توأم الليلة الكبيرة.. صلاح جاهين وسيد مكاوي رفاق في الحياة والموت.. تعاونا معًا في برنامج المسحراتي.. رحلتهما الفنية ملحمة إنسانية نادرة.. والصدفة وراء أشهر أعمالهما

من المفارقات الغريبة أن يرتبط صديقان ــ صلاح جاهين وسيد مكاوى ــ خلال رحلتهما الفنية، ويصبح كل منهما توأما للآخر، ثم يرحل الاثنان فى يوم واحد 21 أبريل بفارق 11 عاما، وكأنهما اتفقا على الرحيل، عرفا بتوأم الليلة الكبيرة، العمل الفنى العبقرى الذى جمعهما كصديقين حميمين، كتب جاهين الكلمة البسيطة المرحة ولحن مكاوى النغمة الأصيلة.
فى مثل هذا اليوم عام 1986 رحل الشاعر الفنان صلاح جاهين، وفى عام 1997 رحل الموسيقار الفنان سيد مكاوى، جمعهما أعمالا كثيرة متميزة خلال رحلتهما الفنية مثل الفنانان ملحمة إنسانية لايمكن للزمان تجاهلها أو نسيانها.
البداية مع سوق بلدنا بدون معرفة
جاءت البداية عندما اشترك سيد مكاوي وصلاح جاهين فى برنامج إذاعي بعنوان "سوق بلدنا" لكنهما لم يتعارفا ولم يلتقيا فقط سجل فيه سيد مكاوى كلمات لا يعرف صاحبها " صلاح جاهين "، لكنهما تعارفا حين جمعهما فى البداية لحن مقدمة المسلسل الإذاعي " الولد الشقي " كأول عمل بينهما بالغناء مع الفنانة الاستعراضية صفاء أبو السعود الذي كتبه الساخر محمود السعدني وهو من الحان مكاوي وكلمات جاهين، ثم كان اللقاء الثاني في أغنية صباح " أنا هنا يابن الحلال لا عايزة جاه ولا كتر مال".

عن هذه المرحلة من حياته يقول الموسيقار سيد مكاوى: قدمت برنامج "سوق بلدنا"، يكتبه صلاح جاهين وأنا أغنيه ويخرجه صلاح أبوسيف وتلحين أحمد صدقى وكنت لم أعرف صلاح حتى ذلك الوقت مجرد أنه اسم كاتب الكلمات، وكان يكتب في السوق كلام جميل، حيث يقول فيه: يامهون هون.. دى جمايلهم حاملينها / المدرة والمجداف.. والجلع طويل هداف / وأبوين ودرعه وكتاف.. دى نعيمة شاكرينها / شايل على اكتافى وكافى.. إردب غلة خفافى / يكيد عزولى المتعافى.. شيلنى يابووي.
كان اللقاء فى قهوة النشاط
وأضاف مكاوي: حبيت أشوف صلاح جاهين وأعرفه، دورت عليه حتى قابلته يوما في قهوة النشاط بالجمالية، التي كنت دائم الحضور إليها بالصدفة كان يجلس بجوارى، وعندما عرف أني سيد مكاوي، قال لي: "أنا في انتظارك مليت"، وكان وقتها العدوان الثلاثي وفي دردشتنا قلنا هنحارب فكانت بداية التعاون بيني وبين صلاح جاهين، حيث قام بكتابة القصيدة في يومين، وكتب يقول: هنحارب هنحارب.. كل الناس هتحارب.. مش خايفين من الجايين.. بالملايين حانحارب.. تحيا مصر، تحيا مصر..

ثم كانت صداقتي الكبيرة لصلاح جاهين في مجلة روزاليوسف وهو كان وقتها لا يعرف غير الرسم والكتابة ومحدود الأصدقاء، وكان يرسم وقتئذ تحت عنوان (وجع دماغ دولي) لكن بدأت معرفتى الحقيقية بأبو صلاح في أول عمل اسمه "حدوتة " وكان صلاح مدرسة جديدة لم يسبق لأحد أن قال مايقدمه، وكبرت مدرسته واخذ على عاتقه مهمة طبع دواوين الشعراء الجدد على حسابه الشخصى دون أن يعرف بذلك أحد، نقوده لم تكن ملكه بل ملك للجميع، وأتذكر إننا كنا نعيش أنا وتوفيق صالح مع صلاح جاهين وكانت النقود التي يملكها احدنا تكفينا جميعا، كنا نعيش الكل في واحد والواحد للكل وكان صلاح أكثرنا تطبيقا لذلك.
ياولاد حارتنا توت توت
وأضاف مكاوى: فكرت أنا وصلاح جاهين نعمل حاجة للإذاعة، فعملنا من خلال برنامج كان يقدمه الصحفى حسن إمام عمر أوبريت بعنوان (ياولاد حارتنا توت توت.. هاتوا قوام النبوت)، بعدها عملنا موال (عشاق القنال) كتب جاهين يقول فيه: يجعل كلامي فانوس وسط الفرح قايد.. يجعل كلامي ولا ناقص ولا زايد.
اعتذار جاهين عن المسحراتى
أسندت الإذاعة في بداية الستينات غناء بعض الأدعية الدينية التي ستقدمها خلال شهر رمضان الكريم إلى الموسيقار سيد مكاوي ـ المعتمد بالاذاعة منذ عام 1940 ـ، ثم ظهرت فكرة تقديم حلقات المسحراتى كل ليلة واتفقت الإذاعة أيضا مع سيد مكاوى على غنائها الذي اشترط أن يكون صلاح جاهين هو مؤلف الحلقات، وبعد حلقة واحدة اعتذر جاهين ورشح بدلا منه فؤاد حداد الذى كان فى بدايته،.
كان الاهتمام بين سيد مكاوى وصلاح جاهين أكثر بالمسرح فقدمنا مسرحية "الصفقة" لتوفيق الحكيم وقال صلاح فيها: الأرض قالت آه.. الفاس بيجرحنى.. رديت وأنا محني آه منك أنت.
تركى بجم سكر انسجم
بعد ذلك قدم الاثنان ــ صلاح جاهين وسيد مكاوى ــ مسرحيات "دائرة الطباشير القوقازية،الإنسان الطيب"وهى من مسرحيات بريخت ولم يترجم جاهين أغنياتها بل وضع لها أغان مصرية تناسب السياق وتتميز بالعمق الفنى وروح الفكاهة والفلسفة الساخرة، قدمت كلها على المسرح القومى إخراج سعد أردش، وحين هددت تركيا سوريا بعمل عسكرى فى عهد عبد الناصر كتب صلاح وغنى مكاوى اغنية يقول مطلعها ( تركى بجم سكر انسجم ) ورفض إذاعتها عبد الناصر.

فى الليلة الكبيرة التى كتبها عمنا صلاح جاهين ولحنها مكاوى وأخرجها صلاح السقا قيل إن سيد وصلاح ألفاها ولحناها فى ليلة واحدة وكانت فعلا ليلة كبيرة فى زخمها الفنى صورا فيها أجواء المولد فى السيدة زينب والحسين كتبها جاهين كخواطر شعرية مستوحاة من ليلة مولد السيدة حيث كان يقطن سيد مكاوى، واحتشدت فى الأوبريت عرائس الماريونيت، حيث قدمت صورا إنسانية غاية فى الثراء. وتدخلت الصدفة فى تقديم الأوبريت، وذهبا سويا إلى الإذاعة المصرية وقاما بتسجيل الأغنية مدتها 10 دقائق، التي تحولت فيما بعد إلى أوبريت مدته 40 دقيقة ليصبح أشهر أوبريتات في مسرح العرائس المصري ليكسب من خلالها قاعدة عريضة من الصغار والكبار.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا