رئيس التحرير
عصام كامل

سماء مشتعلة، رسائل إسرائيل من استهداف سوريا: ترفض بناء الشرع جيشًا نظاميًّا وإعادة الوجود الإيراني.. وتؤكد: تل أبيب تمتلك قواعد اللعبة في الجنوب

سوريا
سوريا

على امتداد الأفق، كانت السماء السورية تتوهج بانعكاسات اللهب، تتداخل أصوات الطائرات مع دوي الانفجارات، كأن المشهد يعيد نفسه مرارا، وفي كل مرة تخرج الأخبار متشابهة، حيث الغارات الإسرائيلية على مواقع عسكرية داخل الأراضي السورية، وتصريحات رسمية من الجيش الإسرائيلي تؤكد أن العمليات تهدف إلى حماية الأمن القومي، لكن خلف هذه البيانات العسكرية، يكمن واقع أكثر تعقيدا، واقع تحكمه معادلات القوة والمصالح الإقليمية.

درعا.. البداية مجددًا

في جنوب سوريا، حيث تلامس درعا حدود الجولان المحتل، كثفت إسرائيل غاراتها في الأيام الأخيرة. طالت الضربات مخازن أسلحة، ومقرات عسكرية، وحتى مساكن الجنود. لم تقتصر الهجمات على مواقع خالية، بل استهدفت الفوج 175، اللواء 12 في مدينة إزرع، واللواء 15 في مدينة إنخل، إضافة إلى مواقع أخرى في ريف دمشق. كانت إسرائيل واضحة في مبرراتها، إذ أعلنت أن هذه الهجمات تهدف إلى منع وقوع الأسلحة في أيدي الجماعات المسلحة التي تدعم النظام الجديد بقيادة أحمد الشرع.

"لا يمكننا السماح بوجود تهديد عسكري بالقرب من حدودنا"، هكذا صرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل هو مجرد تهديد عسكري، أم أن الأمر يتجاوز ذلك إلى مصالح استراتيجية أكبر؟

مخاوف إسرائيل.. ما وراء الضربات الجوية

لطالما نظرت إسرائيل إلى سوريا على أنها جبهة غير مستقرة، حتى قبل اندلاع الحرب الأهلية. لكن بعد سقوط نظام بشار الأسد، تغيرت الحسابات. لم تعد المواجهة فقط مع جيش نظامي، بل مع خليط من الفصائل المسلحة، بعضها موالٍ لإيران، وبعضها الآخر يسعى لإعادة تشكيل المشهد السياسي.

إسرائيل، التي لطالما اعتبرت الوجود الإيراني في سوريا خطًا أحمر، لا تخفي قلقها من أن تتحول البلاد إلى ساحة نفوذ لطهران. تقول التقارير العسكرية الإسرائيلية إن إيران، عبر ميليشياتها، تسعى إلى تعزيز وجودها العسكري، خاصة في المناطق الجنوبية القريبة من الجولان. بالنسبة لإسرائيل، هذا خطر لا يمكن السكوت عنه. لذلك، لم تقتصر الغارات على درعا فحسب، بل امتدت إلى الكسوة وتل المانع، حيث يعتقد أن قوات إيرانية تتمركز هناك.

لكن الخطر لا يأتي فقط من إيران. ترى إسرائيل في النظام السوري الجديد تهديدًا ناشئًا، رغم أنه لم يتحول بعد إلى قوة عسكرية كبيرة. فبحسب مراسلة القناة 12 الإسرائيلية، سابير ليبكين، فإن الجيش الإسرائيلي يسعى لمنع الشرع من وراثة ترسانة الأسلحة التي كانت تحت سيطرة النظام السابق. لهذا، كان استهداف اللواء 132 ومواقع عسكرية أخرى جزءًا من سياسة "إضعاف العدو قبل أن يصبح خطرًا".

منطقة النفوذ الإسرائيلية في سوريا

لم تعد إسرائيل تتعامل مع جنوب سوريا كحدود يجب حمايتها فقط، بل كمنطقة نفوذ يجب ضبطها. وفقًا للتقارير العسكرية، قسّمت إسرائيل جنوب سوريا إلى ثلاث مناطق:

المنطقة العازلة: تمتد لمسافة 1-5 كيلومترات وتضم نقاط مراقبة استراتيجية.

المنطقة الأمنية: تصل إلى 15 كيلومترًا من الحدود.

منطقة النفوذ: تمتد لمسافة 65 كيلومترًا، حتى تصل إلى الطريق المؤدي إلى دمشق.

هذا التقسيم، وإن لم يكن رسميا، يعكس السياسة الإسرائيلية في التعامل مع سوريا. فكلما اقتربت أي قوة من هذه المناطق، كانت إسرائيل تتحرك سريعًا لردعها.

الرسائل الإسرائيلية.. ما الهدف الحقيقي؟

بالنظر إلى حجم الغارات وتوزعها الجغرافي، من الواضح أن إسرائيل لا تستهدف فقط مواقع عسكرية، بل تسعى إلى إيصال رسائل سياسية. الرسالة الأولى موجهة للنظام السوري الجديد: لا مجال لبناء جيش قوي قادر على تشكيل تهديد. الرسالة الثانية موجهة لإيران وحلفائها: لا مكان لوجودكم العسكري في سوريا، خاصة بالقرب من الجولان. أما الرسالة الثالثة، فهي إلى المجتمع الدولي، وتحديدا واشنطن وموسكو، بأن إسرائيل لن تسمح بتغيير قواعد اللعبة في الجنوب السوري.

هل ستنجح إسرائيل في فرض سيطرتها؟

قد يبدو المشهد لصالح إسرائيل في الوقت الحالي، لكن الصراعات في الشرق الأوسط نادرًا ما تحسم بسهولة. فمع كل غارة جوية، تتعقد الحسابات أكثر، وتتزايد احتمالات التصعيد. فهل تستمر إسرائيل في استراتيجيتها الحالية، أم أن التوازنات الدولية قد تفرض عليها تعديل مسارها؟ الأكيد أن سوريا ستبقى ساحة مفتوحة للصراعات، حيث تتداخل القوى وتتصادم المصالح، بينما يدفع السوريون وحدهم الثمن الأكبر.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية