رئيس التحرير
عصام كامل

صحف خليجية تؤكد دعم الدول العربية لمصر.. "المدينة" توضح أهمية الجولة الأوربية لوزير الخارجية السعودية لمساندة الموقف المصري.. "الخليج": الموقف التركي المعادي لمصر رد فعل طبيعي لسقوط حكم الإخوان

وزير الخارجية السعودي
وزير الخارجية السعودي - سعود الفيصل

اهتمت الصحف الخليجية الصادرة اليوم الخميس في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات بتطورات الوضع المصري. 

ففي المملكة العربية السعودية، علقت صحيفة "المدينة" على أصداء الموقف السعودي الداعم لمصر ولإرادة شعبها، موضحة أن هذا الموقف كان له أثره الكبير فيما أمكن مشاهدته من الانتقال من حالة التردد والتخبط التي سادت العديد من عواصم الغرب عندما تسرعت في التعبير عن مواقفها إزاء الأحداث التي شهدتها مصر خلال الأسابيع القليلة الماضية.


واعتبرت أن جولة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل لشرح مضمون رسالة خادم الحرمين الشريفين التي استهلها بمحطة باريس، لها أهمية كبرى، ليس فقط بالنسبة لتوقيتها كونها جاءت عشية الاجتماع الطارئ للاتحاد الأوربي حول مصر، وإنما أيضا لما تحمله من مضامين تهم الولايات المتحدة وأوربا بشكل خاص.

وبدورها، أبرزت صحيفة "عكاظ" أنه في الوقت الذي يواصل فيه الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية جولته على دول أوربا الغربية وأمريكا ودول أخرى وصلت ثلاثة مستشفيات ميدانية جديدة إلى مطار ألماظة كهدية من الملك عبد الله لشعب مصر لمساعدته على مواجهة الوضع الصحي الناشئ عن المواجهات التي فرضها الإخوان على مصر في الفترة الأخيرة الماضية.

ولفتت إلى أنه على نفس الصعيد فإن دولا عربية أخرى كالبحرين والأردن والمغرب لم تتردد في التعبير عن وقفتها مع مصر، وشعب مصر ضد الإرهاب والعنف والتطرف، وقالت هكذا يكون الدعم، وتكون المؤازرة لضمان قوة مصر وخروجها من الوضع اليائس الذي شهدته على مدى العامين الماضيين.

وفي دولة الإمارات، رأت صحيفة "الخليج" أن موقف رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي من الثورة المصرية وإشهاره العداء لها هو رد فعل طبيعي على سقوط حكم الإخوان بحكم العلاقة العقدية الواحدة التي تربطهما ومن ثم سقوط الرهان على أن تشكل مصر قاعدة للمشروع الإخواني الدولي الأوسع والذي يقوده "حزب العدالة والتنمية" التركي.

وأوضحت أن موقف أردوغان لم يكن هو وحده الذي أدى إلى انكفاء الدور التركي الإقليمي، وخسارة مواقع عربية كان يمكن أن تشكل إضافة سياسية واقتصادية لو أحسن التعامل معها.

وأوضحت أن تركيا بددت كل ذلك من خلال سياسات لا تأخذ في الحسبان إلا مصلحة حزب العدالة والتنمية الحاكم .. وذلك منذ انطلاق الحركات الشعبية العربية التي حملت مسمى " الربيع العربي"، وقالت إن هذه السياسات غير المنضبطة أدت إلى ضمور الدور التركي الإقليمي الذي بات مثقلا بالمشكلات.

من جهتها، قالت صحيفة "الوطن" إن لقاء وزراء خارجية دول الاتحاد الأوربي الـ"28 " لمناقشة الأزمة المصرية جاء في ظل حملة إعلامية شرسة ضد الحكم الحالي في مصر الذي جاء بناء على رغبة شعبية عارمة بخروج أكثر من ثلاثين مليون مصري مطالبين برحيل الرئيس المصري السابق، وفتح الطريق نحو انتخابات رئاسية مبكرة تعيد المسار الديمقراطي إلى اتجاهه الطبيعي.

وأضافت الصحيفة تحت عنوان "العزف الأوربي الجماعي" أن لقاء الوزراء الأوروبيين كان محاولة لرسم طريق أوربي موحد تجاه الأزمة الراهنة في مصر التي اندلعت بعد 30 يونيو وقد نجح الوزراء الأوربيون في وضع إطار عام لتحرك أوربي مسنودا بموقف أمريكي حاد سياسيا وإعلاميا ولكنه لم يصل بعد إلى مرحلة عقوبات خشنة باستثناء إلغاء مناورات النجم الساطع التي كان مقررا لها نوفمبر المقبل.

واستغربت " الوطن " من موقف الإعلام الذي كان من المفترض أن يكون متفردا أو متميزا إذ أن حساباته لا تدقق بمعيار المصالح إنما بمعايير مهنية خالصة تتعامل مع مبدأ نشر الحقائق والوقائع كما هي دون تلوين أو تشويه أو تزييف .. كما أن الآراء والتعليقات لابد من أن تعتمد على تلك الوقائع والحقائق لا على مواقف مسبقة أو مصالح أو مشروعات ".

وأكدت أن من يتابع الصحافة الغربية يشهد ذلك العزف الجماعي الملتزم بنوتة واحدة وهو ما يتناقض مع مواقف سابقة اتخذتها فرنسا وبريطانيا تجاه ليبيا في حين وقفت ألمانيا وإيطاليا موقفا معارضا للتدخل العسكري في مجريات الثورة الليبية.

وقالت إنه في حالة مصر فالأمر يبدو مريبا وعجيبا .. لأن الحقائق واضحة والوقائع مشهودة في كافة وسائل الإعلام، فكل العواصم الغربية تدرك حقيقة جماعة الإخوان، وتدرك ماذا فعلت خلال عام حكمها مصر حتى دفعت ملايين المصريين إلى الثورة.

وأكدت الصحيفة أن الدول العربية انتبهت بحسها القومي وبحاستها الشفافة لما يدبر لمصر .. فعزمت على الوحدة في مواجهة عزف أوربي جماعي عبر تحركات دبلوماسية تشرح الموقف الصحيح المبني على الوقائع الصحيحة والحقائق الدامغة، وهو تحرك سيكون فاعلا ومؤثرا ليس في الوقت الراهن، ولكن في المستقبل المنظور.
الجريدة الرسمية