طاهر أبو فاشا.. ما تيسر من سيرة صاحب القيثارة السماوية.. تخرج في دار العلوم وعمل مدرسًا.. تنوعت أشعاره بين العامية والفصحى.. والحزن على زوجته وابنه ينهي مسيرته

طاهر أبو فاشا ، تنوعت أشعاره بين العامية والفصحى، وتميزت العامية منها ببساطتها ودقة تعبيرها، والفصحى بلغة عربية سليمة وسحر خاص في تصوير المواطن الجمالية المختلفة، ومن أشهر دواوينه: القيثارة السماوية، الأشواك، الليالى، دموع لا تجف، راهب الليل، أغانى العشق الإلهى التي غنتها أم كلثوم في فيلم رابعة العدوية أما مؤلفاته فهى: تحقيق مقامات بيرم التونسى، الهز القحوف في شرح قصيدة أبو شادوف، كما كتب فوازير رمضان “الف يوم ويوم”.
ولد الشاعر طاهر أبو فاشا عام 1908 بمدينة دمياط، حيث تلقى تعليمه الأولي، ونشأ في أسرة متوسطة، كان والده تاجر حبوب، وكان من المفترض أن يكتسب مهنة والده حيث تجري عادات وتقاليد دمياط، ولكن نظرًا لأن تجارة الحبوب راكدة، فقرر والده أن يُعلمه صناعة الأحذية، وبالفعل تمكَّن من تلك الصنعة، ولكنَه تركها لأنه كان الابن الوحيد لأسرته، وهذه الصنعة صعبة، فقررت والدته أن تُبعده عنها نهائيًّا، ثم بعد ذلك التحق بالمعهد الديني الملاصق لدكان والده، فحفظ القرآن كاملا في شهور قليلة مع تجويده، فكان يمكث في مكتبة المعهد طوال الوقت، حيث قرأ كثيرًا من الكتب التراثية، ثم انتقل إلى القاهرة ليلتحق بالأزهر، وهناك التقى بكبار الأدباء، والكُتاب أمثال حافظ إبراهيم ولطفي السيد، ولكنه فُصِل بسبب تظاهره مع الطلبة، لرغبتهم في إقامة حفل تأبين لأحمد شوقي، ولكنه ظل يكتب شكواه لكل المسئولين، حتى إنه كان يُنظِم شعرًا يتحدث عن الظلم الذي تعرَّض له، وبالفعل انتصر لنفسه، وتم إلغاء قرار الفصل، وعاد إلى المعهد.
تفرغ للشعر والادب
بعد ذلك التحق طاهر ابو فاشا بكلية دار العلوم، وبعد أن تخرَّج في الكلية، وكان من الثلاثة الأوائل، تم تعيينه بقرية من قرى أسوان، فلم يستطع العيش فيها لظروفها، فكتب شعرًا يُخاطب به المسئولين بعدم قدرته ومعاناته في ذلك المكان، فاستجابوا له، ونُقل إلى الواحات الخارجة،وعين بمدرسة " عنيبة " التي يقول عن أيامه فيها إنها كانت من أحلى أيامه، ثم نُقِلَ لوزارة المعارف.

عينه الوزير إبراهيم دسوقي أباظة سكرتيرًا بوزارة الأوقاف، فلما نقل (الباشا) وزيرًا للمواصلات نقله معه، وجعله وكيلا لمكتب بريد العباسية، فرئيسا للمراجعة العامة، وانتهى به الأمر فى وظيفة بإدارة الشئون العامة للقوات المسلحة، رئيسًا لقسم التأليف والنشر، وبقي فيها حتى أحيل للمعاش، فتفرغ للشعر والإبداع، ووجد طريقه إلى العديد من النوادى والمجالس الأدبية، ومنها ندوة "القاياتي" التى كانت تضم جمهرة من كبار الأدباء، من أمثال حافظ إبراهيم وعبدالعزيز البشري، وكامل كيلاني، وزكى مبارك.
برنامج افراح النيل فى الاذاعة
وتنوعت أشعار طاهر ابو فاشا بين العامية والفصحى، وتميزت العامية منها ببساطتها ودقة تعبيرها، والفصحى بلغة عربية سليمة وسحر خاص في إبلاغ المواطن الجمالية المختلفة، التحق طاهر أبو فاشا بالإذاعة، وكان أول أعماله في الإذاعة برنامج "أفراح النيل" مع الإذاعى كروان الإذاعة محمد فتحي، وقد أحدث ذلك البرنامج ضجة كبيرة في وقتها، وذلك ما شجعه على الاستمرار، وبعد ذلك توالت عليه البرامج الإذاعية إلا أنه لاحظ تأخره في كتابة القصائد والدواوين فألقى باللوم على الإذاعة التي شبهها بالجنية لأنها صرفته أكثر من ربع قرن عن الشعر الذي يُعتبَر عشقه الأول.

