رئيس التحرير
عصام كامل

طوفان الإطاحة بالإخوان يصل الأردن.. توتر عميق بين التنظيم والنظام الأردني بسبب تأييده للثورة المصرية.. مراقبون: أزمة الإخوان في مصر تؤثر على فروعهم بجميع الدول

الملك الأردنى عبدالله
الملك الأردنى عبدالله الثانى

بعد إسقاط عدد كبير من قيادات جماعة الإخوان المسلمين في مصر، ودعم العاهل الأردني وحكومته للثورة المصرية، دخلت علاقة الإخوان المسلمين في الأردن مع الدولة مرحلة جديدة من التوتر العميق، حتى أصبحت الدولة تفكر جديا بإمكانية إعادة النظر بالوضع القانوني للجماعة بها.


ولم يتوقف التوتر بين الإخوان والدولة، بل امتد ليصل ما بين الإخوان وبعض الحركات الشعبية والشبابية التي ترفض ما يصفونه بـ"ردة فعل إخوان الأردن على ما يحدث في مصر وارتباطهم معهم".

وأعدت شبكة سكاي نيوز الإخبارية ملفا عن التوتر بين الطرفين التي أشارت إلى أنه ليس جديدا على الساحة الأردنية، مشيرة إلى أن ما وقع في مصر تجاه جماعة الإخوان المسلمين بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي مطلع الشهر الماضي خلق حالة من الاحتقان في صفوف إخوان الأردن.

ولفت التقرير إلى أن موقف النظام الأردني ودعمه خريطة الطريق المصرية ساهم في زيادة التوتر بين الإخوان والنظام الأردني.

وأشار التقرير إلى أن موقف النظام الأردني تجاه ما حدث في مصر لم يكن مفاجأة للمراقبين، خاصة بعدما حاول الإخوان المسلمين في الأردن خلال العامين الماضيين الضغط على المؤسسات الرسمية بعد ما رفضت الانضمام إلى كافة اللجان التي تمت دعوتهم إليها، وأبرزها لجنة الحوار الوطني التي شكلت بداية الربيع العربي، كما أنهم رفضوا المشاركة بالانتخابات البرلمانية، واعتذروا عن المشاركة في تشكيلة الحكومات.

وبحسب التقرير قال الكاتب الصحفي محمد أبو رمان إن حالة الاحتقان والتوتر لدى الإخوان المسلمين في الأردن لن تقف على هذا الحد، وسوف تمتد خلال الفترة المقبلة بعد صدمتهم بالأحداث المصرية، وتابع قائلا "يدرك العديد من قيادات الإخوان المسلمين في الأردن أن البكاء والاصطدام والانجراف إلى سيناريو المواجهة لم يكن في مصلحتهم، وإنهم سيقومون بمراجعة أنفسهم، وإعادة التقييم من جديد".

ويضيف أبو رمان: "رغم أنهم يعلمون ذلك، إلا أن حالة التوتر والاحتقان التي يمرون بها حاليا تكاد تمنعهم من سماع أي صوت خارج ما يفكرون فيه ".

ويرى الدكتور أبو رمان أن ما حدث مع الإخوان يشكل حدثا هاما في تاريخهم السياسي، لكن وقوعه في مصر يمنحه أهمية أكبر لما لها من تأثير كبير على جماعات الإخوان في الدول الأخرى بصفتها المقر الرئيسي لهم.

ولفت التقرير إلى أن الشارع الأردني يضم أعدادا لا بأس بها تختلف مع آراء الإخوان المسلمين وتوجهاتهم، كما أنهم خسروا عددا آخر من مؤيديهم المتعاطفين معهم إثر ردود أفعالهم الأخيرة، خاصة بعد إسقاط شعارات الثورة المصرية على المسيرات الأردنية.

ويعتقد مراقبون أن أزمة الإخوان المسلمين في مصر لن تؤثر فقط على علاقة إخوان الأردن مع دولتهم في الوقت الحالي، بل ستمتد لتؤثر على الإخوان بالمستقبل ما يؤدي إلى تعزيز مفهوم الراديكالية، خاصة بعد قناعة الإخوان الداخلية أن التنازلات التي قدموها للمضي بالحياة الديمقراطية لم تشفع لهم.

ويضيف المراقبون أن استمرار الإخوان المسلمين في إسقاط ردود أفعالهم بشأن الأحداث المصرية على الساحة الأردنية سيؤدي إلى زيادة خسارة مناصريهم والمؤيدين لهم.

ولكن في حالة الوقوف مع الأزمة المصرية دون إسقاطها على الشارع الأردني فإنها سيكون الحل الأفضل لأنهم بذلك سيغلقون العديد من المنافذ أمام منتقديهم، فضلا عن تلبية رغبات أعداد كبيرة من المتعاطفين معهم الذين يرون أن إسقاط الحالة المصرية على الشارع الأردني من شأنه إلحاق الضرر دون الوصول إلى فائدة مرجوة.
الجريدة الرسمية