رئيس التحرير
عصام كامل

"الجزيرة" البدعة القطرية لسان الأمير البدين.. أنشئت عام 1996 بمبلغ 150 مليون دولار.. القناة تخطط لامتلاك أكبر حصة في الإعلام العربي..10 دول حجبت القناة ومصر الحادية عشرة.. القناة ترعى الإعلام الملون

قناة الجزيرة القطرية
قناة الجزيرة القطرية

طالت موجات الحجب لقناة الجزيرة القطرية، عددا من الدول بسبب السياسة التي تتبناها، بدأ بث قناة الجزيرة في 1 نوفمبر عام 1996 بمبلغ 150 مليون دولار منحة من أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني.

وتضمنت الدقائق الأولى من بثها لقطات من تقارير لبعض مراسلي هذه القناة في بعض البلدان، كما تضمنت بعض اللقطات لتنويهات إعلامية (بروموهات) مثلت محطات بارزة في مسيرة قناة الجزيرة العربية، يصل بث هذه القناة إلى نحو 35 مليون منزل في المنطقة عبر البث المجاني على الأقمار الصناعية وخدمات الكيبل.

انطلقت الجزيرة في السنوات الأولى من دون إعلانات ثم بدأت تبثها، هدفت الجزيرة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي بحلول عام 2001 من خلال الإعلانات، ولكنها فشلت بسبب إحجام المعلنين السعوديين عن التعاقد معها، فوافق الأمير على الاستمرار في تقديم الدعم سنويا.

ومن المصادر الرئيسية الأخرى للدخل: الإعلانات، رسوم الاشتراك الكابل، صفقات البث مع شركات أخرى، وبيع اللقطات. وفي عام 2000، مثلت الإعلانات 40 ٪ من عائدات المحطة.

شعار الجزيرة هو تمثيل مزخرف لاسم الشبكة مكتوبة باستخدام الخط العربي (الديواني) اختارها مؤسس المحطة، أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.

وتعتمد القناة على أربعة استديوهات في كل من العاصمة البوسنية سراييفو وسيكون هذا الاستديو الرئيسي، العاصمة الصربية بلغراد، العاصمة المقدونية سكوبي، فضلًا عن العاصمة الكرواتية زغرب، ومكاتب في واشنطن وإسطنبول وبروكسل.

كما تعتمد على 15 مراسلا في 11 بلدا، إضافة إلى مراسلي قناتي الجزيرة العربية والإنجليزية الذين ستترجم تقاريرهم إلى اللغة المحلية.

ومنذ أن بدأت القناة بثها وهى تخطط لامتلاك أكبر حصة في الإعلام العربى، وحققت أول أهدافها بشراء قنوات "ايه آر تى" الرياضية والمنوعات وسعت لشراء دوريات العالم وفشلت في شراء الدوري المصرى، وسعت إلى نشر قنواتها بترددات مختلفة في جميع أنحاء العالم وبلغات مختلفة.

وفي عام 2004، تعاقدت الجزيرة مع أول صحفيين باللغة الإنجليزية، من بينهم أفشين راتانشي، من برنامج اليوم لهيئة الإذاعة البريطانية (الذي كان في قلب الأحداث في المملكة المتحدة عندما جاء قرار توني بلير لدعم الغزو الأمريكي للعراق)

 
وفي 4 يوليو 2005 أعلنت قناة الجزيرة رسميا عن خطط جديدة لإطلاق قناة فضائية باللغة الإنجليزية باسم الجزيرة الدولية.

بدأت القناة الجديدة في الساعة الثانية عشرة بتوقيت جرينتش يوم 15 نوفمبر 2006 تحت اسم الجزيرة الإنجليزية ومراكز بثها في الدوحة (بجوار مقر الجزيرة الأصلي ومركز بثها) لندن وكوالامبور والعاصمة واشنطن.