بدأ ظهور أول حلقة من البرنامج الإذاعى الرمضانى الشهير" ألف ليلة وليلة " في عام 1941، وكتب طاهر أبو فاشا ما يزيد على 50 عملًا إذاعيًا، إلى جانب ألف ليلة وليلة وفوازير رمضان التليفزيونية التي قدمت بعنوان "ألف ليلة وليلة"أيضا، كما قدم الأوبريت الإذاعى "رابعة العدوية " فى رمضان ايضا، طوال 26 عامًا عاش الناس وعلى مدى 800 حلقة إذاعية مع الشاعر والمؤلف الدرامى طاهر أبو فاشا، ومازال يذكره المستمعون بحلقاته الشهيرة من برنامج "ألف ليلة وليلة "مع صوت الفنانة زوزو نبيل بديباجتها المعروفة (بلغنى أيها الملك السعيد ذو الرأى الرشيد ) التي اعتادت الإذاعة المصرية تقديمها بعد الإفطار على مدى أكثر من ربع قرن، المسلسل يروي لنا بأسلوب مشوق استعراضي ورسوم متحركة قصص ألف ليلة وليلة، حيث في كل حلقة تروي شهر زاد قصة جديدة أو تكملة قصة وبداية قصة جديدة حتى يستمع إليها الملك دائما.
صوت الشباب أول إبداعاته
"قدم المؤلف الاذاعى طاهر أبو فاشا مجموعة من الصور الغنائية، منها "ملاح النيل"، و"أصل الحكاية"، و"الشيخ مجاهد"، كما أعد سلسلة "أعياد الحصاد"، وهى سلسلة درامية غنائية تمثيلية، وكتب عملًا دراميًّا غنائيًّا ضخمًا بعنوان "سميراميس"، كان مقررا أن تمثله أم كلثوم، لكنه توقف لأسباب غير معروفة، كما قدم للإذاعة مسلسل "ألف يوم" فى 600 حلقة، وقدم مجموعة كبيرة من الأغانى منها "نشيد الجيش"، و"نشيد الطيران"، وغنتهما أم كلثوم قبل عمل فيلم بنفس الاسم.
كما قدم طاهر ابو فاشا مجموعة من الدواوين الشعرية منها: "صوت الشباب" أول دواوينه، و"القيثارة السماوية"، و"الأشواك"، و"الليالي"، و"راهب الليل"، وقد ظل عنوان هذا الديوان وصفًا ملازمًا للشاعر، بالاضافة الى كتب أدبية وتاريخية وسياسية، منها "هز القحوف فى شرح قصيدة أبى شادوف"، و"الذين أدركتهم حرفة الأدب"، و"العشق الإلهي"، و"وراء تمثال الحرية"، و"تحقيق مقامات بيرم التونسي".
دموع لا تجف آخر دواوينه
وحصل طاهر ابو فاشا على جائزة الدولة التقديرية فى الاداب عام عن مشواره الادبى، وبعد وفاة زوجته نازلي المهدي عام 1979 عانى حزنًا شديدًا، وحاول التغلب عليه باستكمال إصدار دواوينه حتى كان ديوان "دموع لا تجف" عام 1987، والذي أهداه إلى ورح زوجته، وعبر فيه عن مدى الحزن والألم الذي ظل مسيطرًا عليه بعد فراقها، ومن أشعار رثائها التي كتبها في هذا الديوان قصيدة بعنوان "الكأس"، كما سيطر عليه شديد الألم بعد وفاة ابنه الأكبر فيصل بفترة قصيرة من وفاة زوجته ورثاه في العديد من القصائد ليرحل عن 81 عاما بعد معاناة الحزن فى مايو 1989.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا