رئيس التحرير
عصام كامل

وكيل الأزهر: أحكام الميراث لا تقبل التغيير.. ومواقع التواصل أحد أسباب انتشار الإلحاد.. والتجديد الديني ليس تغييرًا فى الثوابت ( حوار )

خلال حوار الزميل
خلال حوار الزميل مصطفي جمال مع وكيل الازهر - فيتو

>> نعمل على إعادة صياغة للخطاب الدينى بما يتناسب مع الواقع المعاصر

>> الأزهر أدخل التحول الرقمى فى منظومته التعليمية
>> الرئيس وافق على تعيين 40 ألف معلم بالمعاهد الأزهرية فى مختلف التخصصات العلمية على عدة سنوات 

>> الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة  بصدد الإعلان عن مسابقة لشغل (10000) وظيفة معلم أزهرى

>> الأزهر يعتبر الهوية الثقافية والدينية صمام الأمان للأمة الإسلامية وجدار الصد الأول  

>> محاولات التغريب والغزو الثقافى تسعى لطمس معالم الشخصية الإسلامية وإذابتها فى أنماط فكرية غريبة عنها

>> الإلحاد ظاهرة فكرية تحتاج إلى معالجة علمية متأنية بعيدًا عن التصادم

>> أنشأنا فى الأزهر وحدة “بيان “ لمواجهة الإلحاد والتشكيك فى الثوابت الدينية
>> المرأة اليوم فى الأزهر تتبوأ المناصب القيادية فى مختلف قطاعاته

>> نتعاون  مع “الأوقاف” و”الإفتاء” من أجل توحيد الخطاب الدينى وتدريب الأئمة على الاعتدال

>> تمكين المرأة فى المجتمع ليس مجرد شعار بل واجب شرعى وإنساني

 


 

فى ظل تحولات كبرى تشهدها الساحة المحلية والدولية، وتحديات فكرية وثقافية تضغط على وعى المجتمعات، تتزايد الأسئلة حول دور المؤسسات الدينية فى صناعة التوازن، وحماية الهوية، وتجديد الخطاب الدينى دون التفريط فى الثوابت، 

 

وفى القلب من هذا المشهد، يظل الأزهر الشريف حاضرًا بثقله التاريخي، ومسئوليته العلمية والدعوية، باعتباره المرجعية الأبرز فى العالم الإسلامي، وحارسًا أصيلًا للمنهج الوسطى الذى يحفظ للأمة استقرارها الروحى والفكري.

 

ومن هذا المنطلق، “فيتو” بدورها أجرت حوارًا موسعًا مع الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر الشريف، كشف فيه عن رؤية الأزهر فى التعامل مع المتغيرات، وموقفه من القضايا الداخلية والخارجية، وخططه لتطوير التعليم الأزهرى بمراحله المختلفة، واستعادة دوره الريادى على المستويين المحلى والدولي،

 

 وسط عالم بات أحوج ما يكون إلى صوت العقل والاعتدال، ولم يغفل الحوار تناول الدور الإقليمى والدولى للأزهر فى دعم قضايا الأمة، وتعزيز الحوار بين الحضارات، 

 

وجهود الأزهر فى بناء جسور التفاهم مع الآخر، ليظل منارة سلام، ومرجعية دينية عالمية تنأى بنفسها عن الصخب السياسى والاصطفاف الحاد، وتتمسك بمنهجها الوسطى المعتدل

 

فـ إلى نص الحوار:

*فى البداية ما موقف الأزهر من قضايا التجديد فى الخطاب الديني؟ وهل هناك معايير واضحة للتجديد بما لا يتعارض مع ثوابت الشريعة؟

فى الحقيقة.. الأزهر الشريف يتحمل بجانب غيره من المؤسسات الدينية الوطنية، مسئولية تجديد الخطاب الدينى وتحديثه بما يتناسب مع متطلبات العصر، وقد اتخذ الأزهر خطوات فى سبيل ذلك، انطلاقًا من رسالته فى نشر الدين الإسلامى الصحيح فى جميع أنحاء العالم،

وقد بدأت هذه الجهود بشكل مكثف منذ عام 2011، مع تولى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب مشيخة الأزهر، حيث شملت هذه الخطوات، من بين الكثير: تطوير المناهج الأزهرية، وتنقيتها من النصوص والأقوال التراثية التى كانت مرتبطة بسياقات تاريخية لا تتناسب مع واقعنا المعاصر، مع التركيز على تعزيز قيم السلام والتعايش والمواطنة بين الشعوب والثقافات المختلفة،

كما حرص الأزهر على عقد سلسلة من المؤتمرات والندوات التى تهدف إلى تجديد الفكر الديني، ومناقشة المفاهيم المغلوطة، ونشر الوسطية، ومكافحة التطرف، والإرهاب، وأولى الأزهر اهتمامًا خاصًا بقضايا المرأة، حيث عمل على تجديد الآراء الفقهية المتعلقة بها، وغيرها الكثير والكثير من الجهود العملية التى قام بها الأزهر فى هذا الشأن.

ويقوم موقف الأزهر الشريف من قضايا التجديد فى الخطاب الدينى على عدد من الأسس والمعايير الرصينة والمتوازنة، التى تهدف إلى تجديد الخطاب الدينى بما يتوافق مع متطلبات العصر، شريطة الحفاظ على الثوابت الدينية، انطلاقًا من إيمان راسخ وعقيدة ثابتة لدى الأزهر الشريف بأن التجديد ليس تغييرًا فى الثوابت، بل هو إعادة صياغة للخطاب الدينى بما يتناسب مع الواقع المعاصر، ويعالج قضايا المجتمع بفهم عميق ومستنير للنصوص الشرعية، مع مواجهة التطرف والغلو، وتعزيز قيم الاعتدال والوسطية.

*ما رد الأزهر على الدعوات التى تطالب بإلغاء أو تعديل بعض أحكام الميراث فى الإسلام؟

دعنى أقول إن الأزهر الشريف يرى أن أحكام الميراث فى الإسلام هى جزء من الشريعة الإسلامية التى جاءت بتفصيلات دقيقة وواضحة فى القرآن الكريم والسنة النبوية، وهى تمثل نظامًا عادلًا ومتكاملًا يراعى طبيعة العلاقات الأسرية والاجتماعية، ويحقق التوازن بين حقوق الأفراد والجماعات، 
ويؤكد الأزهر أن أحكام الميراث ثابتة ولا تقبل التغيير أو التعديل، لأنها منصوص عليها فى القرآن الكريم بشكل صريح ومفصل، مثل قوله تعالى: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِى أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ}. ولهذا، يرى الأزهر أن بعض الدعوات لتعديل أحكام الميراث ناتجة عن سوء فهم أو جهل بحكمة التشريع الإسلامي، لذلك، يعمل الأزهر على نشر الوعى الدينى الصحيح، وتوضيح فلسفة التشريع الإسلامى فى الميراث، وكيف أنه يحقق العدل والمساواة فى إطار يراعى الفروق الطبيعية بين الأفراد.

*كيف يمكن للأزهر تعزيز مفهوم المواطنة والتعايش السلمى بين المسلمين وغير المسلمين؟

الجميع يدرك أن للأزهر فى تعزيز مفهوم المواطنة والتعايش السلمى بين المسلمين وغير المسلمين حضورًا قويًا، والناظر بعين الإنصاف يجد أن الأزهر أسهم بمختلف قطاعاته لتحقيق هذا الهدف، ولعل أبرز أهداف «وثيقة الأخوة الإنسانية» يصب فى صالح التعايش السلمى بين المسلمين وغيرهم من أتباع الديانات الأخرى،

كما أنشأ الأزهر مركز حوار الأديان» للتوافق والتعايش وتطوير ليكون بمثابة انطلاقة جديدة تعتمد الحوار، واهتم شيخ الأزهر بتعزيز التماسك فى المجتمع المصرى فأسس “بيت العائلة المصرية” لوأد محاولات الفتنة والحفاظ على النسيج الوطنى والمجتمعى بين المسلمين والمسيحيين،

كما جاب فضيلة الإمام العالم شرقًا وغربًا من أجل ترسيخ السلام وثقافة التعايش والحوار بين أتباع الأديان، فلم يتأخر فضيلته يومًا عن المشاركة فى محفل أو مؤتمر لرأب الصدع بين الفرقاء،

وأطلق الإمام الأكبر أول “ملتقى دولى للشباب المسلم والمسيحي” لدعم الحوار، حضره 40 شابًّا وفتاة من 15 دولة من الشرق والغرب، بهدف تعزيز قيم التعايش والتفاهم المشترك، وترسيخ ثقافة الحوار بين الأديان، من خلال مناقشة القضايا المشتركة، وتبادل التجارب والخبرات التى تسهم فى بناء جسور التواصل والسلام بين مختلف الثقافات والمجتمعات.

*كيف يقيم الأزهر دوره التعليمى فى ظل التحديات التى تواجه المنظومة التعليمية فى مصر؟

بالعودة للتاريخ نجد أنه منذ تأسيس الجامع الأزهر فى عهد الفاطميين، ثم تحوله على يد القائد صلاح الدين الأيوبى إلى منارة لتدريس المذهب السني، وهو يؤدى دورًا رائدًا كمؤسسة تعليمية، وإيمانًا من الأزهر الشريف بأن التعليم هو السبيل الحقيقى لبناء الإنسان، كان من الضرورى وضع رؤية متكاملة لبناء الوعى بالتحديات والقضايا المعاصرة، تسير جنبًا إلى جنب مع الأنشطة الطلابية التى تعزز التفكير والإبداع لدى الطلاب،

وفى هذا السياق، قام قطاع المعاهد الأزهرية بتطوير مستمر لمناهج التعليم الأزهري، وإصلاح مقوماتها العلمية والتربوية، إلى جانب تدريب الكوادر التعليمية على أحدث المستجدات فى مجال التعليم المدرسي، كما أطلق العديد من المبادرات والندوات التوعوية لتحصين الطلاب الأزهريين بوجه خاص، وطلاب وشباب مصر بوجه عام، ضد أى تيارات أو أفكار مغلوطة أو متشددة تتنافى مع سماحة الإسلام. وفى إطار هذا التطوير، أدخل الأزهر التحول الرقمى فى منظومته التعليمية، ونجح فى حصول نحو خُمس معاهده على شهادة الجودة لمطابقتها المعايير الدولية خلال سنوات قليلة، مع استمرار الجهود لتحقيق المزيد من التقدم والتميز.

*ما هى الخطط المستقبلية لتطوير التعليم الأزهرى فى المراحل المختلفة، بما فى ذلك المعاهد والكليات؟

الحقيقة أن المتابع للتعليم الأزهرى يدرك أن التطوير والتجديد من السمات المميزة للتعليم الأزهري، لذا نحرص دائمًا على وضع خطط متكاملة لضمان استمرارية تطويره، ليظل فى صدارة المؤسسات التعليمية،

وفى هذا الإطار، اتخذ قطاع المعاهد الأزهرية العديد من الخطوات الفاعلة التى من شأنها الارتقاء بالعملية التعليمية فى المراحل قبل الجامعية والجامعية، شمل ذلك إنتاج وتصميم الحقائب التدريبية فى مختلف التخصصات، ووضع برامج تدريبية تلبى الاحتياجات الفعلية للعاملين فى جميع المناطق الأزهرية، إلى جانب التوسع فى افتتاح المعاهد العادية والنموذجية (عربى – لغات)، فضلًا عن إنشاء المزيد من الكليات الأزهرية على مستوى الجمهورية، وفى إطار تحقيق التطور التكنولوجى وتنفيذ خطة التحول الرقمي، استمر التعاون بين قطاع المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر لتعزيز استخدام التكنولوجيا فى العملية التعليمية، من خلال رقمنة المناهج الدراسية، وإطلاق المنصات التعليمية التفاعلية، وتطوير البنية التحتية الرقمية للمعاهد، بما يواكب أحدث المعايير العالمية، ويؤهل الطلاب لمتطلبات العصر الحديث.

*هل هناك جديد فى ملف تعيين معلمين جدد فى المعاهد الأزهرية؟

نعمل بشكل متواصل ومكثف على ملف تعيين معلمين جدد فى المعاهد الأزهرية، فهذا الملف يحظى بأولوية كبيرة ضمن خطط تطوير العملية التعليمية الأزهرية، وهناك تنسيق متواصل مع الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة  لضمان استكمال الإجراءات اللازمة وفقًا للضوابط والمعايير المحددة،

وهناك تطورات إيجابية فى هذا الملف، خاصة بعد موافقة السيد رئيس الجمهورية على تعيين 40 ألف معلم بالمعاهد الأزهرية فى مختلف التخصصات العلمية على عدة سنوات مالية، بناءً على الدراسة التى أعدها الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة بالتعاون مع قطاع المعاهد الأزهرية لسد العجز الحالى فى معلمى المعاهد فى مختلف التخصصات العلمية، 
والجهاز المركزى للتنظيم والإدارة  بصدد الإعلان عن مسابقة لشغل (10000) وظيفة معلم أزهرى فى بعض التخصصات كإعلان أول، يتبعه إعلانات أخرى فى السنوات المالية القادمة، وسيتم الإعلان عنها من خلال موقع بوابة الوظائف الحكومية فى أقرب وقت بإذن الله تعالى. والإعلان عن أى تفاصيل جديدة سيتم فى الوقت المناسب وبالشكل الذى يضمن تحقيق المصلحة العامة واستقرار العملية التعليمية.

