رئيس التحرير
عصام كامل

تصاعد الضربات الإسرائيلية في سوريا.. تل أبيب توسع بنك الأهداف وسط تعقيدات إقليمية متشابكة

سوريا
سوريا

 

لم تعد الضربات الإسرائيلية في سوريا مجرد عمليات عسكرية متفرقة أو ذات أهداف آنية، بل باتت تمثل استراتيجية متكاملة تعيد رسم المشهد الأمني والعسكري في المنطقة. ومع تزايد وتيرة هذه الهجمات، يبدو أن بنك الأهداف الإسرائيلي لم يعد محصورًا في الجنوب السوري أو المناطق الحدودية، بل امتد ليشمل مواقع استراتيجية في العمق السوري، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول الأبعاد الحقيقية لهذه الضربات، وأهدافها بعيدة المدى، وتداعياتها على توازن القوى الإقليمي.

هجمات متسارعة وتوسع في الأهداف

خلال الأشهر الأخيرة، باتت الضربات الإسرائيلية تتخذ طابعًا أكثر شمولية، مستهدفة مواقع عسكرية ذات أهمية استراتيجية في وسط وشمال سوريا، وليس فقط في الجنوب كما كان الحال في السابق. اللافت أن هذه الهجمات لم تقتصر على استهداف مستودعات أسلحة أو نقاط عسكرية تقليدية، بل شملت مراكز قيادة، أنظمة دفاع جوي، وقواعد جوية يُنظر إليها على أنها تشكل تهديدًا محتملًا لإسرائيل.

آخر هذه الضربات استهدفت قاعدة جوية في وسط البلاد، حيث تسببت في تدمير برج مراقبة ومنظومة رادارية، وفق تقارير إسرائيلية. كما أشارت مصادر عسكرية إلى أن الضربة الأخيرة جاءت استكمالًا لهجمات سابقة استهدفت نفس الموقع قبل أيام قليلة، ما يعكس نهجًا تصعيديًا يبدو أنه يهدف إلى تحقيق أهداف بعيدة المدى تتجاوز مجرد توجيه رسائل ردعية.

ما وراء بنك الأهداف الإسرائيلي؟

رغم أن إسرائيل تبرر عملياتها العسكرية في سوريا بأنها تأتي في إطار "منع تهديدات أمنية محتملة"، إلا أن التوسع الجغرافي لهذه الضربات يشير إلى أبعاد أكثر تعقيدًا. فبينما كانت العمليات في السابق تركز على منع وصول أسلحة متطورة إلى أطراف معينة، يبدو أن المرحلة الحالية تتجه نحو إعادة صياغة التوازنات العسكرية داخل سوريا نفسها، وربما فرض معادلات جديدة على الأرض.

الباحثون المتابعون للشأن السوري والإسرائيلي يرون أن بنك الأهداف الإسرائيلي لم يعد مقتصرًا على ما يسمى بـ"التهديدات التقليدية"، بل أصبح يشمل مواقع استراتيجية يعتقد أنها قد تُستخدم مستقبلًا من قبل جهات إقليمية فاعلة. هذا التحول في الاستراتيجية الإسرائيلية يعكس خشية تل أبيب من تغييرات محتملة في المشهد السوري، خاصة في ظل التقارب الحاصل بين أطراف إقليمية، والتطورات المستمرة في طبيعة النفوذ العسكري داخل البلاد.

انعكاسات إقليمية وأفق المواجهة

بالتوازي مع تصاعد الضربات الإسرائيلية، فإن الوضع الإقليمي يشهد تطورات متسارعة قد تجعل من سوريا ساحة أكثر تعقيدًا. فالتقارب بين دمشق وأطراف إقليمية أخرى يثير قلق إسرائيل، خاصة إذا ما أدى ذلك إلى ترتيبات عسكرية جديدة قد تحد من قدرتها على تنفيذ عملياتها العسكرية بحرية.

في هذا السياق، يبدو أن إسرائيل تعمل على استباق أي تغييرات محتملة من خلال توسيع نطاق عملياتها العسكرية، في محاولة لتعطيل أي ترتيبات جديدة قد تؤدي إلى إعادة تشكيل النفوذ في سوريا. ووفق مراقبين، فإن هذا التصعيد قد يدفع أطرافًا أخرى إلى إعادة النظر في استراتيجياتها داخل سوريا، ما قد يفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر تصعيدًا خلال الفترة المقبلة.

إلى أين تتجه الأمور؟

مع استمرار الهجمات الإسرائيلية واتساع نطاقها الجغرافي، يبدو أن سوريا أصبحت أكثر من مجرد ساحة عمليات تكتيكية بالنسبة لإسرائيل، بل باتت تمثل جزءًا من استراتيجيتها الإقليمية في مواجهة أي تحولات غير محسوبة. لكن في المقابل، فإن استمرار هذه الهجمات دون ردود فعل واضحة من الأطراف المستهدفة قد لا يستمر طويلًا، خاصة في ظل التصعيد المتزايد على عدة جبهات.

وبينما تسعى إسرائيل لترسيخ معادلاتها الأمنية والعسكرية عبر الضربات المتكررة، فإن الواقع الإقليمي يشير إلى أن هذه المعادلات قد لا تبقى ثابتة لفترة طويلة. فمع كل ضربة جديدة، تتراكم التوترات وتتعقد الحسابات، ما يجعل من سوريا ساحة مفتوحة على احتمالات متعددة، قد تكون بعضها خارج نطاق السيطرة.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية