رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية: خروج مبارك درب من الجنون.. أوباما يسير على خطى بن لادن فى شوارع القاهرة.. تاريخ طويل للغرب فى دعم الجماعات الإسلامية المتشددة.. وحاخام إسرائيلى يتنبأ بنشوب حرب دولية على أرض مصر

الصحف الأجنبية -
الصحف الأجنبية - صورة ارشيفية

اهتمت الصحف الأجنبية، الصادرة صباح اليوم بالشأن المصري، واحتل افتتاحيات الصحف قرار إخلاء سبيل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك؛ حيث كتب الكاتب البريطاني "روبرت فيسك مقالا بعنوان "لابد أن الرئيس السابق لن يشعر بالغربة في المأساة المصرية اليوم".


ورأى فيسك أن خروج مبارك يعيش حرا طليقا واكتساب حياة طبيعية، يعد دربا من دروب الجنون الذي يتماشى مع الأوضاع السيئة في البلاد، مضيفا أن مبارك أصبح طليقا، ويرى البعض أنه خيال نظرًا لأن قرار الإفراج عنه كان يعتبر مستحيلا بعد ثورة 25 يناير، إلا أنه أضحى حدثا طبيعيا بعد المجازر التي حدثت مؤخرا والتي راح ضحيتها المئات.

ويشير فيسك إلى ظهور الآلاف من الصور الملونة التي تنتشر في القاهرة والعديد من الصور للرئيس الأمريكي باراك أوباما ويظهر بلحية طويلة مثل لحية زعيم القاعدة أسامة بن لادن، وفي رأسه علامة الصلاة، وإلى يمينه وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي ونائب رئيس مجلس الوزراء.

أضاف فيسك أن الجميع يعلم من هم الأخيار ومن هم الأشرار، ومن هم الشخصيات الطبية ومن هم الشخصيات السيئة في هذه الصورة.

وأوضح أن قنوات التليفزيون المصري الرسمية تعمل على مدى 24 ساعة ويوجد ثلاث قنوات تبث باللغة الإنجليزية وتضع على شاشتها شعار "مصر تحارب الإرهاب"، والمشاهدون يميلون لتصديق ذلك، فلقد كانت التغطية الإعلامية لمقتل 25 جنديا في سيناء تغطية مكثفة.

وانتقد فيسك صحيفة الأهرام في تغطيتها لأولئك الذين قتلوا، وقال: إن الأهرام نشرت نصف صفحة عن صور هؤلاء الشبان وصورة ملونة لجثثهم، بعد أن غادر القتلة.

وأشار فيسك إلى تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش التي تؤكد وقوع أضرار بـ 37 كنيسة في مختلف أنحاء مصر، فعلى سبيل المثال في المنيا قام أنصار جماعة الإخوان بالاعتداء على مراكز الشرطة ومؤسسات مسيحية، بعد انتشار أخبار فض اعتصامي رابعة والنهضة، فخرج المتعاطفون مع الإخوان ودمروا الكنائس.

ونوه فيسك عن بعض الشائعات التي تدور في الشارع المصري وخاصة عند الأقباط الذين لم يلقوا باللوم على تدمير المسلمين لكنيستهم ولكن على الرئيس باراك أوباما، فيقولون إن له أخا مسلما لذلك الولايات المتحدة تؤيد جماعة الإخوان.

وقال فيسك: لقد التقيت العديد من الصحفيين في الشوارع المصرية ويشكون من عدم قدرتهم على الكتابة بحرية، ولكن يجب أن نتذكر في حكم مرسي تعرض الكتاب للمحاكمة وكان الأمر أكثر بكثير مما كان من قبل في تاريخ مصر، ومن بين الأصوات القليلة التي لديها قدر من التعقل الصحفي عماد الدين حسين في صحيفة الشروق، كتب عن قتل 36 سجينا الذين لقوا حتفهم الأسبوع الماضي.

ويقول إن "الإخوان ارتكبوا العديد من الجرائم وغسلوا عقول العديد من المدنيين، ولكن هذا لا يبرر قتلهم.. والحكومة المصرية يجب أن يكون لديها ضمان كافي لكفاءة ضباطها، لأن بعضهم يتصرف بعدوانية تجاه أنصار الإخوان وخاصة في الأيام الأخيرة".

ولفت فيسك إلى رجوع ضباط أمن الدولة مرة أخرى التي عرفت باستخدامها للقسوة في عهد مبارك، موضحا إذا غادر مبارك سجن طرة الذي أضحى اليوم مكانا لحبس الإخوان، فإنه سيجد مصر الجديدة التي تتمتع بنسبة ضئيلة من الحريات الفردية.

ونشر الموقع الإلكتروني لصحيفة "التليجراف"، البريطانية اليوم الخميس مقالًا بعنوان "عندما تخرج مصر من الفوضى الدامية، فإنها تحتاج إلى ديمقراطية حقيقية، وليس ديكتاتورية الأغلبية"، تشير فيه إلى أن الاستراتيجيين والمحللين السياسيين يعجزون عن فهم الوضع في مصر.

وتقول الصحيفة إن المحللين اعتقدوا أن ثورات الربيع العربي ستكون بمثابة بشير للعلمانية والديمقراطية على الطريقة الغربية، ولكنهم يرون الآن أن لا شيء من هذا القبيل، حتى ترأس الإخوان النظام في مصر، وحاولوا تطبيق تشريعات على طريقتهم.

أضافت الصحيفة أن الغرب لديه تاريخ طويل من دعم الجماعات الإسلامية المشكوك فيها في المنطقة، وتجلى ذلك من خلال دعم المجاهدين في أفغانستان، في نضالهم ضد الحكومة المدعومة من الاتحاد السوفيتي هناك، وهو ما أدى بدوره إلى التطرف الإسلامي والإرهاب الدولي، وذلك مثلما يحدث الآن في مصر، سوريا، وليبيا.

وأضافت الصحيفة أن المصريين عانوا من تعنت الإسلاميين، وانهيار الاقتصاد والسياحة، ومن اضطهاد للمسيحيين –على حد قولها- للما دفع 15 مليون شخص للتوقيع على عريضة لإزالة الإخوان من السلطة وشاركوا في مظاهرات شمال وجنوب البلد، حتى تدخلت القوات المسلحة، فرد الإخوان بمظاهرات أطلقوا فيها نيرانا عشوائية على سكان المحليات وذلك ما ذكره شهود عيان، وحولوا المساجد إلى ترسانات أسلحة وحمايتهم مع النساء والأطفال، وذلك ما يحدث في حقول القتل في باكستان وأفغانستان.

وهدد المتطرفون بأنه إذا أزيلت السلطة سيقومون بإحراق مصر، بل وقاموا بحرق الكنائس والهجوم على مراكز الشرطة وإطلاق سراح سجناء من السجون.

وقالت الصحيفة إن مصر تعيش حالة من الفوضى، يصعب علينا فهم ما يجرى، ويحاول المجتمع الدولي ووسائل الإعلام تحتاج إلى أن تكون متوازنة، وتدين العنف إذا كان من جانب المتطرفين أو من جانب الأجهزة الأمنية، وتضيف بأن ضبط النفس هو الحل لجميع الأطراف.

وشددت "التليجراف"، على ضرورة البدء بالعمليات السياسية التي تضمن الديمقراطية الحقيقية وليست ديمقراطية "رأي الأغلبية"، ولكن الديمقراطية التي تعني سيادة القانون واحترام الحريات بغض النظر عن الجنس أو الدين، والانتقال لمستقبل سلمي، واحترام المواطنة المشتركة لجميع المصريين.

من جانبه، زعم الحاخام اليهودى زمرونى تسيك أن ما يحدث بمصر حاليًا هو تأكيد النبوءة التي وردت في سفر أشعيا، والتي جاء فيها أن صراعًا يقع بين المصريين في إشارة لما يحدث الآن في الشارع المصرى.

واعتبر ما يحدث في مصر حرب أهلية، وأن نهر النيل يجف، وأن حربًا خارجية تجتاح أرضها؛ مشيرا إلى انتشار الإرهابيين في سيناء القادمين من أفغانستان وشتى أنحاء العالم.

أضاف الحاخام في ادعاءاته التي جاءت في موقع "جئولاه" المحسوب على التيار الدينى المتطرف، أن دور مصر كمسئولة عن السلطة الفلسطينية وحماس بكل ما تحمل الكلمة من معنى.

وكذلك سماح مصر بمرور عشرات الآلاف من المتسللين من السودان إلى إسرائيل، رغم أنه كان بإمكانها القبض عليهم على المعابر الحدودية بالقناة وعدم حمايتها لإسرائيل، كل هذا ساهم في وصولها للحال التي آلت إليه الآن.

وقال إن مصر سمحت أيضًا بانتشار السلاح في سيناء وها هو الآن يوجه لصدور المصريين، موضحًا أن كل هذه الأمور توضح بشكل كبير نبوءة أشعيا بهلاك مصر.

وزعم أن هذه الأمور تنتهى نهاية سعيدة بالنسبة لإسرائيل بعد أن يرى من يتبقى بمصر تحقق الوعد الإلهى بالحفاظ على بنى إسرائيل.

وادعى الحاخام أن النهاية اقتربت وفى ذلك الحين ينفذ المصريون الفرائض السبع التي فرضها الرب على أبناء نوح، على حد تعبيره، وفى تلك الأيام يكون هناك خمس مدن فقط في أرض مصر.

وتلك المدن ستؤمن برب الجنود "إله إسرائيل، مختتمًا بدعائه، قائلًا: "لعل قدوم المسيح المخلص يكون قريبًا".
الجريدة الرسمية