والقناة إخبارية تبث لمدة 24 ساعة و7 أيام في الأسبوع، مع 12 ساعة من البث من الدوحة، وأربع ساعات في كل من لندن وكوالالمبور وواشنطن العاصمة. عرض البث من خلال شبكة أمريكية غير ربحية تبث أيضًا برامج باللغة الروسية مجانًا للمشاهدين الأمريكيين.

نجحت القناة في أن تنافس الشبكات العالمية بل ووصل عدد مشاهديها إلى ما يقرب من 50 مليون مشاهد وهو ما كانت تتميز به قناة البى بى سى، التي عرفت بأنها الأقوى، وتجاوزت في 2007 هذا العدد في العالم حيث وصل إلى 100 مليون أسرة في الخارج.

وقد أدركت قوى سياسية وأنظمة عربية وعالمية نفوذها بل تحدث كثيرون عن خطرها فقامت عدة دول عربية بحظرها، ولم يقتصر الحظر على الدول العربية بل تجاوز ذلك إلى دول أجنبية بما فيها إسرائيل التي حظرتها أكثر من مرة.

ففي 4 يوليو 2004، جمدت الحكومة الجزائرية أنشطة مراسل الجزيرة الجزائري بسبب تناول برنامج "الاتجاه المعاكس" للوضع السياسي الجزائرى.

وأوصت جهات إسرائيلية بمنعها وحظر مشاهدتها، لكن بعد أن تغيرت سياسة القناة تجاه إسرائيل، كما ذكر عدد من المحللين الإسرائيليين، تغاضت هذه الجهات عن المطالبة بحجبها.

أما في فلسطين، فقد أغلقت السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية مكاتب الجزيرة في الإقليم وذلك في يوم 15 يوليو 2009.

وقيل آنذاك إن هذا الإجراء يأتى ذلك ردا على ادعاءات القناة التي قالها فاروق القدومي: إن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد تورط في ملابسات مرض ثم وفاة ياسر عرفات.

وصدر بيان أعلنته وزارة الإعلام، قالت فيه: إن تغطية المحطة "غير متوازنة"، واتهمتها بالتحريض ضد منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية.

كما واجهت مكاتبها العديد من محاولات التدمير كان أهمها في يوم 13 نوفمبر 2001، وأثناء الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001، حيث دمرت ضربة صاروخية أمريكية مكتب قناة الجزيرة في كابول.

واعتبرها البنتاجون إبان الغزو الأمريكى للعراق معادية للولايات المتحدة، وتحرض على العنف، ثم ألغت أمريكا تفويض اثنين من مراسليها ومنعت بورصة نيويورك المراسلين من تغطية تداولاتها.

وقال المتحدث باسم بورصة نيويورك راي بيبيشيا: إن هذا تم "لأسباب أمنية".

وفي عام 2010 تم إغلاق مكتب الجزيرة بالكويت بعد رفض قناة الجزيرة إلغاء استضافة النائب في مجلس الأمة الكويتي مسلم البراك على خلفية تغطية أحداث ديوانيه الحربش.

كما أغلقت اليمن مكتب الجزيرة على إثر تغطية الاحتجاجات اليمنية.

وفي 22 نوفمبر 2005، نشرت جريدة ديلي ميرور البريطانية تقارير أكدت فيها أنها حصلت على مذكرة سربت من داوننج ستريت تقول إن الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش قد فكر في قصف مقر قناة الجزيرة في الدوحة في أبريل 2004، عندما كانت قوات المارينز الأمريكية تجري عمليات هجومية على الفلوجة.

ولم تتوقف محاولات الجزيرة لبث روح الفتنة في قلب الأنظمة العربية، وهو ما دعا دولة البحرين لاتخاذ إجراءات ضدها، حيث منع وزير الإعلام البحريني نبيل يعقوب الحمر مراسلي الجزيرة من العمل في 10 مايو 2002، وقال إن المحطة منحازة لإسرائيل ضد البحرين.

