خير من ألف شهر.. لماذا اختص الله ليلة القدر بهذا الفضل العظيم؟.. اعرف أفضل الأدعية في ليلة الغفران.. هبة عوف: منحة إلهية لا تقدر بثمن.. أستاذة تفسير: الدعاء فيها مستجاب، وهذه أبرز علاماتها

في الليالي الأخيرة من شهر الرحمة والمغفرة، تتسابق الأرواح نحو أبواب السماء، وتتشوق القلوب للقاء لحظة استثنائية تُبدّل الأقدار وتُرفع فيها الدعوات وتُغفر فيها الذنوب. إنها  ليلة القدر... الليلة التي اختصها الله بعظيم الفضل وجزيل الثواب، وجعلها خيرًا من ألف شهر، تتنزل فيها الملائكة بالرحمات، ويعمّ فيها السلام حتى مطلع الفجر.

ليلة تُحيي القلوب قبل أن تُحيي الليالي، وتغسل الأرواح من أدران العام، وتمنح العابدين فرصة لا تُقدّر بثمن لفتح صفحة جديدة مع الله. فمن أدركها إيمانًا واحتسابًا، فاز بعطاء لا يُحدّ، ورحمة لا تُحصى، ومغفرة تُبدّد أثقال السنين.

وفي هذا التقرير، نقترب أكثر من جوهر هذه الليلة المباركة، ونتأمل عظيم فضلها كما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية، ونتوقف أمام الأبواب الواسعة من الرحمة التي فُتحت لعباد الله فيها، لنُدرك أن ليلة القدر ليست مجرد وقت مبارك، بل لحظة تجلٍّ إلهيّ يفيض فيها النور على القلوب، وتُكتب فيها مصائر العباد من جديد.

فضل ليلة القدر 

من جانبها قالت الدكتورة هبة عوف، أستاذ التفسير بجامعة الأزهر الشريف: إن  ليلة القدر لها قدر عظيم عند المولى - عز وجل-  مشيرة إلى أن الله سبحانه وتعالى اختصها بفضل عظيم، وجعلها خيرًا من ألف شهر، حيث يقول الله تعالى: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ۝ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ۝ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ" (القدر: 1-3)، موضحة أن هذه الليلة مليئة بالرحمة والمغفرة، حيث تتنزل فيها الملائكة بأمر الله، وتحمل معها الخير والبركة لمن أخلص العبادة فيها، مؤكدة أن من وفقه الله لإحيائها فقد أدرك خيرًا عظيمًا، كما أن الله تعالى أكرم هذه الليلة بنزول القرآن الكريم، موضحة أن ذلك الحدث كان الأعظم في تاريخ البشرية، حيث أضاء نور الوحي قلب النبي محمد ﷺ وأشرقت به الأرض بعد ظلام الجاهلية، كما أن ليلة القدر هي ليلة الاصطفاء الإلهي، مستدلة بحديث النبي ﷺ: "من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدم من ذنبه" (متفق عليه)، موضحًا أن هذه الليلة المباركة تشهد تنزل الملائكة بأمر الله، حيث تحفّ المؤمنين بالسكون والطمأنينة، وتملأ الأجواء بالبركة والرحمة، مستشهدة بقول الله تعالى: "تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ ۝ سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ" (القدر: 4-5).  

كيف نفوز بليلة القدر؟

وأضافت الدكتورة هبة عوف في تصريحات خاصة لـ “فيتو” أن الفوز بهذه الليلة المباركة يستلزم استعدادًا روحيًا وقلبيًا، مشددة على ضرورة اغتنامها بالطاعة والعبادة، لافتا إلي أن قيام الليل من أعظم العبادات، كما أن المسلم يستحب له أن يطيل في صلاته وركوعه وسجوده، مع قراءة القرآن بتدبر وخشوع، وكذلك قراءة القرآن  والتدبر في معانيه يزيدان العبد قربًا من الله، مشددة على ضرورة الإكثار من الدعاء والذكر والتسبيح، وترديد أذكار مثل: "سبحان الله"، "الحمد لله"، "لا إله إلا الله"، “الله أكبر”، وأشارت إلى أن النبي ﷺ كان أجود الناس في رمضان، خاصة في العشر الأواخر، مؤكدة أن الصدقة في هذه الليلة لها أجر عظيم، مشددة على أن ليلة القدر فرصة عظيمة لتجديد العهد مع الله، داعية إلى الإقلاع عن الذنوب والبدء في صفحة جديدة مليئة بالطاعة

