رئيس التحرير
عصام كامل

أوردغان يعظ!


أكثر شخص قلبه محروق على فقد الإخوان حكمهم في مصر، هو أردوغان رئيس الوزراء التركي.. لا يترك الآن هذا الرجل دقيقة يقف فيها ليتحدث مع الأتراك إلا وينطلق مهاجما الشعب المصري الذي انتفض ضد الإخوان واستبدادهم وفاشيتهم وإرهابهم ثم يهدد ويتوعد شعبنا لكي يعيدوا الحكم مجددا للإخوان!


وبالطبع، ثمة تفسير شائع وهو صحيح، بأن ما حدث في مصر لإخوانه بمثابة الضربة القاسمة للمخطط التركي الخاص بالمنطقة، حيث كان أردوغان يخطط لإحياء الخلافة العثمانية واسترداد الزعامة المفقودة للمنطقة في إطار هذه الخلافة في ظل موافقة إخوانية مصرية على ذلك.. فضلا عن أن الضربة التي أصابت إخوان مصر وأطاحت بحكمهم جاءت في وقت يعاني فيه أردوغان في تركيا بوادر رفض لحكمه وسياساته من قبل قطاعات شعبية ليست بالقليلة في تركيا، وهو يخشى أن يشجع ما حدث في مصر الأتراك وينتفضوا ضده، خاصة أن حلمه في تغيير الدستور ليصير رئيسا بعد تحويل الحكم في بلاده للنظام الرئاسي يتعثر تنفيذه.

لكن بالإضافة إلى هذا التفسير، فإن ثمة سبب أو بالأصح دافع خاص جدا لدي أردوغان يفسر قلبه المحروق على هذا النحو على الإخوان في مصر وهو لم تلمسه بذات القدر لدي آخرين مثل الغنوشى يشاركون ويعملون في إطار التنظيم الدولي للإخوان المسلمين.. وهذا الدافع يتمثل في أن أردوغان شارك شخصيا مع أجهزة مخابراته في صياغة خطط ومواقف إخوان مصر قبل وأثناء وبعد ٣٠ يونيو لمواجهة الشعب المصري وإحباط ثورته.. وهكذا اعتبر أردوغان هزيمة الإخوان في مصر هزيمة له هو شخصيا على عكس الغنوشى الذي سبق أن نصحهم بالانحناء قليلا حتي تمر العاصفة الشعبية، أي يقدمون بعض التنازلات.. ولذلك أردوغان غاضب جدا للإطاحة بحكم الإخوان ويوالي وقوفه ليهاجمنا ويعظ فينا ديمقراطيا مثلما يقف الشيطان يعظ في الناس.
الجريدة الرسمية