رئيس التحرير
عصام كامل

إسرائيل ومستقبل العلاقات المصرية الأمريكية.. «فهمى»: واشنطن تسترضى «تل أبيب» على حساب القاهرة.. «اللاوندى»: هناك مَنْ يتربص بـ«مصر».. و«مرسى» الرئيس ي

إسرائيل ومستقبل العلاقات
إسرائيل ومستقبل العلاقات المصرية الأمريكية

حالة من القلق حول مستقبل العلاقات «المصرية – الأمريكية» عقب التصريحات الأخيرة لمسئولين أمريكيين، حول معاداة الرئيس "محمد مرسى" للسامية؛ تعليقا على الفيديو الذى تم تداوله مؤخرا، ويصب فيه الرئيس «جام» غضبه على دولة الاحتلال الصهيونى.

ووصف «مرسى» فى الفيديو المتداول على اليوتيوب، اليهود بأنهم أحفاد القردة والخنازير، بالإضافة إلى أوصاف أخرى.. الأمر الذى دفع الولايات المتحدة إلى التلويح بإلغاء المعونة العسكرية لمصر، عبر شخصيات بارزة فى الكونجرس، فى محاولة من جانب أمريكا للدفاع عن مصالح حليفتها الكبرى «إسرائيل».
حول ذلك يؤكد الدكتور «طارق فهمى» أستاذ العلوم السياسية، ورئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية فى مركز الشرق الأوسط للدراسات، أن هناك من يسعى لإحداث توتر فى العلاقات بين مصر وأمريكا، وأن هذا التوتر جاء مع ظهور الرئيس مرسى فى كليب يتحدث عن اليهود، ويصفهم بأنهم أحفاد القردة والخنازير، وهو ما اعتبروه معاداة للسامية.
وحول المواقف الأمريكية والتصريحات التى خرجت رافضة لحديث الرئيس حول إسرائيل يوضح «فهمى» أن أمريكا حريصة على «إسرائيل» وتبحث وسائل وآليات أمنها، ومن ثم فإن "معاداة السامية" اتهام جاهز لمن يعادى إسرائيل، مشيرًا إلى أن الرئيس حتى الآن لم يذكر كلمة إسرائيل حتى هذه اللحظة.
وأشار «فهمى» إلى أن زيارة «عصام الحداد» مساعد الرئيس إلى واشنطن، لم يعتبروها زيارة رسمية، وهم يرون أنها مجرد لقاءات لتوضيح النيات، وبالتالى هو لا يمثل إلا نفسه، وهم يعتبرون أن حضور "الخارجية" أمر هام على مستوى العلاقات.
وأكد «فهمى» أن الأمريكيين لديهم ملفان هامان فى العلاقات مع مصر يريدون الاطمئنان عليهما، وهما فيما يخص الاطمئنان على الشراكة المصرية – الأمريكية، وكذا الاطمئنان على العلاقات المصرية مع إسرائيل، موضحا أن الزيارات الأخيرة خلال الأسبوع الماضى تصب فى هذا الجانب، وأنها برغم الإعلان عن تجاوزاتها إلا أن السيناتور الأمريكى «جون ماكين» جاء فى الأساس للاطمئنان على مسار العلاقات المصرية مع الولايات المتحدة من جانب، والاطمئنان على حليفتهم إسرائيل، من جانب آخر.
وأشار فهمى إلى أن الأمريكان خرجوا من مرحلة «جس النبض» من خلال العرف على كيفية تعامل «مرسى» فى قضية غزة الأخيرة، وغيرها من الأمور على صعيد العلاقات الإسرائيلية، التى مرت بأكثر من أزمة، مرورا بالأزمات الأخيرة مع الولايات، فكلها كانت محددات لجس النبض للتعرف على حقيقة الموقف المصرى فى المرحلة الجديدة، لتحدد الولايات المتحدة مسارها الجديد.
من جانبه أوضح الدكتور «سعيد اللاوندى» الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أن العلاقات الأمريكية المصرية لم تكن أبدا فى حالة جيدة، بل إنها فى وعكات مستمرة، حتى زادت قربا، وأصبحت جيدة على ما يبدو مؤخرا، خاصة بعد أحداث سيناء.
وأشار اللاوندى إلى أن هناك من يعمل على النبش فى القديم، بالإشارة لتصريح الرئيس مرسى حول إسرائيل، فقد ألقاه مرسى عندما كان نائبا فى مجلس الشعب، على خلفية الاعتداء على غزة، ومن ثم فمن المفهوم أن تكون هذه التصريحات نارية ضد إسرائيل، وغزوها لغزة.
وشدد على أن الأمريكان يسيرون فى علاقاتهم وراء إسرائيل، التى كانت بالأساس على علاقة جيدة بالنظام السابق، ومن ثم فهى تتحين الفرص للنظام الحالى بجميع الوسائل، ومن ثم كان لا بد عليها من البحث فى القديم، وهو ما جرى مع البحث عن هذا التصريح.
وأضاف اللاوندى: "الرئيس مرسى لا يريد أن تكون العلاقات سيئة مع إسرائيل، لذا صدر تصريح عن الرئاسة بأن تصريحه "القديم" مجتزئ من سياقه العام، وهو ما يؤكد على أن الرئيس مرسى حريص على العلاقة مع إسرائيل، ولا يريد أى علاقة سيئة مع أمريكا، صاحبة الصوت الأعلى والتواجد فى صندوق النقد الدولى، الذى نحن بحاجة إليه عبر القرض الذى تأمل الحكومة الحصول عليه، ويبلغ 4.8 مليار دولار".
وأكد أن العلاقة بين البلدين بدت مشوبة بالحذر فى الفترة الأخيرة، ولم يحدث أى تصعيد، والنظام لا يريد فى هذه الفترة لا معاداة إسرائيل، ولا أمريكا، و"مرسى" على وجه الدقة يريد بقاء الأمور على ما هى عليه، ويتفادى أى صدام مع أمريكا ومؤسساتها.
أما على صعيد المعونة الأمريكية والتلويح بمنعها يقول: "لو كنت مكان الرئيس مرسى لأعلنت الاستغناء عنها لأنها سيف مسلط على رقاب المصريين، والشعب المصرى لا يشعر بها".
الجريدة الرسمية