عصام كامل يكتب:"قطرائيل" تخوض حربا ضد مصر بالوكالة عن الصهيونية.. القوى الاستعمارية بقيادة إسرائيل وأمريكا تساند الإخوان.. السعودية والإمارات والكويت مع الجيش.. واشنطن تضحى بالأقباط
من يظن أننا فى نزهة خلوية، عليه أن يتنبه إلى أننا دولة يحتم عليها موقعها الجغرافى أن تكون مهمة.. ومصالح الأمريكان فى المنطقة تأتي على حساب الاستقلال الوطنى..
الطريق الثانى الذى اختارته الإرادة المصرية وعبّر عنه الفريق أول عبد الفتاح السيسى عندما أقسم بالله العظيم أنه لم يستشر دولة فيما أقدم عليه، يشير بجلاء وحسم وحزم إلى أن قرارنا مصري خالص لصالح الاستقلال، لذا يجب أن ندرك أننا فى حرب من أجل الاستقلال، وحرب أخرى ضد الإرهاب الإخوانى الذى أطل برأسه وجسده وكل ملامحه البغيضة، ولولا وجود الجيش والشرطة لفتك بهم الشعب عقابا لهم على بيع مصر بأبخس الأثمان.
ولأننا نخوض حربا مقدسة أخرى ضد التجارة بالدين، وضد الكذب باسم الرب، وضد امتهان الإسلام العظيم فإننا يجب أن نكون على استعداد تام، وأن نكون الظهير الشعبى لجيشنا وشرطتنا، مدركين حجم الأخطار التى تحيط بنا خصوصا بعد تنامى نفوذ الطابور الخامس الذى يخطط لتسليم البلاد شعبا وأرضا لمحتل غاشم فكك العراق، وأجهز على جيش ليبيا ويحاول التهام سوريا، ويمضى قدما للنيل من مصرنا الحبيبة لتقسيمها وتقطيع أوصالها، لا يهمه فى ذلك أقباط مصر أو شيعتها أو سنتها، وإلا بماذا نفسر صمت الغرب وأمريكا على حرق كنائسنا وقتل شيعتنا وتدنيس مساجدنا بالسلاح والإرهاب؟!
هل تذكرون كيف كانت تقوم قيامة أمريكا أمام الاعتداءات على الكنائس؟ وهل ترون هذا الموقف المخزى؟ إننى أستطيع أن أتفهم الموقف الأمريكى البراجماتى الذى لا يرى أقباطا ولا مصريين ولا مسلمين، وإنما يرى مصالحه فقط، غير أن هذا الواقع فرض على المسلمين أن يهبوا لحماية كنائسهم؛ لأنها دور عبادة لها قدسيتها، وهذا أبهر كل من كان يتصور أنه يحتمى بالبيت الأبيض، فقد خذلناهم وخرجنا نحن المسلمين لكى نقول للعالم: إن مصر شأن مصرى خالص، فيها من السماحة والضمير الإنسانى ما يجعل أبناءها من المسيحيين يحمون ثوار ٢٥ يناير المسلمين أثناء صلاتهم، ويرد المسلمون بحماية كنائسهم بأجسادهم وأرواحهم، هذا الواقع هو الذى دفع الشباب المسيحيين إلى بث عبارة عبقرية وبديعة على صفحات التواصل الاجتماعى: "أخى المسلم..ما تنزلش تحمى الكنايس.. الكنايس تتعوض.. إنت متتعوضش"، تلك هى عبقرية مصر التى يجب أن يتعلم منها الأمريكان ومن على شاكلتهم.
من أجل كل ما تقدم، قررنا نحن الجمعية العمومية للشعب المصرى أن نعزل مرسى، وأن نقصى كل جماعات الإرهاب، وأن نخوض حربا من أجل استقلالنا، نجوع من أجل ذلك، نموت من أجل ذلك، نردد فى إيمان عميق: { وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (139) إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }، أما وقد زادت الجماعة فى طغيانها وفى غيها، واختارت تدمير مصر، وقتال الشعب، مستعينة فى ذلك بأعداء الأمة دون مواربة أو خجل، لذا كان علي شرفاء هذا الوطن التصدي بحزم وحسم لهؤلاء.
وزادنا فيما نفعل أن نتذكر وقائع عام واحد حكموا فيه البلاد، كان ثمن وجودهم وبقائهم إلى الأبد هو استقلال مصر، ولعل المتابع للموقف الأمريكى يستطيع أن يدرك - للوهلة الأولى ودون اجتهاد- أن هناك مصالح إخوانية تم التوافق عليها مع واشنطن، أبعد من رؤانا وتصوراتنا، فالولايات المتحدة الأمريكية لها تاريخ طويل مع الانقلاب على الشرعية الشعبية وإرادة الأمم.
غير أن ذلك مشروط بتحقيق المصالح الأمريكية أولا وقبل كل شيء، وإذا كانت جماعة الإخوان قد استخدمت قول المولى عز وجل: { الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا }، وكلما أرادوا تعبئة الشارع المصرى ضد أمريكا والغرب وضد الحكام الوطنيين فيما مضى، فإنهم اليوم يعترفون ضمنيا أن أمريكا والغرب من المؤمنين الذين يجب اتخاذهم أولياء، وفى هذا خير لأننا ندرك أن قضية الإيمان والكفر هى قضية يعلمها الله قبل البشر!
على أن اتخاذ الولايات المتحدة الأمريكية من الأولياء الداعمين لها إنما يحمل فى باطنه سر التبعية، فقد قامت فى مصر ثورة أولى فى الخامس والعشرين من يناير، سرعان ما اختطفتها الجماعة بمباركة أمريكية، ليس من باب دعم حرية المصريين بقدر ما هو مخطط صاغته الصهيونية العالمية لتقسيم مصر وتطريفها وتشديدها، دون إدراك لحجم التسامح الذى تفرضه الجغرافيا ويدعمه التاريخ.
وليس من قول فصل بعد كل ما قاله الفريق أول عبدالفتاح السيسى - فى كلمته الأخيرة- إلا اليقظة الكاملة لكل ما يحاك لمصر وتنفذه جماعة الإخوان الإرهابية حتى ندرك أن الحرب طويلة المدى، فإما أن نكون أو لا نكون، على أن بطل المعركة الحقيقى هو الشعب، واستعداداته المستمرة للتضحية من أجل استقلال بلاده، خاصة أن وجه المحتل قد تغير وارتدى عباءة تيار مصرى، وجاء إلينا بلحية ومسبحة، جاء إلينا فوق مئذنة، حاملا القرآن الكريم فى يساره والسلاح فى يمينه، جاء إلينا وهو يتحدث بلسان عربى مبين، واختطف معه شباب عطشى لدينهم وشريعتهم وعقيدتهم، واهما إياهم بأنه تيار مقدس ومنزل ومبارك.
ولعل استعراض الموقف الدولى يؤكد - بلا مواربة ولا حياء- حجم المؤامرة، فدويلة "قطرائيل" والمسماة مجازا "قطر" هى من تقود الدفاع عن جماعة الإخوان، بعد أن قضى الشعب المصرى على حلمهم باختراق مصر، وواشنطن التى يخلو تاريخها معنا من مجرد سطر واحد إيجابي، وألمانيا التى تعيش تابعة - رغم قدرها وقدرتها- لواشنطن، وفرنسا التى قهرناها فى الماضى، ووأدنا حلم نابليون فى إمبراطوريته، وانجلترا ذات التاريخ الأسود فى مصرنا.. نفس الوجوه تعود ومعها قطر، الدولة العميلة بامتياز، والوكيل الحصرى للصهيونية العالمية فى المنطقة، أما بقية الدويلات الأوربية الأخرى فهى دول تندرج تحت شعار "كمالة عدد".
وانظر إلى الموقف العربى الكريم بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وبأسبقية دولة الإمارات ودعم الكويت، إضافة إلى الموقفين الروسى والصينى الداعمين، هنا نحن نتكلم عن دول كبرى، وهناك نتحدث عن دول لها تاريخ أسود معنا ومع البشرية كلها!
وسمة الحرب المقدسة، أن نقدر حجم التضحيات المطلوبة، وأن نفرح بما آتانا الله من شرف الدفاع عن الأمة العربية والمصرية -على وجه الخصوص- وعن البشرية على وجه العموم، وأن نفرح لشهدائنا ونحزن لقتلاهم، فموتانا فى الجنة وقتلاهم فى النار بإذن الله، وأن يكون شعارنا النصر أو الشهادة، فداء لوطن يستحق أن نموت من أجله.
ونؤمن إيمانا مطلقا بأن معركتنا لن تكون سهلة، فهى معركة شعب يمتلك جيشا وشرطة، مؤمنين بقضيته فى مواجهة تيار اختار الاستعانة بكل قوى الشر الغربية ليثأر من شعب يرفضه ويلفظه، ولا يرى فيما يقال من دعوات للحوار إلا مضيعة للوقت وإهدارا لقدسية المعركة، فالشعب يرفض تأجيل معركته إلى وقت آخر، ويرفض أن يختار الوقت فريق غيره، ويرى أيضا أنه قد آن الأوان ليدفع ثمن استقلاله وثمن حريته وثمن تخلصه من تجار الدين إلى الأبد.
ونؤمن إيمانا مطلقا بأن معركتنا لن تكون سهلة، فهى معركة شعب يمتلك جيشا وشرطة، مؤمنين بقضيته فى مواجهة تيار اختار الاستعانة بكل قوى الشر الغربية ليثأر من شعب يرفضه ويلفظه، ولا يرى فيما يقال من دعوات للحوار إلا مضيعة للوقت وإهدارا لقدسية المعركة، فالشعب يرفض تأجيل معركته إلى وقت آخر، ويرفض أن يختار الوقت فريق غيره، ويرى أيضا أنه قد آن الأوان ليدفع ثمن استقلاله وثمن حريته وثمن تخلصه من تجار الدين إلى الأبد.
ولن أكون مجذوبا أو مجنونا إذا تصورت أن جماعة الإخوان الأشرار وقد عادت للحكم، لأسأل نفسى والجماعة: ماذا ستقولون للشعب؟ وبماذا ستفسرون وقفة واشنطن إلى جانبكم؟ وبماذا ستفسرون مطالبة بنيامين نتنياهو بعودة مرسى؟ وبماذا ستردون لو سألكم سائل عن حرق المنشآت وقتل الجنود والضباط، وإرهاب الناس فى بيوتهم وتعذيب معارضيكم؟ هل لديكم رد؟!