عامر محمود يكتب: حكايتى مع "ثعلب الإخوان".. محمود عزت المرشد الفعلى منذ وفاة مصطفى مشهور.. رفض الحديث عن العدد الحقيقي لأعضاء الجماعة .. وقيادى بارز يدخل فى وصلة ضحك بعد وصف "عزت" بـ"الراجل الطيب"
أدرك جيدا أن البعض قد يتصور أن هذا اللفظ قاس جدا حينما يطلق على شخص ما، كما أدرك أن بعض "نشطاء السبوبة" وأصحاب الزي الليبرالي "المزيف" سيكيلون الشتائم وربما يحولون الأمر لكونه ضد حقوق الإنسان!
ورغم إدراكي لذلك، إلا أن لدي يقين أن الدكتور محمود عزت "المرشد العام المؤقت" لجماعة الإخوان هو رأس البلاء والمخطط لعمليات القتل والتخريب التي وقعت في مصر منذ 25 يناير 2011.
وهو يقين مبني على معلومات واضحة، كونتها على مدى ما يزيد على 10 سنوات كاملة قضيتها قريبا من بعض أصحاب القرار داخل جماعة الإخوان.
بالأمس، استرجعت كل معلوماتي وتذكرت كل ما سربه لي بعض قادة الجماعة، وبالمناسبة بعضهم في السجون الآن وبعضهم الآخر ينتظر دوره.
أثناء قيامي باسترجاع معلوماتي، توقفت عند جلسة من إحدى الجلسات التي جمعتني بالدكتور محمود عزت وكانت في عام 2007، حينما كان الرجل أمينا عاما لجماعة الإخوان وكان يمثل قوة غامضة داخل الجماعة، حينها تحدثت مع "عزت" الذي أخبرني وقتها أن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك كان عضوا نشطا في جماعة الإخوان وانقلب على الجماعة فيما بعد!
الحقيقة، أنني لم أصدق الرجل إلا أنه سرد لي بعض المعلومات التي تثبت كلامه وأتذكر أني نشرتها كاملة في حوار مع الرجل في جريدة الأحرار!
ومن ضمن ما استرجعت أيضا، جلسة أخرى جمعتني بـ"عزت" في مقر مكتب الإرشاد بالمنيل، وقتها سألت الرجل عن إحصائية دقيقة عن أعضاء الجماعة وعن ميزانيتها ومصادر تمويلها، فأخبرني أن هذا الأمر لا يصح الآن لأن الجماعة معرضة للخطر، وأن الإخوان سيعلنون عن كل ذلك حينما يصبح الجو العام مناسبا.
ومرت عدة أعوام على هذه الجلسة، حتى جاء عام 2012 وبات الإخوان هم المتحكمون في كل شيء فاتصلت بالرجل لأذكره بوعده الخاص بالإعلان عن كل إحصائيات الجماعة فقال لي وقتها "الوقت لم يحن بعد"!
"قيادي مهم"، آخر داخل الجماعة مازال خارج السجن أخبرته يومها بما كان بيني وبين "عزت"، فقال لي حرفا: "يا عم عامر الدكتور هو من يملك كل شيء داخل الجماعة منذ وفاة الحاج "مصطفى مشهور"، وهو المرشد الفعلي وكل اللي انت شايفهم دول "بارفانات".
"ياالله".. قلت محدثا القيادي "يعني كله في إيد الراجل الطيب ده".. فجاءت إجابته بصورة لم أتوقعها أبدا.. فقد شعرت أنه فقد اتزانه من كثرة الضحك وهو يردد "الطيب" كررها كثيرا للدرجة التي دفعتني لأن أنبهه أننا على "كافيه"، ومن الممكن أن يسمعنا أحد فتغيرت نبرة الرجل لنبرة جادة للغاية وقال لي: "عارف أنا من فترة مضحكتش كده، لكن انت أول ما قولت عن عزت إنه "راجل طيب" مقدرتش امسك نفسي.. يا أخ عامر عزت ده ثعلب الجماعة وداهيتها ومش الجماعة بس لا ده بيدير كل حاجة جوه التنظيم الدولي".
أدركت وقتها أنني أمام "داهية"، يجيد التعامل مع كل شيء بهدوء يحسد عليه وقررت أن أبحث عما يخفيه الرجل.
وبعد رحلة بحث، حصلت على معلومات جعلت تفكيري مشوشا بعض الشيء وتعجبت فكيف لرجل أن يفعل كل تلك الأشياء ويبات مرتاح الضمير.
اكتشفت أن الفرقة "95 إخوان"، لم تكن وهما وأن فرقة "الردع" لم تكن ضربا من الخيال وأن لجنة "المواجهة" كانت موجودة على أرض الواقع، والأكثر إثارة أنني تيقنت أن هذه الفرق واللجان التي يشرف عليها "محمود عزت" مهمتها محددة وواضحة وهي "القتل".
أجل، فالمهام المكلفة بها هي "القتل" والترويع والتخويف والاختطاف.. لم لا فكل هذه اللجان والفرق يشرف عليها شخص واحد هو "السفاح" محمود عزت التلميذ النجيب لعبدالرحمن السندي ومصطفى مشهور قادة النظام الخاص داخل الإخوان الذي كانت مهمته هي "القتل" أيضا.