أفضل الأدعية في ليلة القدر

وأوضحت أستاذ التفسير في جامعة الأزهر أن ليلة القدر هي ليلة استجابة، مؤكدة أن الدعاء فيها مستجاب بإذن الله. وتقدم بعض الأدعية المستحبة، قائلة: "اللهم إنك عفوٌّ تحب العفو فاعفُ عني"، و"اللهم اغفر لي ذنوبي، كبيرها وصغيرها، أولها وآخرها، ما علمتُ منها وما لم أعلم"، و"اللهم اجعل لي من كل همٍّ فرجًا، ومن كل ضيقٍ مخرجًا، وارزقني من حيث لا أحتسب، "اللهم اكتب لنا في هذه الليلة العتق من النار، وارزقنا الفردوس الأعلى برحمتك".

علامات ليلة القدر

وعن علامات  ليلة القدر، أوضحت الدكتورة هبة عوف أن النبي ﷺ بيّن بعض العلامات التي تدل على ليلة القدر، ومن أبرزها: إنها ليلة هادئة، لا حارة ولا باردة، ويشعر المؤمن فيها بالراحة والسكينة، وكذلك تطلع فيها الشمس بيضاء، كما قال النبي ﷺ: "تطلع الشمس صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها" (مسلم)، بالإضافة إلي شعور المسلم في ليلة القدر يكون الطمأنينة مشيرة إلى أن هذه الليلة يملؤها السلام والراحة، حيث يشعر العابد بالقرب من الله، وكذلك من العلامات عدم سقوط الشهب والنجوم بكثرة، وهذه من العلامات التي وردت عن بعض الصحابة.

وعن حكمة إخفاء موعد ليلة القدر، قالت الدكتورة هبة عوف: إن الله تعالى أخفى موعد ليلة القدر لحكمة عظيمة، مشيرة إلى أن ذلك يدفع المسلمين إلى الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان، خاصة في الليالي الوترية، مستشهدة بحديث النبي ﷺ: "تحرّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، في الوتر منها" (البخاري)، وهنا يجدر القول أن أرجح الأقوال تشير إلى أنها ليلة 27، لكنها قد تكون أيضًا في إحدى الليالي الوترية الأخرى مثل ليلة 21، 23، 25، أو 29، مشددة على أهمية الاجتهاد في جميع ليالي العشر الأواخر.  

وأكدت الدكتورة هبة عوف أن إخفاء موعد ليلة القدر يحمل حكمة عظيمة، حيث يدفع المسلمين إلى الاجتهاد في العبادة طوال العشر الأواخر، وليس في ليلة واحدة فقط، موضحة أن في ذلك اختبار للعباد، فمن اجتهد بصدق فاز بثوابها العظيم، ومن غفل فقد خسر خيرًا لا يعوض، مؤكدًا أن الاستعداد للعشر الأواخر يساعد على الفوز بليلة القدر، موضحة أهمية تخصيص وقت للعائلة وآخر للعبادة، حتى لا تضيع الليالي في أمور الدنيا، وكذلك التقليل من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والمحادثات غير الضرورية، واستبدالها بالذكر والتلاوة، وتحديد ورد يومي من القرآن، وأوقات مخصصة للدعاء والقيام والذكر، مشيرة  إلى أن النبي ﷺ كان يوقظ أهله ويحثهم على العبادة في هذه الليالي، وذلك لأن ليلة القدر فرصة ذهبية لا تُعوّض، مشيرة إلى أنها ليلة تُغفر فيها الذنوب، وتتنزل فيها البركات، وأكدت أن من اجتهد في العبادة فاز بالخير العظيم، ومن غفل فقد خسر فرصةً لا تتكرر إلا مرة كل عام، كما دعت الجميع إلى اغتنام هذه الليلة المباركة، متمنية أن يكونوا من الذين يُقال لهم يوم القيامة: "سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ" (الرعد: 24).

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.