رئيس التحرير
عصام كامل

للعيد طعم آخر.. صنع الكحك في الأفران التقليدية "هنا روايح الزمن الجميل".. طقس رمضاني أصيل يجمع العائلات ويُبهج الأطفال.. الأسعار "على قد الإيد" والتسوية بـ 80 جنيهًا لكيلو الدقيق (فيديو وصور)

الاطفال تتجمع حول
الاطفال تتجمع حول خبيز الكحك

في كل عام ومع اقتراب عيد الفطر، تملأ رائحة الكحك والبسكويت شوارع وحارات مصر، لتعيد إلى الأذهان طقوسًا أصيلة من زمن الأجداد. لم يكن الكحك مجرد حلوى تُقدَّم في العيد، بل كان رمزًا للمحبة والتجمع العائلي، حيث اعتادت الجدّات والأمهات على تحضيره في البيوت، وسط أجواء تملؤها البهجة والضحكات.

لكن مع تغير نمط الحياة وتسارع وتيرتها، لم يعد معظم الناس يخبزون الكحك في منازلهم كما كان الحال في الماضي. بدلًا من ذلك، أصبح الاتجاه السائد هو تحضير العجين في المنزل أو شرائه جاهزًا، ثم التوجه إلى الأفران التقليدية لتسويته، حيث يتجدد الشعور بـ  فرحة العيد داخل المخبز، وسط رائحة الخَبز الذهبي وأصوات الأحاديث والضحكات المتبادلة.

ورغم انتشار المخابز الحديثة والمُعجنات الجاهزة، لا تزال بعض المخابز التقليدية تحتفظ بمكانتها، حيث يرتادها الزبائن عامًا بعد عام، يحملون معهم ذكرياتهم، بل ويرافقون أبناءهم ليعيشوا التجربة ذاتها. في أحد هذه المخابز، الذي يديره ياسر السيد أحمد، تتجلى هذه الأجواء المميزة، حيث يُصبح المخبز ملتقى للعائلات، ويعود الكبار إلى ذكريات طفولتهم، بينما يكتشف الصغار فرحة العيد بشكل مختلف.

youtube

رحلة ياسر السيد أحمد من الصعيد إلى مخبز القاهرة

ياسر السيد أحمد، مالك مخبز شهير، يُعتبر شاهدًا حيًا على تطور هذه العادة الرمضانية. وُلد في صعيد مصر، لكنه انتقل إلى القاهرة عام 1991 ليبدأ رحلته في عالم المخبوزات، حيث أسّس مخبزه الذي أصبح اليوم واحدًا من أشهر الأفران التي يلجأ إليها الناس لتسوية الكحك والبسكويت والغُريبة والبيتي فور.

يقول ياسر: "زمان كانت الناس بتخبز الكحك في البيوت، وكانت الستات تجتمع مع بعض ويفضلوا يعجنوا ويشكّلوا الكحك أيام طويلة قبل العيد. لكن دلوقتي الحياة بقت أسرع، ومعظم الناس بقوا يجيبوا العجينة وييجوا يخبزوها هنا. الفرن بيشتغل على الكحك آخر 10 أيام من رمضان، والأجواء هنا مختلفة عن أي وقت تاني في السنة."

ويضيف: "أنا معنديش حجز مُسبق، كل زبائني عارفيني، واللي ييجي الأول بيتخبز له الأول. بس لازم نتفق على المقادير علشان أكون محضّر الخامات."

ويؤكد أن الزبائن لم يعودوا يقتصرون على تسوية الكحك فقط، بل يطلبون تنويعات مختلفة مثل الكحك المينين، والبسكويت، والغُريبة، وكلها تُحضَّر بعناية لتكون جاهزة للتقديم في العيد.

الأسعار وخيارات التسوية

يُوفر ياسر خيارات متعددة لزبائنه، حيث يمكنهم شراء المخبوزات جاهزة، أو إحضار العجين وتسويته فقط. أما عن الأسعار، فهي تتفاوت حسب النوع، حيث يبلغ سعر:

كيلو البسكويت 120 جنيهًا

كيلو الكحك 140 جنيهًا

كيلو البيتي فور 160 جنيهًا

كيلو المينين 100 جنيه

أما  من يرغبون في تسوية الكحك فقط، فتُحسب التكلفة بناءً على كمية الدقيق، حيث تبلغ 80 جنيهًا لكل كيلو دقيق، لأن العجين بعد إضافة المكونات يتضاعف، ويُنتج حوالي ثلاثة صاجات من المخبوزات.

زبائن المخبز: ذكريات وفرحة لا تتغير

داخل المخبز، تتداخل الحكايات والذكريات، فكل زبون يحمل قصة مختلفة مع الكحك. محمد، أحد الزبائن القدامى، يتذكر أول مرة جاء فيها إلى المخبز، ويقول: "أنا باجي هنا من 20 سنة، كنت طفل وقتها، وكان أبويا بيجيبني معاه، وبعد وفاته فضلت أجي كل سنة. بالنسبة لي، العيد مش عيد من غير كحك الفرن ده."

أما بسملة، البالغة من العمر 14 عامًا، فتُصرّ على مرافقة والدتها للسنة الثالثة على التوالي، وتقول بسعادة: "بحس براحة هنا، وببقى مبسوطة وحاسة بدفا العيد. طعم الكحك في الفرن مختلف، بيكون أحلى من اللي في البيت، ومسُكّر زيادة."

وبالنسبة لرودينا، ذات الـ 8 سنوات، فهذه هي تجربتها الأولى في المخبز، وتُعبر عن دهشتها قائلة: "المكان أحلى من البيت، فيه بنات من سني، ولعبنا مع بعض، وكنت مستمتعة جدًا."

أما رؤية، 10 سنوات، فكانت والدتها تأتي للمخبز كل عام، لكنها لم تكن ترافقها من قبل، وتقول بحماس: "أول مرة أجي مع ماما، والمكان جميل، وحسيت إننا بنخبز العيد مع بعض، وأنا مبسوطة جدًا."

عبدالله، طفل آخر، يركض حول الفرن، يشاهد الكحك وهو يخرج ساخنًا، ثم يلتقط قطعة صغيرة، يتذوقها ويبتسم، وكأنه يتذوق فرحة العيد لأول مرة.

الأفران التقليدية.. روح العيد التي لا تغيب

لا يقتصر دور الأفران التقليدية على كونها أماكن للخَبز، بل تتحول في الأيام الأخيرة من رمضان إلى ملتقى اجتماعي يجمع العائلات، حيث يعيش الأطفال تجربة فريدة، ويتوارثون تقاليد العيد كما عاشها آباؤهم وأجدادهم. رغم التغيرات التي طرأت على المجتمع، تبقى هذه الطقوس راسخة، تحمل عبق الماضي وسط زحام الحاضر، وتُعيد للعيد نكهته الخاصة التي لا تكتمل بدون رائحة الكحك الطازج وأصوات الأطفال المبتهجين في المخبز.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية