سيف الله المسلول، أسرار عبقرية خالد بن الوليد في مواجهة "هرقل"

خالد بن الوليد، رضي الله عنه، هو أعظم عقلية عسكرية، وأخطر عبقرية حربية عرفها التاريخ.. اكتشف رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، مواهبه الفذة في الجندية، والقتال، وأطلق عليه "سيف الله المسلول"، رغم أنه كان عائدا من معركة انهزم فيها جيش المسلمين، وعير الناس الجنود العائدين، آنذاك، بأنهم "فرَّار"، فرد عليهم، صلى الله عليه وآله وسلم: قائلا: "بل الكُرّار إن شاء الله".
خاض خالد بعدها أكثر من 100 معركة أمام قوات متفوقة عدديًا من الروم والفرس وحلفائهم، ولم ينهزم قط.
قال عنه الجنرال الألماني "فون درغولتيس"، أحد أبرز قادة الحرب العالمية الأولى، وصاحب كتاب "الأمة المسلحة": "إنه أستاذي في فن الحرب".
في الحلقات التالية نستعرض جوانب العبقرية الحربية، وأسرارها عند خالد بن الوليد.
في مواجهة "هرقل"
فوجئ الروم بوجود خالد بجيشه على أرض الشام.
نجح خالد بن الوليد في أن يفتح خمس مدن شامية، خلال خمسة أيام فقط!!
وهذه المدن هي "تدمر"، و"القريتين"، و"حوارين" و"الثنية"، ثم "بُصرى"، حيث اجتمعت له هناك الجيوش الإسلامية الأربعة التي بالشام وتسلم القيادة العامة من أبي عبيدة بن الجراح.
ثم طلب أهل "بُصرى" أن يصالحوا المسلمين مقابل الجزية.
وبذلك أصبح معظم "الأردن" تحت الحكم الإسلامي.
وقام خالد بتقسيم جيش الشام إلى أربعة أقسام:
الأول: مكون من جيش خالد 9 آلاف، وجيش أبي عبيدة 7 آلاف.
وتحرك بهم خالد بن الوليد لتنفيذ مهمة شديدة الصعوبة.. وهي حصار "دمشق" عاصمة الشام.
القسم الثاني: وهو جيش شرحبيل بن حسنة 7 آلاف.. ومهمته المحافظة على مدينة "بُصرى"، وتأمينها.
أما القسم الثالث: وهو جيش يزيد بن أبي سفيان، وعدده 7 آلاف أيضا، وعليه أن يتحرك إلى منطقة البلقاء.
والقسم الرابع: وهو جيش عمرو بن العاص 3 آلاف، وعليه أن يتوجه إلى فلسطين.
وتحرك خالد مع أبي عبيدة بجيشيهما، المكونين من 16 ألف مقاتل، إلى العاصمة "دمشق"، وحاصروها.
في ذلك الوقت، وصلت إلى "هرقل" أنباء انتشار جيوش خالد بن الوليد في كل أنحاء الشام، فجن جنونه، وأمر والي حمص "وردان" يأمره بأن يتحرك فورا بقوات رومانية إلى دمشق لفك الحصار.
جهز وردان جيشا من 12 ألف مقاتل، ولكنه رأى بخبرته العسكرية أن اصطدامه مع جيش خالد عند دمشق لن يكون في صالحه لأن جيش خالد أكبر من جيشه.
خطة "وردان"
لذلك دبر "وردان" خطة ماكرة ليتغلب على خالد.
تمثلت خطة "وردان" في أن يتحرك إلى بُصرى في الجنوب بدلا من دمشق، ليضرب جيش شرحبيل بن حسنة الأصغر عددا، والذي يعسكر هناك، وبذلك سيضطر خالد بن الوليد لأن يترك حصار دمشق لنجدة شرحبيل.
وفي نفس الوقت تخرج القوات الرومانية التي في داخل حصون دمشق لتطوق جيش خالد من الخلف، فيقع بين شقي الرحى، فيسهل القضاء عليه.
كانت فعلا خطة خبيثة وعبقرية، ولكنها لن تفلح مع سيف الله المسلول.
ووصلت إلى خالد أخبار تحركات "وردان" قبل أن يصل إلى "بُصرى"، فقرر أن يتحرك لنجدة المسلمين في "بُصرى"، وأرسل إلى "شرحبيل" يحذره من هجوم "وردان"، ويطمئنه إلى أنه قادم في الطريق إليه لنجدته.
ولكن في نفس التوقيت وصلت إلى خالد الأخبار الأسوأ.
حشد القوات الرومانية
فقد أمر هرقل قادة جيوشه بحشد أعداد كبيرة من القوات الرومانية في أجنادين، جنوب غرب القدس.
وعرف خالد أن تلك الحشود تتزايد أعدادها بسرعة غريبة، وبشكل يومي، وهي بذلك تشكل خطرا حقيقيا على جيش عمرو بن العاص الصغير الذي يعسكر في فلسطين.
أخذت حشود الرومان في "أجنادين" تتزايد بسرعة، فعزم خالد بن الوليد على ألا يتحرك إلى "بُصرى"، وأن يتوجه مباشرة إلى "أجنادين"، كما قرر أن يجمع كل الجيوش الإسلامية من كل مكان في الشام لمواجهة هذا الخطر الداهم.
أرسل خالد إلى قادة الجيوش الإسلامية يأمرهم بالتحرك إلى أجنادين.
وكتب في رسائله إليهم كلمات تفيض بالقوة واليقين ليثبتهم بها، وكان مما كتب لهم: "..... أما بعد، فإنه قد نزل بأجنادين جنود من الرومان غير ذي عدد ولا قوة، والله قاسمهم، وقاطع دابرهم، وقد تحركتُ إليهم في الوقت الذي أرسلت إليكم، فانهضوا في أحسن عدتكم، وجددوا نيتَكم.......".
نلاحظ في هذه الرسائل أن خالدا يتكلم عن الأعداد الضخمة للرومان في أجنادين، فيصفها قائلا: "غير ذي عدد ولا قوة......".. فهكذا كان خالد يرى أعداءه دائما، مهما كثُروا، يراهم بقلب المؤمن الواثق بدعم ربه.
كان المؤرخون يصفون خالدا فيقولون: "لقد كان يستوي عند خالد بن الوليد كثرة أعدائه وقِلتهم.. لا يهابهم أبدا مهما كثروا، فقد كان يراهم كالذباب".
إلى "أجنادين"
أصدر "هرقل" أوامره لـ"وردان" بأن يترك "بُصرى" فورا، وأن يتحرك بجيشه إلى "أجنادين"، وكلفه بأن يكون القائد العام للقوات الرومانية هناك.
اجتمعت كل الجيوش الإسلامية عند "أجنادين"، وهي منطقة في جنوب غرب القدس، وأرسل وردان جاسوسا من العرب الغساسنة ليدخل في معسكرات المسلمين فيأتيه بأخبارهم.
ولما عاد الجاسوس سأله وردان: "كيف وجدتهم؟".
وصف هذا الجاسوس جيوش المسلمين بأوصاف جعلت قلب وردان يكاد ينخلع من مكانه من شدة الرعب.
سأل وردان جاسوسه العربي: "كيف وجدتهم؟".
فقال له الجاسوس: "وجدتهم رهبانا بالليل، فرسانا بالنهار، ولو سرق ابن ملِكهم لقطعوا يده لإقامة العدل فيهم".
قال وردان، وقد بدت عليه علامات الخوف والاضطراب: "لئن كنت صدقتني، لبطن الأرضِ خير لي من لقائهم على ظهرها، ولقد ودِدت لو أن الأمر بيني، وبينهم كفافا، لا أنتصر عليهم، ولا ينتصرون علي".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا