لماذا عادت إسرائيل للعدوان على قطاع غزة؟.. إخضاع حماس وتغيير شروط المفاوضات أبرز أهداف تل أبيب.. بيومي: الدول العربية تملك العديد من الأوراق في ملف غزة

بعد هدنة قصيرة عاد جيش الاحتلال الإسرائيلى للعدوان مرة أخرى على قطاع غزة، منهيا بذلك اتفاق وقف إطلاق النار من ناحية، ومن ناحية أخرى تسبب فى تعقيد الانتقال للمرحلة الثانية من مفاوضات تبادل الأسرى.
وتوضح الوقائع أن العدوان الإسرائيلى هذه المرة لا يقل عنفا عن المرحلة الأولى، إذ سقط مئات الشهداء والمصابين فى غضون أيام قليلة من الهجوم البرى والجوى والبحرى الذى شنه جيش الاحتلال، وهناك تحركات مصرية وعربية لوقف هذا العدوان، وعرقلة خطط نتنياهو وحكومته فى قطاع غزة.
ولم تقتصر الانتهاكات الإسرائيلية على الحصار فقط، بل استمرت عمليات القصف وخرق الهدنة، مما أسفر عن سقوط المزيد من الضحايا.
وتناور إسرائيل بهذه الضربات فى محاولة لفرض شروطها والضغط على حماس من أجل القبول بالمقترح الإسرائيلى الأمريكى بتمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل، وإبرامها دون الوصول للمرحلة الثانية، وإلا ستعود إسرائيل للحرب والقتال على غرار سابقتها ما قبل الاتفاق على وقف إطلاق النار، وهو ما يعيد المفاوضات بين الاحتلال وحماس إلى نقطة الصفر.
وتوضيحًا لأهداف إسرائيل من المرحلة الثانية من العدوان، قال الدكتور أحمد رفيق عوض رئيس مركز إدارة القدس للدراسات المستقبلية: إن أهداف إسرائيل من المرحلة الثانية للعدوان الأخير على غزة إخضاع حركة حماس أولًا للشروط الإسرائيلية أو استسلامها.
ثانيًا: تخليص غزة من سلاحها وإضعاف حركة حماس من الناحية العسكرية والسياسية والإدارية، لأنه فى الوقت الحالى الاغتيالات تكون للقيادات الإدارية والسياسية، بالإضافة إلى محاولة تهجير السكان من قطاع غزة أو تقليل عددهم بشكل كبير جدًا، كما يهدف المخطط الإسرائيلى إلى تدمير القطاع بشكل كبير حيث لا يعد قابلا للحياة وهذا هو المطلوب، كما أن إسرائيل تستهدف عمليًا الفصل بين قطاع غزة وبين الضفة الغربية المحتلة.
من جانبه قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس: إن الاحتلال أعلن بشكل واضح أنه لا يريد أن ينتقل إلى المرحلة الثانية ووضع شروطا جديدة للانتقال للمرحلة الثانية، تتمثل هذه الشروط فى عدة نقاط منها: إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين فقط على دفعتين، وليس على عدة دفعات كما تم الاتفاق عليه فى شروط الهدنة السابقة.
ثانيًا: أنه لا انسحاب كامل لجيش الاحتلال الإسرائيلى من قطاع غزة، لأن هناك حاجات أمنية لإسرائيل يجب أن يتم ضمانها، ومن ضمنها وجود احتلال إسرائيلى فى جيوب أمنية داخل قطاع غزة فى محور فيلادلفيا ومعبر رفح، وفى منطقة نتساريم والشمال الغربى لمدينة غزة، فهم يصرون أنه لا انسحاب كامل للاحتلال من قطاع غزة.
الأمر الآخر، هو تفكيك سلاح حماس بمعنى أن يتم تسليم سلاح حماس من خلال تشكيل قوة عربية ودولية لاستلام ذلك، وبالتالى هم يضغطون بضرورة تسليم سلاح حماس فى المراحل الثانية، ولا يوجد من قبلهم التزام بالمرحلة الثانية كما نص عليه قرار 2735، وبالتالى هذا ما يخطط له الاحتلال، وهذا ما يريده فهو المعيق الأساسى فى ذلك، وهو انقلاب فى قرار 2735.
إلى ذلك يقول الدكتور أحمد يوسف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن لدى نتنياهو أهدافا عديدة من وراء هذا العدوان على غزة، أبرزها عدم رغبته فى إنهاء الحرب،لأنه يعلم أن ذلك يمثل نهاية عمله السياسي، وسيكون مصيره المحاكمة، كما أنه يسعى لإعادة إيتمار بن غفير إلى حكومته لكبح أى محاولات لإسقاطها.
وأضاف “يوسف” أن اليمين المتطرف يسعى لتنفيذ خطة ترامب بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وذلك من خلال قطع الطريق على أى محاولات لإعادة إعمار القطاع.
وشدد يوسف على أهمية ممارسة ضغوط سياسية واقتصادية على حكومة نتنياهو بالتوازى مع الجهود الدبلوماسية المصرية والعربية لحشد الرأى العام الدولى لإجبار إسرائيل على وقف العدوان على قطاع غزة، والشروع فى خطة إعادة إعمار القطاع دون تهجير الفلسطينيين والتى اقترحتها مصر وحظيت بدعم عربى وعالمى كبير.
كما أكد الدكتور أحمد يوسف أن التحرك القانونى ضمن الأوراق التى تمتلكها الدول العربية، فبإمكان العرب أن يقوموا برفع قضايا بشكل منفرد أو جماعى أمام محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية ضد دولة الاحتلال، لتشكل ضغطا كبيرا على رئيس الورزاء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وأعضاء اليمين المتطرف، وهذه القرارات ستكون بمثابة حصار لهذه الحكومة المتطرفة وستجعلها منبوذة من العالم بأثره.
من ناحية أخرى، قال السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية السابق: إن الجهود الدبلوماسية التى بذلتها مصر نجحت فى الترويج للخطة التى اقترحتها القاهرة لإعادة إعمار غزة، وظهرت فاعلية الدور المصرى فى ملف غزة من خلال حشد الجهود العربية وتوحيد الصف وهو ما تسبب فى عرقلة خطط الرئيس الأمريكى ترامب.
وأضاف “بيومي” أن حكومة نتنياهو أدركت صعوبة تحقيق خطط ترامب فى غزة، ولذلك بدأت فى شن مرحلة ثانية من العدوان على القطاع وقطع كافة المساعدات الإنسانية كمحاولة يائسة لإجبار أهالى غزة على النزوح نحو الأراضى المصرية.
وتابع “بيومي” أن الدول العربية لديها العديد من الأوراق فى ملف غزة بعضها من خلال إدارة الرئيس الأمريكى ترامب وهو الذى يعتبر المحرك الفعلى لحكومة نتنياهو ولديه القدرة للضغط على نتنياهو لوقف الحرب.
وأشار إلى أن ترامب لديه اهتمامات اقتصادية أكثر من التحركات العسكرية، فهو يطمح لحصد استثمارات عربية ضخمة خلال فترة رئاسته، فحصل على تعهدات من السعودية والإمارات باستثمار مبالغ مالية تفوق 2 تريليون دولار، ويمكن للدول العربية خاصة السعودية والإمارات وقطر ممارسة ضغوط كبيرة على ترامب، للضغط على حكومة نتنياهو لوقف العدوان على غزة والعودة لطاولة المفاوضات.
نقلا عن العدد الورقي
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا