رئيس التحرير
عصام كامل

جرائم إسرائيل لا يمحوها الزمن.. مذبحة مدرسة بحر البقر في الذكرى 55

مجزرة بحر البقر
مجزرة بحر البقر

في 8 أبريل 1970، ارتكبت إسرائيل إحدى أبشع الجرائم في تاريخها العسكري، حيث شنت غارة جوية على مدرسة بحر البقر الابتدائية في محافظة الشرقية، مما أسفر عن استشهاد 30 طفلًا وإصابة 50 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء. 

وهذه الجريمة، التي أودت بحياة زهور المدرسة البريئة، لا تمحى بمرور الزمن، ولا يزال تأثيرها يجلجل في الذاكرة الجماعية للمصريين والعالم. 

وفي هذا التقرير، نستعرض الحادثة المفجعة التي هزت ضمير الإنسانية في الذكرى 55 لهذه المذبحة.

موقع المدرسة
تقع مدرسة بحر البقر في قرية بحر البقر بمركز الحسينية في محافظة الشرقية، وهي إحدى القرى الريفية الصغيرة التي يعيش أهلها على الزراعة. 

وهذه القرية كانت بعيدة عن خط المواجهة في مدن القناة، حيث كان المصريون يقومون بعمل كمائن ضد العدو على شاطئ القناة. 

ومع ذلك، لم تسلم المدرسة من غارات الطيران الإسرائيلي، الذي استهدفها في فجر يوم 8 أبريل 1970.

يوم الحادث

في صباح يوم الأربعاء 8 أبريل 1970، وفي الساعة التاسعة وعشرين دقيقة، حلقت خمس طائرات فانتوم إسرائيلية فوق المدرسة، وأعادت الطائرات قصفها بعد أن رأت الأطفال يلعبون في ساحة المدرسة. لم يكن في عيون طياريها أي أثر للرحمة أو الشفقة. 

 

قذفوا خمسة قنابل، وزن كل منها 1000 رطل، لتسقط على المدرسة المليئة بالأطفال، مما حول فصول المدرسة إلى مقبرة جماعية في لحظات معدودة. 

وتجسد هذا الهجوم الوحشي صورة من صور العدوان الإسرائيلي على الشعب المصري، دون أن يراعي الطيران الإسرائيلي البراءة التي كانت تحت أيديهم.

عدد الضحايا

في دقائق معدودة، سقط 30 شهيدًا من زهور المدرسة البريئة، بينهم العديد من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 12 عامًا، و50 آخرين أصيبوا، بينهم 11 عاملًا ومدرسًا. كانت المجزرة مؤلمة وعميقة، حيث أسفر الهجوم عن مقتل هؤلاء الأطفال الأبرياء الذين لا علاقة لهم بأي نزاع، وجرح آخرين إصاباتهم تتراوح بين المتوسطة والخطيرة.

العناية الإلهية

كان عدد التلاميذ في المدرسة وقت الحادث حوالي 130 تلميذًا، تتراوح أعمارهم بين 6 و12 عامًا، لكن في ذلك اليوم، كان الحضور أقل من المتوقع، حيث حضر حوالي 86 تلميذًا فقط، وهو ما أسهم في تقليل حجم الخسائر. ورغم ذلك، لم تخفف العناية الإلهية من حجم الصدمة الإنسانية التي خلفتها الجريمة.

رد الفعل العالمي

المجتمع الدولي كان مشهدًا منقسما في ردود أفعاله تجاه هذه المجزرة. الأمم المتحدة، التي غالبًا ما كانت تتخذ موقفًا حياديًا في مثل هذه الحالات، لم تصدر أي بيان رسمي حول الحادث. 

ومن جانب آخر، أعرب الفاتيكان عن حزنه الشديد على فقدان هؤلاء الأطفال الأبرياء، بينما أبدت بريطانيا أسفها العميق للحادث، وأدانته يوغوسلافيا بشدة، وأرسلت برقيات احتجاج إلى الحكومة الإسرائيلية. 

أما الاتحاد السوفيتي فقد كان له موقف واضح، حيث اعتبر أن إسرائيل لم تتمكن من محاربة الجيش المصري بشكل مباشر، فانتقمت من الأطفال بدلًا من ذلك، واعتبرت هذه الهجوم بادرة على عجز إسرائيل.

أما الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي لإسرائيل، فقد أصدرت بيانًا اعتبرت فيه أن الحادث جاء بسبب انتهاك لوقف إطلاق النار بين الجانبين، دون التطرق إلى حقيقة أن الضحايا كانوا من الأطفال الأبرياء.

الرد الإسرائيلي
في محاولة لامتصاص الانتقادات الدولية، خرج المندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة بتفسير غريب، حيث ادعى أن الأطفال الذين قُصفوا كانوا يرتدون زيًا كاكيًا، وكأنهم جنود يتدربون على الحرب، في تبرير لا يعكس سوى قمة البؤس الأخلاقي. 

بينما أعلنت إذاعة إسرائيل أن الأطفال كانوا أعضاء في منظمة تخريبية عسكرية، وهو ما أثار المزيد من الانتقادات الحادة من المنظمات الإنسانية في العالم، ووصفته بأنه "نقطة سوداء في تاريخ الجيش الإسرائيلي" الذي طالما تمسك بقوة ضرباته العسكرية على الأبرياء.

الرد المصري
كان الرد المصري على هذه الجريمة سريعًا، حيث دعت الحكومة المصرية إلى اجتماع عاجل لسفراء الدول الأجنبية بالقاهرة، وأرسلت مذكرة رسمية إلى مساعد السكرتير العام للأمم المتحدة للاحتجاج على هذا الهجوم الهمجي. 

وفي خطوة دبلوماسية، طالبت مصر بعقد اجتماع عاجل للدول الأعضاء لمناقشة هذا الحادث الأليم.

التحرك العسكري الداخلي
لم تقتصر تداعيات المجزرة على الجانب السياسي والدبلوماسي، بل كان لها تأثير كبير على التحرك العسكري المصري. الحادث دفع القوات المسلحة المصرية إلى تسريع بناء حائط الصواريخ، الذي اكتمل في 30 يونيو 1970، بعد شهرين فقط من المجزرة. 

كما قبلت مصر اتفاقية روجرز، التي كانت بمثابة صفعة قوية لإسرائيل، حيث تمكّن الدفاع الجوي المصري من تحييد الطائرات الإسرائيلية وإضعاف قواتها الجوية التي كانت تسعى للاعتداء على المدنيين الأبرياء.

الثأر الكبير
وبعد سنوات من هذه الجريمة، جاء الثأر لأرواح الشهداء في حرب أكتوبر 1973، حين تمكنت القوات المسلحة المصرية من تحقيق انتصار كبير في 6 أكتوبر 1973، بما في ذلك استعادة الأرض والتفوق العسكري على العدو.

 وكان انتصار أكتوبر بمثابة الرد القوي والشجاع على الجرائم الإسرائيلية، بما في ذلك مذبحة بحر البقر التي ستظل خالدة في ذاكرة الأجيال.

في الذكرى الخامسة والخمسين لمذبحة مدرسة بحر البقر، تظل هذه الجريمة جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، حيث يرفض المصريون نسيان مذبحة الأطفال الذين سقطوا ضحايا الطائرات الإسرائيلية، وتظل هذه الجريمة رمزًا لعنف الاحتلال الإسرائيلي ضد الأبرياء، وذكرى مؤلمة لن تمحوها السنون.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية