رئيس التحرير
عصام كامل

سعد الشاطر بيهزر!!


اجتزأ السيد سعد الشاطر بعضا مما قلت مع الزميل محمد الغيطى على قناة التحرير حول وجود قاعدة معلومات تخص ٧٥٠ ألف أسرة فقيرة تقدم لها جماعة الإخوان المسلمين مساعدات شهرية بمقدار ٣٧ جنيها منتجات لكل أسرة، وعلى الفور تحركت قوافل وجحافل الكتائب الإلكترونية لتصب جام غضبها على العبد لله إذ كيف أتحدث عن هذا الأمر باعتباره خطرا كبيرا على المجتمع، دون أن يلتفتوا إلى بقية ما قلت وهو باختصار شديد محاولة استغلال حاجة الناس فى أمور سياسية وفي محاولة للتأثير على إرادتهم.

ورغم أني اعتبرت ما بدر من السيد سعد الشاطر نوعا من الهزار والهزار في اللغة نوع من المداعبة أو المزاح وعندما تقال بفتح الهاء فإن معناها يتغير إلى نوع من الطيور حسن الشكل والصوت وأنا أعتبر أن "سعد" حسن المظهر دون أن أستمع إلى صوته فهو بالقياس إلى ملامح السيد والده يعد جميلا متعه الله بالصحة والعافية وحَسن الصوت أما وأن شركاءه من الشباب على صفحات التواصل الاجتماعي قد نالوا مني بقصد فإني أقص عليهم حدوتة قبل النوم لعل في الحكي تسلية لهم في فراغهم الفكري الذى ورثوه أبا عن جد عن جد حتى الوصول إلى كبيرهم الذى ترك لهم الفراغ الكبير ميراثا شرعيا حسن البنا.

في قرية صغيرة، فقيرة، مثل كثير من قرى بلادنا المنتشرة فى صعيد مصر وبالتحديد يوم انتخابات الاعادة على الرئاسة قام عدد من شباب جماعتهم فى مثل سن سعد بزيارة سيدة مريضة فى آخر مراحل المرض بالسرطان اللعين وبينما كانت العجوز تعاني أشد المعاناة آثار جرعة الكيماوي ظنت أن الشباب قد جاءوها زائرين!!

تهلل وجه العجوز، فبعض الظن إثم ومعظمه على غير ذلك، حتى فوجئت بأنهم حملوها وهى بين الحياة والموت، وشحنوها فى توك توك حقير واصطحبوها إلى لجنة التصويت لتمنح صوتها لمرشح الجماعة المعزول بقرار شعبى "محمد مرسى"، وهذه السيدة ضمن الأسر التي تمنحها الجماعة كرتونة الزيت والسكر والتي تقدر بـ٣٧ جنيها شهريا، وهذا المشهد المؤلم لسيدة تصرخ من آلام المرض اللعين مشرفة على الموت ويحملها شباب الجماعة لكي تدفع ثمن الكرتونة.

 هنا لا أسأل: من أين لكم كل هذه الأموال ومن يراقب إنفاقها؟ وإنما أناقش فكرة سرقة الإرادة تحت نير الحاجة والعوز وهو بالمناسبة ما كانت تناقشه دولة فقيرة مثلنا اسمها أرمينيا عندما طرح مفكروها سؤالا مهما: هل يستطيع الفقير أن يمارس حق الاختيار؟ وهل يمتلك القدرة على أن يختار بإرادة حرة وهو جائع؟!!

الإجابة المنطقية في قصة السيدة العجوز التى شحنت داخل توك توك وهي بين الحياة والموت لكي تدفع ثمن الكرتونة، أما قصة خيرت الشاطر مع الخير وما يفعله فهذا أمر بينه وبين ربه لا علم لنا به ولا علاقة لنا به ولكننا على علم بما تفعله الجماعة من استغلال حاجة الناس ويكفى أن فتاة فقيرة معدمة كانت فى اعتصام رابعة قالت امام الكاميرات: نتمنى ألا يعود محمد مرسي إلى الرئاسة حتى لا نحرم من أطايب الطعام!!

أما الأخ سعد فإنه لا يعرف معنى الجوع الذي يشعر به بسطاء مصر، فأسرته تنعم بالخيرات ويغيّر سيادته سياراته بين الحين والحين والبركة فى أموال الجماعة وبزنس الجماعة وتبرعات الجماعة ومشروعات الجماعة وآخرها محال البقالة المسماة "زاد"!!

وإن لم تكن حكاية قبل النوم قد آلمتكم كما تؤلم كل مصري شريف فإن حكايات الدم المبعثر على رمال سيناء لم تؤلمنا فقط بل زادتنا إيمانا بأن الله ينتصر لدينه بسقوط جماعة الزيف المبين!!
الجريدة الرسمية