رئيس التحرير
عصام كامل

تبرعوا لقناة الحافظ


لم أتألم فى حياتى مثلما تألمت من حكم محكمة القضاء الإدارى بوقف برنامج عبدالرشيد على قناة الحافظ، وأخشى ما أخشاه أن تمتد يد الإغلاق إلى هذه الدرة الثمينة المسماة قناة الحافظ، ولعل ألمى ليس من باب أننى ضد الإغلاق أو ضد المنع، وإنما بشكل أدق أننى ضد أن نغلق واحدة من أفضل القنوات الفضائية على الإطلاق بل إننى أراها الأفضل بعد الثورة‫..‬ قناة الحافظ أفضل من ‫"‬أون تى فى‫"،‬ المتهمة بدعم الثوار، وأعمق من ‫"‬سى بى سى‫"‬، المنطلقة بسرعة الصاروخ، وأنضج من قنوات الحياة مجتمعة.

والحديث عن أفضال قناة الحافظ لا ينتهى، فهى القناة الأولى بلا منازع فى فضح شيوخ الفضائيات وأراجوزات الفتاوى، ولها الفضل وحدها فى تعليمنا كماً من الشتائم لم نعهده من قبل، أليست هى من عرضت لنا من يقول "أى كلب ابن كلب هيخرج يوم ٢٥ يناير المقبل سنتصدى له بالمراكيب"، والمركوب لمن لا يعرف هو كل شىء يركب، ويقال إنه نوع من النعال بلا رباط وله سن مدبب، ويتردد أن هناك طائرا اسمه أبومركوب يعيش فى المناطق الاستوائية.
ولقناة الحافظ السبق فى إظهار نوع من البشر لا يجيدون إلا التطاول على الناس، وميزة الحافظ أن لها مرجعية دينية لدرجة أنها منحت عجلاتى درجة الدكتوراه فى التفسير، وظلت تستضيفه حتى خرج الآزهر عن صمته وأعلن أن العجلاتى ليس أستاذا به ولم يكن فى يوم من الأيام أستاذا به، ومن أفضالها، ‫‬بارك الله فى أصحابها، أن قدمت لنا برامج من نوعية الكلاب والخونة والجواسيس، ويكفى أنها استضافت أحدهم وهو يقسم بالله أن من يقترب من الدكتور محمد مرسى سيقطعه إربا إربا، كما استضافت متحولا سياسيا جاء من أقاصى الصعيد وهو يحرّض الناس على الناس بأن يخرجوا يوم ٢٥ يناير ليحتلوا الشوارع، حتى نطرد الليبراليين واليساريين باعتبار أنه لا مكان لهم على أرض مصر الإسلامية وذلك لأنهم كفار.
ومفاجآت قناة الحافظ فى السب والشتم لا تتوقف، فهى بالفعل قناة تعليمية تعلم أبناءنا فنون الردح والقذف، إضافة إلى وصلات التكفير المتنوعة، بحيث لا تضاهيها قناة أخرى.‫.‬ وإذا كان المولى عز وجل قد قال فى محكم كتابه عن نبيه صلى الله عليه وسلم "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك"، فإن القناة المصنفة على سبيل الخطأ إسلامية تنحو عكس ما يأمرنا به سبحانه وتعالى، وأشهد أن قناة أخرى لم تنبه إلى خطر المتأسلمين مثلما قامت به قناة الحافظ.
ولأننى مسلم وافتخر‫..‬ ولأننى أعشق رسولى الكريم صلى الله عليه وسلم وأحب صحابته، فإننى أرى أن قناة أخرى لم تقدم خدمة جليلة للإسلام مثلما فعلت قناة الحافظ باستضافتها لأشباه الشيوخ، فجعلتنا نعرف قدر أزهرنا الشريف ودفعتنا دفعا لقراءة قرآنناالكريم لنتبين الغث من السمين، ويكفى أن تفعل عكس ما يقال لك على قناة الحافظ لتصبح متديناً حقاً ومؤمناً حقاً ومسلماً حقا!!
وحسبنا أن نقول إن قناة الحافظ أول من تجرأ على رسولنا الكريم باستضافة واحد من شيوخها، وهو يقول "من يسأل عما فعله مرسى فى مائة يوم فإنى أقول له وماذا فعل الرسول فى أول مائة يوم؟!! "هل تجرؤ أى قناة أخرى أن تطرح مثل هذا الطرح؟ لا أعتقد.
باسمى وباسم كل مؤمن بعظمة دينه اتركوا قناة الحافظ، إذ أنها تمثل أعظم حقنة مضاد حيوى ضد المسيئين للإسلام بما تقدمه من رؤى تتسم بالسطحية والسذاجة، ويكفيها فخراً أنها قدمت لنا صنوفاً من الشيوخ لم تجرؤ قناة أخرى على تقديمهم، إضافة إلى كونها صاحبة مصطلحات لم يسبقها إليها أى وسيلة إعلامية، ويكفينا ما حدث منها تجاه الفنانة إلهام شاهين بالتساؤل الشهير "كم رجلا اعتلاكى؟!
وإذا كانت المحكمة قد أكدت فى حيثياتها أن الحافظ قامت تحت سمع وبصر كل الجهات ذات الاختصاص ببث حلقة من برنامج فى الميزان‫ الذى يقدمه الدكتور‫ عاطف عبدالرشيد تضمنت تلفظ عبد الله بدر بألفاظ من شأنها نشر الرذيلة وليس محاربتها، وأنه ظهر للمحكمة أن بدر شوّه المادة الإعلامية التى يقدمها للجمهور بربطها دون داع بالتطاول على الآخرين والإساءة إليهم دون مقتضى، بل وادعى أنه يمتلك خزائن رحمة الله ويمتلك مفاتيح الجنة والنار، الأمر الذى يعد خروجا على الرسالة الإعلامية بإيذاء المشاهدين بألفاظ نابية ومشاهد قبيحة تؤذى المشاعر، فإننى أطالب بالتبرع للقناة للإبقاء عليها، بل أطالب قنوات مثل "أون تى فى‫"‬ باستضافة عبد‫الرشيد وبدر حتى لا يحرمونا من سيل المصطلحات المبتكرة إعلاميا.

الجريدة الرسمية