رئيس التحرير
عصام كامل

السودان يدخل معركة الوجود.. مواجهات حاسمة بين الدعم السريع والجيش.. هل انقسمت الخرطوم بلا عودة؟

السودان، فيتو
السودان، فيتو

في قلب الخرطوم تهتز الأرض تحت وقع الانفجارات، يقف السودان على مفترق طرق خطير، الصراع الذي بدأ في أبريل 2023 تحول إلى حرب طاحنة أعادت تشكيل المشهد السياسي والعسكري، ووضعت البلاد أمام احتمالات مفتوحة تتراوح بين الحسم العسكري، والتقسيم والتسوية السياسية.

 

ملامح المشهد العسكري.. الجيش يقترب من الحسم؟

 مع استمرار المواجهات العنيفة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، تتجه الأنظار نحو القصر الرئاسي في الخرطوم، حيث يخوض الجيش معركته الكبرى لاستعادة العاصمة. بعد عامين من القتال، تبدو موازين القوى مائلة لصالح الجيش، الذي تمكن من تحقيق انتصارات متتالية في ولايات الجزيرة وسنار، ما عزز موقعه في الصراع.

 

 ففي الأشهر الأخيرة، تحركت القوات السودانية بخطى ثابتة نحو الخرطوم، حيث استعادت السيطرة على ود مدني وعدة مواقع استراتيجية أخرى، في حين تراجعت قوات الدعم السريع بوتيرة أسرع مما كان متوقعًا. ويعزو المراقبون هذا التقدم إلى تفوق الجيش في سلاح الجو واستخدامه المتزايد للطائرات المسيرة الإيرانية الصنع، التي كان لها دور بارز في المعارك الأخيرة.

لكن رغم هذه النجاحات، تبقى معركة الخرطوم الأكثر تعقيدًا. فبينما يحكم الجيش قبضته على وسط العاصمة، لا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على أجزاء من المدينة وأم درمان، بالإضافة إلى مناطق واسعة في دارفور، حيث تسعى لإقامة كيان مستقل، على غرار السيناريو الليبي أو الصومالي.

السيناريوهات المحتملة بين الحسم والتقسيم والتسوية

 

مع دخول الحرب عامها الثالث، تتباين التوقعات بشأن مستقبل السودان، هناك ثلاثة سيناريوهات رئيسية هي:

الحسم العسكري: وهو السيناريو الأقرب للواقع، خاصة بعد التقدم الكبير الذي حققه الجيش السوداني. وإذا نجح في استعادة الخرطوم بالكامل، فسيعزز ذلك فرصه في استعادة بقية المناطق، مما يعني نهاية قوات الدعم السريع كقوة مؤثرة في البلاد. لكن هذا السيناريو لا يعني بالضرورة تحقيق الاستقرار، إذ قد يستمر القتال في مناطق نائية مثل دارفور وكردفان.

التقسيم: في حال لم يتمكن الجيش من القضاء على قوات الدعم السريع تمامًا، فقد تتجه البلاد نحو تقسيم غير رسمي، بحيث تظل دارفور وكردفان تحت سيطرة قوات الدعم السريع، بينما يسيطر الجيش على بقية البلاد. هذا السيناريو يفتح الباب أمام تدخلات أجنبية أوسع، ويهدد بتكرار تجربة الصومال أو ليبيا، حيث تتحول البلاد إلى مناطق نفوذ متصارعة.

التسوية السياسية: رغم ضعف هذا السيناريو في الوقت الحالي، إلا أنه يبقى خيارًا مطروحًا إذا تصاعدت الضغوط الدولية. فبعد فشل محادثات جدة، قد تعود القوى الإقليمية والدولية لمحاولة فرض حل وسط بين الطرفين. لكن المشكلة تكمن في غياب الثقة بين الجيش والدعم السريع، ما يجعل أي تسوية سياسية محفوفة بالمخاطر.

 

الدور الإقليمي والدولي السودان في قلب الصراع الدولي

 لم تعد الحرب في السودان شأنا داخليا، بل تحولت إلى ساحة صراع بين قوى إقليمية ودولية. وفي الخلفية، تراقب واشنطن وموسكو الوضع بحذر. ففي حين تسعى روسيا للحصول على موطئ قدم في البحر الأحمر عبر صفقة لإنشاء قاعدة عسكرية، تفرض الولايات المتحدة عقوبات على قادة الطرفين، لكنها لم تتدخل بشكل مباشر لحسم الصراع.

 

الأزمة الإنسانية.. السودان ينزف

وسط هذا الصراع، يدفع المدنيون الثمن الأكبر. فقد أسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف، ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، فيما يواجه أكثر من 100 ألف سوداني خطر المجاعة، وفقًا لتقارير الأمم المتحدة. كما شهدت البلاد انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، حيث وُجهت اتهامات لقوات الدعم السريع بارتكاب مجازر وجرائم اغتصاب، في حين لم يسلم الجيش من اتهامات بارتكاب انتهاكات مماثلة.

 

إلى أين يتجه السودان؟

 بينما يحتدم القتال في الخرطوم، يبدو أن السودان يقترب من لحظة حاسمة. فإما أن يتمكن الجيش من حسم المعركة، مما يعيد ترتيب المشهد السياسي، أو تستمر الحرب لتتحول البلاد إلى ساحة صراع إقليمي، أو يتم التوصل إلى تسوية سياسية تفرضها القوى الدولية.

في كل الأحوال، يبدو واضحا أن السودان لن يعود كما كان قبل أبريل 2023. فالصراع الحالي لم يعد مجرد مواجهة بين جيش رسمي وقوة شبه عسكرية، بل أصبح معركة وجود، ستحدد ملامح مستقبل البلاد لعقود قادمة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية