مصطفى أمين.. ما تيسر من أسرار مؤسس أخبار اليوم.. استمرت مسيرته المهنية أكثر من 6 عقود.. تأثر بالعقاد والتابعي ودياب وأباظة.. واليوم تحل ذكرى وفاته

مصطفى أمين، صحفى كبير، عملاق الصحافة وأستاذ أجيال صحفية متعددة، تربى هو وتوأمه “على أمين” فى بيت الأمة، حيث إن خال والدته هو الزعيم سعد زغلول، أسس دار أخبار اليوم وعدد كبير من الإصدارات الصحفية منها الجيل والاثنين وآخر لحظة، وآخر ساعة والأخبار، رحل فى مثل هذا اليوم 13 ابريل عام 1997، وخرج مئات الآلاف من أبناء مصر للمشاركة فى وداعه بعد توقف قلمه الذى استمر أكثر من 60 عاما نصيرا لحرية الرأى والتعبير.
تأثر مصطفى أمين فى حياته الصحفية بالأديب عباس محمود العقاد لاحتفاظه بكرامته، كما تأثر بمحمد التابعى وعبد القادر حمزة وتوفيق دياب وفكرى أباظة، حيث تأثر بهما فى الكتابة السياسية فيقول: اننى لا أعتبر عملى الصحفى رفاهية وإنما أعتبره تضحية، إننى أضع رأسى على كفى لإيماني ببلادي وليس لخدمة حاكم، إننى لا أريد شيئا سوى أن أرضى ضميرى ولا أستطيع أن أهاجم بالأمر أو أؤيد بالأمر.

ويتحدث مصطفى أمين عن نفسه فى كتابه "من واحد الى عشرة" الذى أصدره عام 1977 ويقول: كيف أحسب عمري؟ بالصحف التي أصدرتها أو أشتركت في تحريرها؟ أم بعدد تلاميذي أم بعدد قرائى؟ أم بالانتصارات التي حققتها أم الهزائم التي منيت بها؟ بالمرات التي أخفق فيها قلبى؟ أم بالصداقات الحلوة التي تمتعت بها؟ أحسب أن العمر هو كل هذا، ولو كانت هذه القاعدة الحسابية صحيحة فلا بد أنني عشت ألوف السنين.
عمر الانسان يحسب بعدد أيامه السعيدة
وأضاف عملاق الصحافة وأستاذ الأجيال مصطفى أمين: قديما قالوا إن عمر الإنسان يحسب بالأيام السعيدة التي عاشها، بهذا أكون قد عشت كل يوم من أيام حياتى الصحفية التي بدأتها في طفولتى، فإن كل كلمة كتبتها أسعدتني.. حتى لو كلفتنى حريتى وحياتى بعد ذلك، ولا أتصور أن أعيش يوما في حياتى بغير قلم فلقد كان دائما هذا القلم صديقى وحبيبى، أعطيته وأعطانى، وعشقته وأخلص لى.. وعندما أموت أرجو أن يضعوه بجوارى في قبرى فلقد أحتاج إليه إذا كتبت تحقيقا صحفيا عن يوم القيامة، عشت صراع الشعوب المستعبدة وهى تحطم قيودها، رأيت بلدى تتحول من مستعمرة إلى دولة مستقلة.
الناس أجمل مافى الدنيا
يقول مصطفى أمين: أجمل مافى الدنيا هم الناس، ومتعتى الكبرى فى هذه الحياة أن أعرف الناس، أن أعرفهم من الخرج والداخل، أحببت الكثيرين ولم أكره أحدا، كنت أعامل الذين يكرهونني كأنهم مرضى وأدعو لهم بالشفاء، وكنت أعطى عذرا للطبيعة البشرية، وأعذر الفاشل الذى يحقد على الناجح، وأعذر الضعيف الذى يكره القوى وأجد مبررا للفئران عندما تمقت السباع.
صعاليك بطباع الملوك
عرفت أقزاما كالعمالقة وعمالقة كالأقزام، عرفت أقواما طوالا عراضا من خارجهم وصغارا متضائلين من داخلهم، عاشرت الملوك والصعاليك، وعرفت صعاليك لهم طباع الملوك، وملوكا لهم أخلاق الصعاليك، عشت مع النجوم فى سمائها ورأيت حولها الشياطين أكثر من الملائكة، وعاشرت الفاشلين فى جحورهم ومغاورهم وحفرهم، ورأيت مواكب النصر تحف بها الطبول والهتافات والزغاريد، وشهدت مآتم الحزيمة تنهمر منها الدموع وعبارات الندم وأصوات البكاء والعويل.
اكتشفت مع الأيام أن بعض الناس فى داخلهم يختلفون كثيرا عما فى خارجهم، أثوابهم موشاة بالقصب مطرزة بالماس واليهود وجلودهم محفور عليها الحقد والضغينة والحسد والرغبة فى الانتقام، لكن هؤلاء غالبية مسحوقة، أما الاغلبية الساحقة من الناس الطيبين، يقفون معك في الشدة، ويسندونك في المحنة، ويعطفون عليك فى الأزمة، تنشق الأرض فتجدهم حولك، صغارا فى مراكزهم.. كبارا فى صمودهم.

وأضاف مصطفى أمين: رأيت فى قاع المدينة نبلا وإيمانا وصمودا وشجاعة، وجرأة ومروءة لم أر مثلها فى قمة المدينة، صحيح أننى رأيت على القمة أبطالا وعباقرة وعمالقة، ووجدتهم أشبه بالجبال الشامخة، صعدت إلى قممهم لأجد أنهم وصلوا إليها بكدهم وعرقهم وجهدهم وايمانهم عرفتهم عن قرب بلا مكياج ولا أقنعة.
شارك فى صنع صحافة عظيمة
عشت ورأيت فلاحا مصريا يجلس على مقعد رئاسة الجمهورية، وعاملا مصريا يصبح وزيرا، وامرأة مصرية تجلس في كرسي الوزارة، وسمعت أم كلثوم وهى تغنى ورأيت نجيب الريحانى وهو يمثل وجلست مع محمد عبد الوهاب وهو يلحن وحضرت أمير الشعراء أحمد شوقى وهو ينظم شعره، وشاركت في صنع صحافة عظيمة في بلادى.. إن عمرى قصة مصر التي عشتها.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا