحدوا جميعًا لمواجهة الظلم الواقع عليهم.. نجحوا.. سقط رأس السلطة.. وسقطت حاشيته واحدًا بعد الآخر.. وآلت اللحظة التى يتسلم فيها الأبناء أرض أبيهم وأجدادهم.. لكنهم وجدوها أرض بور.. كل منهم آثر أن يأخذ نصيبه من الأرض.. ورغم أنهم لا يجيدون الزراعة.. مطامعهم بدأت تتكشف عند اقتسام الأرض.. فكل منهم يريد جزءًا ليزرعه بمعرفته.. وبالمحصول الذى يريده.

بالفعل.. قام كل واحد منهم بمحاولات وخطوات عشوائية لزراعة الجزء المخصص لهم.. وتعجلوا جنى الثمار قبل أوان الحصاد.. فكانت النتيجة.. لا أرضًا زرعوا.. ولا محصولًا حصدوا..!

الجريدة الرسمية