رئيس التحرير
عصام كامل

سيناريو الخيانة.. الجماعة الإسلامية كانت تخطط للانقلاب على الإخوان والاستيلاء على الحكم.. مصدر بالجماعة: ثورة 30 يونيو أفسدت مخططاتنا ولذلك أيدنا مرسي.. والإخوان أقصت الكل حتى الإسلاميين

الرئيس المعزول محمد
الرئيس المعزول محمد مرسي

"مرسي لم يكن رئيسًا لمصر ولا حتى للإسلاميين، ولكنه كان رئيسًا لجماعة الإخوان المسلمين فقط، تجاهلنا جميعًا، لذلك كنا نستعد نحن تحالف الجماعة الإسلامية للقضاء على جماعة الإخوان عن طريق خوضنا لانتخابات مجلس الشعب، وإزاحة مقاعدهم؛ لأنهم أقلية خصوصًا بعد انفصالهم عن باقي جماعات التيار الإسلامي"، هكذا قال لي مصدر من داخل الجماعة الإسلامية بعد قيام ثورة 30 يونيو.

وتابع عضو الجماعة الإسلامية: "الإخوان أقلية لا يشكلون قوة لوحدهم، ولذلك خططنا لإقصاء الدكتور محمد مرسي وجماعته؛ ليكون الحكم للجماعة الإسلامية ولكن ما قام به السيسي قضى على كل ذلك بانقلابه العسكري بحسب تعبيره.

ووفقا لتصريحات المصدر القيادي بالجماعة الإسلامية فإن الجماعة ترى أن ما قام به الفريق أول عبد الفتاح السيسي - وزير الدفاع - قضى على مخططاتهم لإقصاء مرسي وجماعته من كرسي الحكم وتولي الحكم بعده، وهذا هو السبب في دعم الجماعة الإسلامية للإخوان بقوة عقب عزل مرسي؛ لأنهم يريدون أن يكملوا مخططهم ضد الإخوان ولكن من المستحيل أن ينفذوا ذلك بعد الذي قام به السيسي من عزل مرسي ووضع خارطة طريق للفترة المقبلة.

ولم تكتف الشرطة والجيش بإفساد خطة الجماعة الإسلامية في اقتناص الحكم من الإخوان؛ حيث توالت حملة القبض على قادة الجماعات الإسلامية، ومن أبرز المعتقلين محمد الظواهري الذي أدلى باعترافات خطيرة أمام النيابة تدين خيرت الشاطر، وتؤدي به إلى الإعدام؛ حيث فجر الظواهري مفاجأة من العيار الثقيل عندما اعترف بأن خيرت الشاطر دفع مبلغ 25 مليون جنيه للجماعات الإرهابية في سيناء لقتل جنود رفح، وتتوالى المفاجآت بعد محاولة قادة الجماعات الإسلامية النجاة من الطوفان، الذي تسببت فيه جماعة الإخوان وقادتها إلى التيار الإسلامي كله.

الجدير بالذكر أن العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي شابها التوترات والجدل، فمنذ زمن والخلافات متعددة بينهم، وعلى سبيل المثال تحالفت جماعة الإخوان والسلفيون لمواجهة الليبراليين والعلمانيين ومنع وصولهم للسلطة والحكم، لكن التاريخ يشهد عليهم بالخلافات بينهما من النواحي الشرعية والدينية، فالسلفية لها عقيدة ومنهج يختلف عن منهج وعقيدة الإخوان ولم يحدث أن اتفقوا معًا يومًا ما إلا في فترة الانتخابات الرئاسية، خاصةً بعد خروج حازم أبو إسماعيل من الترشيح للرئاسة عن الجبهة السلفية، وفي ذلك الوقت لم يعد هناك مرشح ينتمي للتيار الإسلامي بشكل عام إلا محمد مرسي، فكان حتمًا على السلفيين وباقي التيارات الإسلامية أن تضم أصواتها إلى جماعة الإخوان لمواجهة كل من هو خارج عن التيار الإسلامي، وكانت النتيجة فوز محمد مرسي كمرشح للرئاسة عن جماعة الإخوان.

وبعد وصول الإخوان لحكم مصر والتحكم في مؤسسات الدولة حان الوقت لتنفيذ الوعود والمطالب التي تم الاتفاق عليها بينهم وبين باقي التيارات الإسلامية، ولكن لم تتحقق تلك الوعود بينهم وأخلت جماعة الإخوان بوعودها لحلفائها من باقي التيارات الإسلامية، بالإضافة إلى القيام بأمور لم يرحب بها السلفيون بشكل عام كتعاونهم مع الشيعة وفتح الباب لإيران لدخول مصر على الرغم من أن جماعة الإخوان تعلم جيدًا قوة الخلاف بين السنة والشيعة.

وكان لعلماء السنة بمصر ردود فعل قوية في ذلك الوقت على تصرفات وقرارات جماعة الإخوان ومن ضمن المعارضين في ذلك الوقت الشيخ محمد حسان والشيخ أبو إسحاق الحويني وقاموا بتوجيه رسائل قوية إلى الرئيس المعزول محمد مرسي، عبروا فيها عن غضبهم الشديد لفتح باب مصر للشيعة، وبالرغم من ذلك لم يستحب الرئيس المعزول لتلك النداءات، مما أدى إلى حدوث فجوة عميقة بين جماعة الإخوان وباقي جماعات التيار الإسلامي.

وبذلك تكون جماعة الإخوان احتلت الحكم وحدها دون باقي الجماعات المنتمية للتيار الإسلامي، وأخلفت بوعودها بأن تشارك باقي الجماعات الإسلامية في الحكم، مما زاد الغضب لدى تلك الجماعات ضد جماعة الإخوان.
الجريدة الرسمية