رئيس التحرير
عصام كامل

الدولة الهشة.. ترامب يثير غضب العالم بالرسوم الجمركية ومخاوف من حرب تجارية عالمية.. وخبراء يؤكدون قدرة الاقتصاد المصرى على التعامل مع تداعيات القرار

رسوم ترامب الجمركية،
رسوم ترامب الجمركية، فيتو

فى خطوة مفاجئة، أعلنت الإدارة الأمريكية يوم الأربعاء الماضي، فرض رسوم جمركية جديدة على الواردات من أغلب دول العالم بنسب متفاوتة، والتى يأتى من بينها مصر بنسبة 10%، حيث يأتى هذا القرار ضمن سياسة الحماية التجارية التى تتبعها واشنطن، مما أثار مخاوف من تأثيرات سلبية على الاقتصاد المصري، خاصة فى ظل تحديات ارتفاع التضخم وأزمة العملة الأجنبية. واللافت فى الأمر أن هذه التأثيرات السلبية قد تمتد إلى الولايات المتحدة الأمريكية التى قد تكون فى صدارة الدول المضارة من هذه الرسوم؛ لأسباب سوف نذكرها لاحقًا.

إلى ذلك كشف عدد من خبراء الاقتصاد، عن مدى تأثير قرارات ترامب الجمركية على الاقتصاد المصري، والخطوات المتوقعة من الحكومة للرد عليها، وهذا فى الوقت الذى لا تزال التأثيرات محدودة نسبيا، لكن استمرار السياسات الحمائية الأمريكية قد يزيد المخاطر على الاقتصاد المصري، خاصة فى ظل التحديات الاقتصادية الحالية، مما يستدعى التحرك السريع من الحكومة والمصدرين بشكل حاسم فى تحديد مدى الخسائر وفرص النجاة من هذه الأزمة.

قال الدكتور خالد الشافعى الخبير الاقتصادي، إن العالم الآن يشهد حالة من الاضطرابات السياسية والجيوسياسية، بالإضافة إلى قرارات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الجمركية التى تؤثر بشكل سلبى على الاقتصاد العالمى ككل.

وأضاف الشافعي، فى تصريحات خاصة لـ”فيتو”، أنه مع استمرار قرارات ترامب «لجنونية»، سوف يشهد الاقتصاد العالمى حالة من الارتباك وعدم الاستقرار، موضحا أن رسوم ترامب الجمركية سوف يكون لها عوائد إيجابية محدودة على الاقتصاد الأمريكي، ولكنها سوف تؤثر بالسلب على اقتصادات العالم الحليفة أو المعادية، بل قد يمتد التأثير السلبى إلى الاقتصاد الأمريكى نفسه الذى سوف يتضرر حتمًا من هذه الخطوة غير المحسوبة. وتوقع “الشافعي” أن الاقتصاد الأمريكى سوف يعانى تدريجيًا من الركود بنسبة قد تتجاوز حد الخمسين فى المئة، ما قد يقود فى الأخير إلى حرب تجارية عالمية شاملة، وقد بدأت إرهاصاتها فى الاحتجاج الصيني. ويكفى أن نعلم أن الشركات الأمريكية الكبرى خسرت تريليونات الدولارات فور إعلان البيت الأبيض هذا القرار، كما إن الأسواق الأمريكية أغلقت الخميس الماضى على أكبر انخفاض لها منذ خمس سنوات، ومشددا على أن الولايات المتحدة دولة هشة اقتصاديا وسوف تعانى كثيرا.

من ناحية ثانية أشار الشافعى إلى أن حجم التبادل التجارى بين مصر وأمريكا وصل إلى9.7  مليارات دولار، وهذه القرارات سوف تؤثر على السلع التى تصدرها مصر بنسبة تصل إلى 10%، مضيفا أنه فى حالة اتخاذ اجراءات مضادة سوف ينعكس على زيادة أسعار السلع المستوردة من الولايات المتحدة بالسوق المصري.

وشدد على أن القيادة السياسية فى مصر لديها القدرة على اتخاذ قرارات من شأنها تقليل التأثر السلبى لقرارات ترامب الجمركية، مشيدا بقدرة الاقتصاد خلال الفترة الحالية على التصدى لأى تحديات قد تواجهه مستقبلا.

من جانبه قال الدكتور عادل عامر الخبير الاقتصادي، إنه بالرغم من التأثيرات السلبية التى تمس الاقتصاد الأمريكية من التعريفات الجمركية، وهى كثيرة ومتعددة، وبرزت اتعكاساتها الخطيرة سريعا إلا أنها سوف تحمى الاقتصاد الأمريكى من عمليات الإغراق التى تمت فى السنوات الأخيرة من الدول المنافسة، موضحا أن هذه القرارات هى أحد أساليب الإذعان التى تعمل عليها الولايات المتحدة للسيطرة على اقتصادات الدول لتنفيذ السياسات الأمريكية المطلوبة.

وعن تأثير القرارات على مصر، أشار عامر فى تصريحات خاصة لـ”فيتو”، إلى أن السوق المصرية سوف تتأثر بالتأكيد من هذه القرارات، فى حالة اتخاذ قرارات مضادة، مما ينعكس على ارتفاع أسعار السلع الأمريكية بشكل كبير، لأنه سوف يحدث فجوة فى الميزان التجارى بين الدولتين.

وعن الرد المصرى على قرارات ترامب، أكد الخبير الاقتصادى على أن أفضل رد من الحكومة المصرية فى الفترة المقبلة يجب أن يكون عبارة عن تنوع سلاسل الإمداد، بحيث يتم الاعتماد على أكثر من دولة فى الإمداد، وتقليل الاعتماد على التبادل التجارى مع أمريكا، بالإضافة إلى التركيز على الصناعة والإنتاج المحلى وعدم الاعتماد على الاستيراد بشكل كبير.

وفى حالة التعرف على التأثيرات السلبية، فإن الرسوم الجمركية الأمريكية بنسبة 10% على الواردات المصرية تشمل قطاعات مثل الملابس، المنسوجات، الأثاث، وبعض المنتجات الزراعية مثل الفواكه والخضروات المجهزة، مما تمثل ضربة لقطاع التصدير المصرى من شريك تجارى كبير، مما يتسبب فى تراجع الصادرات لأن المنتجات المصرية قد تفقد ميزتها التنافسية فى السوق الأمريكية بسبب ارتفاع أسعارها بفعل الرسوم، مما يهدد حصة مصر فى سوق تصديرى تبلغ قيمته مليارات الدولارات سنويا.

ويوجد هناك العديد من الإجراءات المتوقعة من الحكومة المصرية، لتخفيف حدة تأثير الرسوم الأمريكية على السلع المصرية، -كما يقول عامر - والتى يأتى من أبرزها إمكانية المفاوضات مع واشنطن للحصول على إعفاءات انتقائية لبعض الصادرات الحيوية، خاصة فى قطاعى النسيج والزراعة، بالإضافة إلى إمكانية تقديم إعفاءات ضريبية أو دعم مالى للمصدرين لتعويض خسائر الرسوم الجمركية، ناهيك عن التوجه إلى أسواق بديلة مثل الاتحاد الأوروبي، وأفريقيا، ودول الخليج لتعويض التراجع فى الصادرات الأمريكية.

منوهًا إلى أن القاهرة ليست فى صدارة الدول المضارة من فرض هذه الرسوم، حيث تشمل قائمة الدول الأكثر تضررًا كلًا من الصين، فيتناتم، تايلاند، تايوان، أندونيسيا، سويسرا، جنوب أفريقيا، الهند، كوريا الجنوبية، واليابان.

تزامنًا مع ذلك..يرى خبراء اقتصاديون أن الاقتصاد الأمريكى سوف يتأثر سلبًا جراء هذه الخطوة غير المحسوبة من دونالد ترامب،  مؤكدين أن الولايات المتحدة واحدة من أكثر الدول ديونًا، كما إنها تعانى من تعاظم نسب البطالة، واتساع رقعة الفقر بين قطاعات كبيرة. وشددوا على أن الاقتصاد الأمريكى سوف يدخل فى دائرة المعاناة المباشرة جراء فرض الرسوم الجمركية، لا سيما أنها سوف تقود بشكل مباشر إلى ارتفاع جنونى فى الأسعار، سوف ينعكس مباشرة على المواطن الأمريكى نفسه، متوقعين إن هذا القرار سوف يقود إلى انهيار البورصات وارتفاع التضخم فى أكريكا وأوروبا وارتفاع الركود الاقتصادى العالمى وانهيار القطاع العقارى الصينى ومن ثم إعلان الحرب العالمية التجارية.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية