قارئات من زمن فات.. أبرزهن: كريمة العدلية ومنيرة حسن  ونبوية النحاس.. أحيت عزاء أسمهان ومشرفة.. كانت تتقاضى نصف راتب الشيخ محمد رفعت ورفضت عرضا تونسيا سخيا

فى منتصف القرن الماضي، انتشرت ظاهرة قارئات القرآن الكريم فى الحفلات العامة والمآتم، إلا أنه كانت هناك معارض من بعض شيوخ الأزهر، وثار الجدل حول هذا الأمر ما بين مؤيد ومعارض، وانتهى بتوقف إذاعة تسجيل القرآن بصوت النساء بالإذاعة المصرية عام 1939، بعد فتوى من بعض المشايخ الكبار بأنّ صوت المرأة عورة.

عرفت الإذاعة  عددًا ليس كثيرًا من القارئات المعتمدات منهن الشيخة كريمة العدلية، ونبوية النحاس، ومنيرة عبده، وسكينة حسن، والشيخة مبروكة وغيرهن. وكانت الشيخة نبوية النحاس آخر سيدة مصرية ترتل القرآن الكريم فى الاحتفالات العامة عام 1973، وقال الكاتب محمود السعدني عنها: “بموت السيدة نبوية النحاس انطوت صفحة رائعة من كتاب فن التلاوة والإنشاد الدينى فى العصر الحديث”.

من هؤلاء القارئات الشيخة كريمة العدلية، التى انضمت إلى الإذاعة المصرية عند افتتاحها فى 1934، وذاع صيتها لتحيى ليالى قرآنية وتخصصت فى عزاءات المشاهير، فأحيت عزاء الراحلة أسمهان وعالم الفيزياء على مصطفى مشرفة. حفظت القرآن فى العاشرة من عمرها على يد أخيها الأكبر، وفقدت بعدها البصر. كما درست المقامات الموسيقية وآلة العود فى معهد الموسيقى. وبدأت مشوارها بالغناء، فلحن لها القصبجى أغنيتين، وعملت مغنية ومطربة فى الإذاعة المصرية، فهاجمتها الصحافة مطالبة بمنعها من القراءة، فتوقفت عن الغناء واستمرت فى القراءة حتى عام 1958 عندما صدرت فتوى تحرم قراءة النساء للقرآن. وأُعجب بها القارئ الشيخ على محمود وتزوجها.

ثم كانت الشيخة “أم السعد محمد على نجم”، السيدة الوحيدة التى تخصصت فى القراءات العشر، وتتلمذ على يديها القارئ الشيخ أحمد نعينع، هى سيدة كفيفة من المنوفية، ساعدها أهلها بتعليمها قراءة القرآن وتجويده وهى فى عمر خمسة عشر عامًا، ولأنها قصدت شيخات سابقات لتعليمها القراءات العشر، اشترطوا عليها عدم الزواج، إلا أنها لم تصمد على وعدها طويلًا فتزوجت الشيخ محمد فريد نعمان، وكان تلميذها وأول من منحته الإجازة فى القراءات، وأصبح من أشهر القراء فى الإذاعة ومن أول الداعمين لها. أهداها أحد تلامذتها رحلة إلى الحج فمكثت فى الأراضى الحجازية عامًا كاملًا، منحت خلاله إجازات فى القراءة لعدد كبير هناك، ورحلت عام 2006.

أما القارئة منيرة عبده حسن، التى بدأت شهرتها فى عشرينات القرن الماضى عبر الإذاعات الأهلية، وفاقت شهرتها الرجال فى مصر والخارج، حتى أصبحت أول امرأة قارئة معتمدة فى الإذاعة الرسمية فى القاهرة بعد إنشائها، وكانت تتقاضى نصف راتب الشيخ محمد رفعت. وساعد على ازدياد شهرتها أن فى ذلك الوقت كانت ليالى العزاء تخصص بعضها للرجال وأخرى للنساء. سمعها ثرى من تونس ودعاها للقراءة فى قصره بتونس مقابل مبلغ كبير لكنها رفضت، وانتشرت إسطواناتها فى العالم. وبعد فتوى التحريم، امتنعت هذه الدول عن نشر إسطواناتها خوفًا من غضب المشايخ التى تحرم قراءتها للقرآن.

أما الشيخة سكينة حسن، من المقرئات اللاتى تمتعن بموهبة التلاوة للقرآن الكريم فى أوائل القرن العشرين، فقد سجلت القرآن الكريم كاملًا على أسطوانات ولكنها لم تصل إلى الإذاعة. لكنها كانت معروفة فى عزاءات السيدات.

ومن أوائل قارئات القرآن الشيخة أم محمد، وكانت فى القرن التاسع عشر فى عهد الوالى محمد علي، وكانت تقوم بتلاوة القرآن فى المناسبات الرسمية فى قصور الأمراء ورجال الدولة فى شهر رمضان. وكرمها محمد على ومنحها الكثير من الهدايا والجوائز وأمر بسفرها إلى إسطنبول لتحيى شهر رمضان فى حرملك السلطانة. ودفنت فى مقبرة خُصصت لها فى مقابر الإمام الشافعي.

والغريب أن المذيعة هاجر سعد الدين، وكانت رئيسة شبكة إذاعة القرآن الكريم، كانت من أشد المعارضين لعمل المرأة قارئة للقرآن الكريم، فهاجمت دعوة الشيخ أبو العينين شعيشع عندما أراد اعتماد مكافآت فى الاذاعة وقالت: “أرى أنه لا ضرورة الآن لذلك، خاصة أنّ القرآن الكريم له آداب وأخلاقيات معينة يجب على النساء الالتزام بها. وإذا كان هناك أصوات رجال فلماذا نلجأ للنساء؟”

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.