رئيس التحرير
عصام كامل

مجانية التعليم


حان الوقت لمناقشة مجانية التعليم وجدواها وهل وجودها أصبح يعنى شيئا في هذه الأيام! أم أن المجانية قد أضاعت التعليم من الأساس ولم تعد الدولة قادرة على تطوير التعليم ولا على دفع مرتبات المدرسين بما يكفل لهم حياة كريمة وبالتالى لا توجد عملية تعليمية من الأساس.


ماذا تعنى لنا عملية تعليمية فشلت برمتها بكل مراحلها حين أصبحت عملية التعليم عملية صورية لها سوق موازية من الدروس الخصوصية التي عانى منها الجميع دون استثناء.

لو تمت دراسة أوجه الصرف لدخل المواطن المصرى ودراسة المنفق على الدروس الخصوصية لظهرت الحقيقة أنه بالنظر إلى الصورة الكليه لا توجد مجانية في عملية التعليم ولكن توجد تغيير مسار المصروف تجاه التعليم بدلا من أن يصل إلى الدولة وصل إلى المدرسين وهذا ما يهم الآن.. إذ لا بد أن يعاد النظر إلى العمل على إلغاء مجانية التعليم خلال الفترة القادمة من بعد مرحلة التعليم الأساسى وتطوير العمل الفنى الصناعى الذي تفتقر إليه مصر الآن وبشدة وما تبعه من انحدار مستوى الطلب على العمالة الفنية المصرية في الخارج ونحن نعرف جميعا أثر ذلك من انخفاض تحويلات العاملين للداخل.

لا بد أيضا من تطوير نظم المناهج لإلغاء الحفظ الذي لم يجد ولا يحدث العقول وإعادة الابتكار في تدريبها على عملية التفكير بدلا من حفظ النصوص التي أفرزت لنا جيلا من الطلبة أغلبهم ينسون كل ما تم حفظه عند الانتهاء من الامتحانات ولا يستطيعون أن يقوموا بعملية حسابية صغيرة لأنهم لم يتدربوا على عملية التفكير.. إذ كانت حياتهم عبارة عن حفظ دون فهم لما يتم دراسته.

إننا أمام عملية تعليمية وصلت إلى الحد الأعلى من الانهيار وجعلت أجيالا يحملون شهادات لا قيمه لها ولا لهم وأصبح الجهل الحقيقي متفشيا عانينا منه في الانتخابات التي أودت بمصر إلى حافة الإفلاس والهاوية في آن واحد.

فلنبدأ الآن بعمل استقصاءات توزع على أولياء الأمور والمدرسين والطلبة في آن واحد لدراسة سبيل تحويل المدارس إلى مدارس بأجر من بعد فتره التعليم الاساسى وتعديل المناهج بما يوازى على الأقل التعليم في المدارس في ألمانيا واستقطاب أحد أعمدة التعليم الألمانى كوزير للتعليم لتطبيق التجربة الألمانية في مصر والتي أوصلت ألمانيا إلى ما فيه الآن من نتيجة تعليم ناجح أدى إلى حضارة حققت احتراما عالميا للمواطن الألمانى ولدولة ألمانيا على حد سواء.
الجريدة الرسمية