رئيس التحرير
عصام كامل

المتغطى بأمريكا عرياااان


حالة من اللغط نشأت بسبب ما أشيع عن لقاءات إيرانية مصرية، رأى البعض فيها تهديدا لأمن مصر.

ترى ما الدافع لعقد هذه اللقاءات أو لهذا اللغط (أيهما)، وما السر وراء بعض التحركات على الساحة المصرية التى تواصل العزف على أغنية (التهديد الشيعى الإيرانى الصفوى)، وانتهاك حقوق عرب الأهواز (السنة!) رغم أن أى مطلع على الجغرافيا السياسية لإيران والمنطقة، يعرف جيدا أن عرب الأهواز أو الأحواز (حتى لا يغضب بعض الإمعات)، هم من الشيعة، وأنهم يشكلون امتدادا للقبائل الشيعية العربية فى جنوب العراق، والمهم هو الإصرار على بقاء العلاقات المصرية الإيرانية فى حالة توتر أو شلل دائم، حيث لا يكون لمصر أو لنظامها الحاكم، أيا كان رأينا فيه، فرصة للإفلات من قبضة أمريكا التى لا ترى فيه سوى أداة لتنفيذ سياستها.


اقرأوا ما قاله أبو الغيط فى مذكراته:
(تركيا تتمسك بعلاقتها الغربية عبر عضويتها فى حلف الناتو، مع السعى للانضمام للاتحاد الأوروبى الذى يمكن أن نراه مجاوراً للعالم العربى فى كل من العراق وسوريا، إذا ما انضمت تركيا مستقبلاً إليه، كان تقديرى أننا سنحتاج أن نبذل جهداً لبناء إطار تعاونى مصرى تركى إيرانى، يمكن أن يحقق الاستقرار فى المنطقة، ويوازن تأثيرات إسرائيل، ومن ثم تعزيز قدرات الصد للعالم الإسلامى).

فى الوقت نفسه.. كانت المطالب الأمريكية لنظام مبارك (ولمن جاء بعده بكل تأكيد): (وكانت الصفقة المعروضة هى: عليكم بإرسال قوات وحزم أمركم فى الوقوف معنا فى حروبنا، وسوف ننظر فيما يمكن لنا التفاهم فيه معكم بالنسبة لمسائل تشغلنا تجاهكم: الديمقراطية، حقوق الإنسان، المجتمع المدنى المصرى، حق جمعياتنا غير الحكومية أن تعمل على أرضكم).

طبعا تلاشت أحلام أو أوهام أبو الغيط فى (إقامة تحالف يوازن تأثير إسرائيل وتعزيز قدرات الصد للعالم الإسلامى)، لأن مبارك قرر ألا يغادر مكانه، وأن يمضى الليلة كما هى، فقد يشرق الصباح يوما ما على حكمه الذى غادرته الشمس إلى الأبد.

ظل حسنى مبارك، حسب أبو الغيط، يردد طيلة السنوات الأخيرة من حكمه عبارة (المتغطى بأمريكا عريان)، ومع ذلك لم يحاول أن يستر عورة مصر أو أن يشترى لنفسه غطاء من أى نوع ليمنع وقوعنا فى المحظور الاستراتيجى.

أخيرا.. وهذا هو المهم يقول أبو الغيط: (استمرت مصر فى القيام بدور إقليمى قوى بالتعاون مع الولايات المتحدة، بلا مقابل للدولة، فكل ما كان يعنى الرئيس هو حماية نظامه وحكمه، وهو لا يعلم أن حكمه آخذ فى الانزواء، وأن الأمريكان بدأوا البحث عن شريك آخر غيره).

فقط نريد أن نعرف لماذا يصر البعض على القيام (بدور إقليمى قوى لصالح أمريكا دون مقابل لمصر)؟!.

هذا هو السؤال الموجه لخبراء الإفلاس (الإسلام) السياسى، الذين عقدوا مؤتمرا يهدف لتقسيم إيران لصالح أمريكا دون أى مقابل لمصر!.

 

الجريدة الرسمية