رئيس التحرير
عصام كامل

من محمد علي باشا إلى البرهان، حكاية القصر الجمهوري في السودان (فيديو)

البرهان داخل القصر
البرهان داخل القصر الجمهوري، فيتو

تحرير القصر الجمهوري، تمكن الجيش السوداني بعد عامين من القتال مع ميلشيا الدعم السريع، من السيطرة على القصر الجمهوري، وتحرير العاصمة "الخرطوم" من المتمردين.

وصول الفريق البرهان على متن طائرة إلى الخرطوم

ووصل الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، على متن طائرة عسكرية أقلته من بورتسودان، إلى مطار الخرطوم بعد تحريره من قبضة الدعم السريع، وانتقل بعدها وسط رجال الجيش إلى القصر الجمهوري، معلنا تحريره وانتهاء الأمر –في إشارة إلى القضاء على التمرد- وسط تسرب تقارير صحفية حول فرار قادة الدعم السريع بدون تعليمات من محمد حمدان دقلو الشهير بـ "حميدتي".

يعد القصر الجمهوري في العاصمة "الخرطوم" واحدًا من أهم المعالم السياسية والتاريخية في السودان. بينما يؤرخ القصر القديم لبدايات اتخاذ الخرطوم عاصمة للسودان، فإن القصر الجمهوري الحديث ظل شاهدًا على التحولات السياسية الكبرى في الدولة.

القصر الجمهوري في السودان يحمل رمزية تاريخية 

رمزية القصر الجمهوري السوداني لم تقتصر على دوره السياسي، بل تمتد إلى الحياة اليومية للمواطنين، حيث ظهرت صورته على الطوابع البريدية والعملات الورقية، وأصبح اسمه مرتبطًا بالشارع الرئيسي المؤدي إليه من جهة الجنوب، والذي كان يُعرف سابقًا باسم شارع فيكتوريا.

كما ظل القصر الجمهوري على مر السنين، مركزًا للقرار الوطني وموقعًا لكثير من الأحداث التي شكلت تاريخ السودان، مما يجعله رمزًا عريقًا يمزج بين الماضي والحاضر.

بناء بيت الحكمدار في عهد محمد علي باشا 

وحسب الرئاسة السودانية، فإنه منذ استيلاء محمد علي باشا على السودان سنة 1821 م، أصبحت البلاد تخضع للحكم الاستعماري التركي المصري ( 1821 - 1885 م ) وتحت ولاية مصر، وكان يحكم السودان فى هذه الفترة حاكم يُلقب بحكمدار عام السودان، وتحولت العاصمة من عاصمة دولة الفونج ( 1504 - 1821 م )  سنار إلى مدينة ود مدنى وفى عهد الحكمدار عثمان بك جركس (1824 - 1825 م ) اتخذ مدينة الخرطوم مقرًا له وبدأ في نقل الدواوين الحكومية من ود مدنى إلى الخرطوم تدريجيًا حتى تم الانتقال النهائي واتخاذ الخرطوم عاصمة لإدارة حكم السودان في عام 1830 م.

 

وضع الحكمدار محو بك أُورفلى ( 1825- 1826 م) أول بناء للقصر من الطين اللبن، على شكل مستطيل خصصه كمقر لإدارة حكم السودان وسكنًا له وكان يعرف باسم "سراي الحكمدارية" وكان ذلك سنة 1825 م. ويقع قصر الحكمدارية على الضفة الجنوبية  للنيل الأزرق على بعد أقل من كيلومتر من ملتقى النيلين الأبيض والأزرق.

 

تعديلات على قصر الحكمدارية في عهد محمد علي باشا 

وفي عهد الحكمدار على خورشيد باشا ( 1826 - 1838م ) أدخلت بعض الإضافات والتحسينات على مبنى قصر الحكمدارية واكتمل سنة 1834 م. كما أنشأ مبنى المديرية ونقل إليه دواوين ومصالح إدارة الدولة وظل قصر الحكمدارية مقر إقامة الحكمدار وأسرته.

القصر الجمهوري، فيتو
القصر الجمهوري، فيتو

وقام الحكمدار عبد اللطيف باشا عبد الله  ( 1849 - 1851 م ) بهدم مبنى الطين ( قصر الحكمدارية ) وأعاد تشييده سنة 1851م مستعينًا بالطوب الآجر المنقول من بقايا خرائب مدينة سوبا الأثرية وبعض المباني القديمة بأبي حراز الواقعتين على الضفة الشرقية للنيل الأزرق.

وتتكون ( السراي ) الجديدة من طابقين ومكحل بالحجارة من الخارج وبه جناح للزوار وجناح خاص بالنساء وتحيط به حدائق بها أنواع مختلفة من الأشجار كالنخيل والعنب. وظل قصر الحكمدارية مقرًا للحكمدار حتى قيام الثورة المهدية.

 

قصة القصر الجمهوري مع حكم الدولة المهدية 

ومع بداية حكم دولة المهدية ( 1885 - 1898 م ) التي أنهت الحكم التركي المصري، وقتلت آخر الحكمداريين شارلس جردون على درج السلم بقصر الحكمدارية فى 26 يناير 1885 م.وبعدها بدأت فترة حكم وطنى وتم هدم مبنى قصر الحكمدارية وهجرت مدينة الخرطوم وتحولت العاصمة إلى مدينة أم درمان على الضفة الغربية للنيل، وأصبحت هي  العاصمة ومقرًا لحكم دولة المهدية "بيت الخليفة" حتى قيام الاستعمار الثنائي الإنجليزي المصري.

 

في فترة الاستعمار الإنجليزي (1898 - 31 ديسمبر 1955 م ) أُعيد بناء الخرطوم مرة أُخرى لتكون عاصمة للسودان وقام هيربرت كتشنر باشا أول حاكم عام للسودان بإعادة بناء القصر للمرة الثالثة سنة 1899م. 

youtube

وقام بناؤه على الأساس الحجري لقصر الحكمدارية المهدم وفى عام 1900م اكتمل جزء كبير من مبنى القصر وأقام فيه الحاكم الثانى السير ريجنالد ونجت حتى اكتملت بقية المخطط العام لمنشآت القصر وملحقاته بحلول العام 1906 م. وشيد بالطوب الأحمر، إلا أن أركانه بنيت بالحجر الرملى. 

 

ويتكون القصر من طابق أرضى وطابقين علويين وله ثلاث أجنحة جناح رئيسى يقابل النيل الأزرق ويمتد إلى الناحية الشرقية والغربية وكما شيد جناحين بالجهة اليمني والآخر بالجهة اليسرى يمتدان من الجناح الرئيسى إلى جهة الجنوب، والبناء كله يمثل نصف مربع وبعد بناء مبنى المديرية إلى الغرب من قصر الحاكم العام (وزارة المالية حاليًا) انتقلت مكاتب السكرتير الإدارى والمالى إليه. وظل قصر الحاكم العام مقرًا وسكنًا لحاكم عام السودان طيلة فترة الاستعمار الثنائى الإنجليزى المصرى. وبلغت المساحة الكلية للقصر فى خلال تلك الفترة ( 74000 ) متر مربع.

 

بناء القصر الجمهوري عقب استقلال السودان عن بريطانيا ومصر

في الأول من يناير سنة 1956 م، نال السودان استقلاله عن بريطانيا ومصر، وتم إنزال علمى بريطانيا ومصر ورفع علم السودان فوق سارية مبنى القصر.

وظل القصر المقر الرسمى لرئاسة جمهورية السودان ورمز السيادة الوطنية، وأصبح يعرف باسم القصر الجمهورى، وبه مكاتب أعضاء مجلس السيادة وإدارات رئاسة الجمهورية.

وكان لرئيس الوزراء مقر ومكاتب فى موقع آخر "وزارة الشباب والرياضة حاليًا" وفى فترة الحكومات الوطنية اللاحقة خصص كمقر لرئيس الجمهورية ونوابه ومساعديه ومستشاريه بعد إلغاء نظام المجلس الرئاسى الخماسى "مجلس السيادة".

كما خصص الطابق الثانى كمضيفة رسمية لضيوف البلاد من الملوك والرؤساء عند زيارتهم للسودان حتى 1974م وبالإضافة لمواقع أخرى خارج القصر استخدمت أيضًا كمقار للضيافة. ويعتبر الرئيس الأسبق الفريق إبراهيم عبود الرئيس الوحيد من رؤساء السودان في العهد الوطنى الذى سكن داخل القصر الجمهورى، حيث شيد مقرًا لسكنه فى الجزء الجنوبى الغربى من القصر الجمهورى سنة 1960 م.

وتم إضافة مساحات جديدة لمجمع القصر الجمهورى فى الجانب الجنوبى فى عام 1971 م، كما تم إنشاء مبانٍ إضافية لإدارات القصر والحرس الجمهوري وجراج السيارات داخل مجمع القصر الجمهورى فى الفترات الوطنية المتعاقبة على الحكم. ومؤخرًا تم إضافة مساحات أخرى للقصر الجمهورى فى الجانب الشرقى لتصبح المساحة الكلية للقصر الجمهورى حاليًا 150 ألف متر مربع.

 

القصر الرئاسى الجديد:

كان الاحتياج لإنشاء قصر رئاسى جديد يُلبى احتياجات ومهام ووظائف رئاسة الجمهورية لتواكب العصر والتطور التقنى، وكانت هناك محاولات لإنشاء القصر الرئاسي الجديد خلال الحكومات السودانية السابقة. 

وتم الاتفاق على إنشاء قصر رئاسي جديد، إبان زيارة الرئيس الصيني خوجين تاو للسودان عام 2007، وقتها وتم توقيع عقد وإجازة تصميم مبنى القصر الرئاسى الجديد بعد إكمال كافة الدراسات الفنية حول المشروع فى عام 2009. 

كما تم توقيع عقد التنفيذ فى 25 نوفمبر 2010، وبدأ عمل المشروع فى مارس 2011، وافتُتح رسميًا فى 26 يناير 2015 على يد الرئيس المعزول عمر البشير، ورُفع العلم فوق سارية القصر الرئاسى الجديد إيذانًا بانتقال قيادة رئاسة الجمهورية للقصر الرئاسى الجديد.

مجمع القصر الجمهوري بعد إعادة تشييده من الصين

يقع مجمع القصر الجمهورى على الضفة الجنوبية للنيل الأزرق ويحده من الشمال شارع النيل ومن الجنوب شارع الجامعة ومن الشرق شارع أبوسن ومن الغرب شارع مهيرة ومنذ تخطيط  مدينة الخرطوم وضع القصر الجمهورى ليكون نقطة تقسيم مدينة الخرطوم إلى قسمين وقامت على جانبين من الشرق الغرب الوزارات والمصالح والدواوين الحكومية ومن الناحية الجنوبية المؤسسات الخدمية. 

تبلغ مساحة مجمع القصر الجمهوري ( 150) ألف متر مربع، ويقع على مساحة قدرها 5300 متر مربع، مبنى القصر القديم يقع فى مساحة قدرها ( 1926 ) متر مربع، إضافة إلى مبانى وكالة رئاسة الجمهورية وإداراتها، وتقع مقر الإدارات فى الجزء الشرقي لجمع رئاسة الجمهورية، وتضم  قيادة لواء الحرس الجمهورى، والمتحف والمكتبة، والحدائق والمسطحات الخضراء، والمسجد.

 

 

 

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية