يتركها الآلاف سنويًا، أستاذ بجامعة هارفارد يحذر: قريبًا.. مصر دولة بلا أطباء

حذر الدكتور أسامة حمدي، أستاذ الباطنة والسكر بجامعة هارفارد، من هجرة آلاف الأطباء المصريين إلى الخارج سنويًا، مؤكدًا أن 50% من أطباء مصر هاجروا للعمل بالخارج، وأن هذا العدد يتزايد سنويًا.

آلاف الأطباء يهاجرون من مصر سنويًا

 وأشار الدكتور أسامة حمدي إلى أنه خلال ثلاث سنوات فقط هاجر أكثر من 11 ألف طبيب مصري للخارج، وفي العام الماضي فقط هاجر من مصر 7 آلاف طبيب مصري للخارج، حيث تعاني مصر من شح في الأطباء ليبلغ عدد الأطباء 9 لكل 10 آلاف نسمة، في حين نجد مقترح الصحة العالمية 45 طبيب لكل 10 آلاف نسمة. 

وقال الدكتور أسامة حمدي في تحذيره بشأن هجرة الأطباء المصريين للخارج: "الرؤوس في الرمال..والأطباء في الطائرات…! ‎كتبت كثيرًا- لعدة سنوات- عن خطر هجرة الأطباء المصريين إلى الخارج، وتنبأت أنه مع استمرار استنزاف رصيدنا من هذه الكفاءات سنصل يومًا ما إلى دولة بلا أطباء، فلا يعقل أن يهاجر للعمل في الخارج أكثر من 50% من أطباء مصر، ويتزايد العدد سنويًّا تزايدًا مرعبًا"

وعن أعداد الأطباء المصريين الذين يهاجروا سنويًا للخارج، قال الدكتور أسامة حمدي: "ففي الفترة من 2019 إلى 2022 هاجر نحو 11.500 طبيب، وفي العام الماضي فقط هاجر نحو 7000 طبيب، معظمهم إلى بريطانيا، وألمانيا، وبعض دول الخليج. لقد وصلنا للأسف الى معدل 9 أطباء لكل 10 آلاف نسمة فين حين تقترح منظمة الصحة العالمية 45 طبيب لكل 10 آلاف نسمة؛  لدرجة أن بقيت نيابات الجامعة فارغة من المتقدمين لأول مرة في التاريخ بعد أن هجرها المتفوقون".

مرتبات الأطباء بالخارج 5 أضعاف مرتباتهم في مصر

 وأكد أستاذ جامعة هارفارد الدكتور أسامة حمدي: "ومهما دفعت هذه الدول إليهم من مرتبات مدى حياتهم، ولو دفعت إليهم 5 أضعاف مرتباتهم، فلن يقابل ذلك ما أُنفق عليهم طوال أعوام دراستهم، فنحن نصرف على هرم عريض القاعدة من آلاف الطلاب حتى نحصل على طبيب واحد في قمة هذا الهرم لنهديه- بسذاجة- إلى هذه الدول عن تقصير، أو جهل!"

‎وأوضح الدكتور أسامة حمدي "والطب- كمهنة مثل غيرها من المهن- عُرضة لقانون العرض والطلب، فمن يريدها يدفع إليها، ولقد وصلت المغريات المادية إلى قمتها في الدول التي تتعرض للجفاف الطبي، وخاصة الدول الغربية، في حين أننا مازلنا ندفع إلى الطبيب الفتات في الوظائف الحكومية والجامعية، ثم نطلب منه- بلا خجل- التبتل في محراب الإنسانية مع الارتفاع الجنوني في تكلفة المعيشة".

وحذر الدكتور أسامة حمدي "وحتى الآن، ما زلنا نضع رؤوسنا كالنعام في الرمال، وننكر الواقع ولا نصدقه، ونردد حلولًا ساذجة وسطحية، مثل مد فترة التكليف إلى ٥ سنوات، أو الدعوة إلى تدريب الصيادلة ليصبحوا أطباء، أو التوسع في الحلول الرقمية والزيارات عبر الإنترنت وكأنها ستحل مشكلاتنا! حتى حين فتحنا أبواب كليات الطب على مصاريعها في كل أنحاء مصر، وأنشأنا كليات جديدة، جاء معظمها بلا مستشفيات للتدريب، كما زادت أعداد المقبولين بها من خارج مصر، وهم لا يمكن أن يحلوا مشكلاتنا، والمدهش مطالبة البعض الآن باستقدام الأطباء من الخارج!"

قريبًا مصر دولة بلا أطباء

وقال أستاذ جامعة هارفارد "لقد تحدثت في الإعلام المصري عن المشكلة، وكتبت مرارًا، وتواصلت شخصيًّا مع بعض كبار المسؤولين، خاصة في المجال الصحي، ولم أجد سوى الإنكار الغريب لحقيقة وجود مشكلة."

وأكد أسامة حمدي أن "الوسط الطبي الحالي أصبح منقسمًا إلى فئتين: أطباء كبار مارسوا العمل الحر منذ فترة، ورفعوا أجورهم إلى مبالغ خرافية؛ لتفاقم نقص الأطباء، وزيادة الضغط عليهم، وأطباء صغار لا يريدون سوى ثلاثة: الراتب المناسب، والتدريب التخصصي الجيد، وبيئة العمل المناسبة، ولقد قررنا طواعية ألا نمنحهم أيًّا من الثلاثة، ثم نتساءل بدهشة: لماذا يهاجرون؟.. والإجابة تكمن في الأسباب الثلاثة: الأجر المناسب، والتدريب التخصصي الجيد، وبيئة العمل!"

وتساءل الدكتور أسامة حمدي: "ماذا نختار؟ هل سندفن رؤوسنا حتى لا نرى الأسباب الثلاثة، أم نستمر في طرح حلول هلامية وعقيمة، أم ندعهم يملؤون الطائرات فور تخرجهم كما هو حادث الآن!"

وأختتم الدكتور أسامة حمدي تحذيره قائلًا: "لا أعرف مَن العبقري الذي يخطط لمستقبل الطب في مصر؟! نريد أن نفكر وننفذ الحلول من خارج الصندوق بوعي وفهم، وإلا سنصبح قريبًا -كما تنبأت- دولة بلا أطباء".
 

أستاذ بجامعة هارفارد: لا حبس للطبيب في الخطأ الطبي حتى لو أدى لوفاة المريض

قانون المسئولية الطبية عبث، أستاذ بجامعة هارفارد يكشف: الغرامة عقوبة الخطأ الطبي بالخارج

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.