رئيس التحرير
عصام كامل

بشائر النصر


إنهم الآن يتراجعون في الداخل والخارج.. في الداخل يتراجع الإخوان وبشكل درامتيكي بعد إلقاء القبض عليهم، فالمرشد يتنصل من مسئولية ما حدث في رابعة ويلقيها على البلتاجي وصفوت حجازي ينتقد الإخوان ومرسي ويوافق على عزله.. أما في الخارج فقد تراجع الاتحاد الأوربي وانفض اجتماع وزراء خارجيته ببيان إنشائي اكتفى بالتحدث عن تقييم العلاقات مع مصر والمساعدات الأوربية، وحتى القرار الخاص بمنع تصدير أدوات فض الشغب إلى مصر منحت الدول أعضاء الاتحاد حرية تنفيذه أو عدم تنفيذه.


وهذا يعني بوضوح أن الواقع الذي فرضه الشعب بعد ٣٠ يونيو أصبح أقوى من أفكاره أو تجاوزه، في ظل حالة الضعف التي بدأ تنظيم الإخوان الإرهابي يعيشها الآن، وهي حالة مرشحة للتزايد في درجة الضعف والاستمرار لوقت طويل.

وقد يري البعض أن هذا الضعف الإخواني الذي قاد إلى تراجع بعض قادة الإخوان سببه هو الملاحقات الأمنية التي يتعرض لها هؤلاء القادة.. وهذا صحيح بالفعل لأن هذه الملاحقات تمثل ضربة تنظيمية قوية للإخوان، أصابت تنظيمهم بدرجة من الشلل، خاصة أن تنظيم الإخوان يعتمد على قرارات خوفية يتخذها القادة وتتلقاها القيادات الوسيطة وتنفذها القواعد.. لكن مع ذلك فإن السبب الأهم والأكبر للضعف الذي بدأ يعتري تنظيم الإخوان الإرهابي هو الحصار الشعبي قبل الأمني، الذي يتعرضون له الآن والملاحقات الشعبية، قبل الملاحقات الأمنية.

إن الشيء الوحيد الذي نجح فيه الإخوان بما فعلوه وهم في الحكم وما فعلوه بعد طردهم منه، حينما رفعوا السلاح في وجه الشعب، أنهم جعلوا الشعب يبغضهم ويلفظهم وأحيانا يكرههم.. ولذلك هو يتصدى لهم بقوة في كل مكان يتواجدون فيه في شكل مجموعات.. لذلك ليس أمام قادة التنظيم الإخواني الإرهابي سوى التراجع والاستسلام ومن لم يتراجع حتى الآن سوف يتراجع لإرادة الشعب.. إنها بشائر النصر.
الجريدة الرسمية