وبعد التحسن في العلاقات بين البحرين وقطر في 2004، عاد مراسلو قناة الجزيرة إلى البحرين.

وفي عام 2011 تم منع مراسلي الجزيرة الناطقة بالعربية والإنجليزية من الدخول مرة أخرى بعد الاحتجاجات ضد الحكومة منذ 14 فبراير، وزاد التوتر بين الجزيرة وحكومة البحرين بعد الفيلم الذي بثته الجزيرة الإنجليزية بعنوان "صرخة في الظلام" وحدث تراشق بين الصحف القطرية والبحرينية.

وقد لمع بريق المحطة في الغزو الأمريكي للعراق 2003 لدرجة أنها كانت المحطة الأكثر انتشارًا في العالم العربى.. كونها نشرت مراسليها في كل أرجاء العراق، وكان لها مراسلون قيل إن لهم علاقات قوية بتنظيم القاعدة ومنهم تيسير علونى الذي اعتقل في إسبانيا في 5 سبتمبر 2003، بتهمة تقديم دعم لأعضاء في تنظيم القاعدة.

كما اعتقل مصور قناة الجزيرة سامي الحاج سوداني الجنسية، أثناء العبور إلى أفغانستان في ديسمبر 2001 ووصف بأنه "مقاتل عدو" في معسكر دلتا في خليج جوانتانامو.

ولقد عمل بشبكة الجزيرة عشرات الشخصيات البارزة على الهواء من بينهم فيصل القاسم (سوري) مقدم البرنامج الحواري «الاتجاه المعاكس»، أحمد منصور (مصري) مقدم برامج «بلا حدود» و«شاهد على العصر» و«شاهد على الثورة»، على الظفيري (سعودي) مقدم برنامج «في العمق»، أحمد بشتو (مصري) مقدم النشرة الاقتصادية، جمال ريان (فلسطيني) مقدّم فقرة «حصاد اليوم»، عبد القادر عياض (جزائري) مقدّم برنامج «ما وراء الخبر»، خديجة بن قنة (جزائرية) تقدّم برامج متعدّدة ومقابلات مهمة، نوران سلام (مصرية) ومحمود مراد (مصري) وليلى الشيخلي (عراقية-أمريكية) ووهيبة بوحلايس (جزائرية) مقدمة النشرة الجوية ومنى سلمان (مصرية) مقدمة برامج «منبر الجزيرة» و«مباشر مع» و«حديث الصباح (برنامج)».

ومن بين المراسلين والمصورين البقالي (مغربي) مراسل في تونس، عبد الفتاح فايد (مصري) مراسل ومدير المكتب بالقاهرة (مصر) وأحمد الزاويتي (عراقي) مراسل ومدير المكتب بأربيل (كردستان العراق) وأحمد بركات (فلسطيني) مراسل ومدير المكتب بكابل (أفغانستان) وأحمد جرار (أردني) مراسل ومنتج أخبار بعمان (الأردن) وأحمد فال ولد الدين (موريتاني) مراسل بجنوب أفريقيا سابقًا واعتُقل أثناء ثورة 17 فبراير بليبيا، أكثم سليمان (سوري) مراسل ومدير المكتب في برلين (ألمانيا) وأكرم خزام (سوري) مراسل ومدير المكتب في موسكو (روسيا) سابقًا.

لقد حققت قناة الجزيرة أكبر نسب مشاهدة في الموجة الثانية من الثورة المصرية في 30 يونيو، ولكن ما لا يعرفه البعض هو أن الجزيرة لم تواجه مأزقا منذ نشأتها كالمأزق الذي تعيشه هذه الأيام بسبب مخاوفها من أن يتم حجبها من البث في مصر الذي يمثل لها 75 % من المشاهدين في العالم العربى، وأن تكون مصر هي الدولة رقم 11 التي تحجبها منذ نشأتها بعد موجات الحجب التي طالتها من الجزائر وفلسطين والعراق وسوريا ودول عربية كثيرة.

الجريدة الرسمية