*كيف يتعامل الأزهر مع قضايا الفكر المتطرف وتفنيد خطاب الكراهية عبر مناهجه وبرامجه الدعوية؟

يعتمد الأزهر منهجًا متكاملًا يجمع بين التأصيل العلمى الرصين والانفتاح على العصر، بهدف بناء وعى دينى يقاوم التطرف من جذوره، مع التركيز على أن الإسلام دين يرعى العدل والرحمة واحترام التنوع. هذه الجهود تُترجم عبر تعليمٍ متجدد، وخطابٍ دينيٍ واعٍ، وتعاونٍ دوليٍ لتحقيق السلم العالمي،

حيث يتعامل الأزهر مع قضايا الفكر المتطرف وخطاب الكراهية عبر مجموعة من الاستراتيجيات والبرامج التى تركز على تعزيز الفهم الوسطى للإسلام، وتفنيد الأفكار المتطرفة، وترسيخ قيم التعايش والسلم المجتمعي، أبرز تلك الجهود والآليات التى لا يتسع المقام لحصرها؛ التطوير التعليمى وتحديث المناهج الدراسية لتشمل مفاهيم الوسطية والاعتدال، مع تفنيد الشبهات الفكرية، إضافة إلى تنظيم حملات توعوية فى المساجد والمجتمعات المحلية، عبر خطب الجمعة والندوات التى تدعو إلى التسامح ورفض العنف،

بجانب استخدام المنصات الإلكترونية وقنوات التواصل الاجتماعى لنشر محتوى يعرف بالإسلام الصحيح، ويجيب على الأسئلة الشائعة حول القضايا الخلافية، ويحذر من التلاعب بالنصوص الدينية، وإصدار بيانات واضحة تدين العنف والإرهاب والتكفير، وتؤكد على حرمة الدماء والأعراض والأموال، مستندةً إلى الأدلة الشرعية من القرآن والسنة، هذا فضلًا عن المشاركة فى مؤتمرات عالمية لتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، وتنظيم برامج تدريبية للشباب على الحوار والنقد البنّاء، كما أن الأزهر يعد المرجعيةً الدينيةً لعلماء العالم الإسلامي، حيث يصدر خطابًا دينيًا معتدلًا عبر آلاف الطلاب الوافدين من أكثر من ١٠٠ دولة، الذين يعودون إلى بلدانهم كسفراء للفكر الوسطي.

*كيف ينظر الأزهر إلى القضايا المتعلقة بالهوية الثقافية والدينية فى ظل محاولات التغريب؟

الأزهر الشريف يعتبر الهوية الثقافية والدينية صمام الأمان للأمة الإسلامية، وجدار الصد الأول أمام محاولات التغريب والغزو الثقافى التى تسعى لطمس معالم الشخصية الإسلامية وإذابتها فى أنماط فكرية غريبة عنها، من هذا المنطلق، يعمل الأزهر على تعزيز الانتماء إلى تراثنا الإسلامى العريق، وتجديد الفكر الإسلامى فى ضوء الجمع بين الأصالة والتجديد، دون تفريط أو غلو،

ويرى الأزهر أن المواجهة الحقيقية للتغريب لا تكون بالانغلاق، وإنما ببناء وعى علمى وثقافى وفكرى متين، يُمكّن الإنسان من التمييز بين ما يُفيد الحضارة الإسلامية وما يُراد به إضعافها، ومن خلال مناهجه التعليمية، ومؤتمراته الفكرية، وجهوده الميدانية، يسهم الأزهر فى ترسيخ قيم الانتماء والاعتزاز بالهوية، مع الانفتاح الواعى على الحضارات الأخرى، فى إطار احترام الخصوصية الثقافية والدينية للأمة.

*ما هى رؤية الأزهر حول قضية الإلحاد وأسباب انتشاره فى بعض الأوساط الشبابية؟

الأزهر الشريف ينظر إلى قضية الإلحاد باعتبارها ظاهرة فكرية تحتاج إلى معالجة علمية متأنية، بعيدًا عن التصادم، ويرى أن وجودها فى بعض الأوساط الشبابية يعود إلى عدة أسباب، منها ضعف الوعى الدينى الصحيح بسبب غياب التربية الإيمانية العميقة، وانتشار الشبهات الفكرية من أدعياء العلم والفكر، فضلًا عن التأثير السلبى لمواقع التواصل الاجتماعى وبعض البرامج الفضائية التى تفتح الباب لغير المتخصصين والمشككين فى علوم الأمة وتراثها، والانبهار ببعض المقولات الفلسفية الغربية التى تقدم رؤية مادية للكون بعيدة عن تعاليم الدين، ويعمل الأزهر على التصدى لهذه الظاهرة من خلال تفنيد الشبهات، وفتح حوارات فكرية مع الشباب، وتقديم إجابات عقلية ومنطقية تجمع بين مقتضيات الإيمان وثوابت العلم، لإعادة بناء الثقة فى العقيدة الإسلامية، وترسيخ اليقين القائم على المعرفة والفكر والدليل، وقد أنشأنا فى الأزهر وحدة “بيان “ لمواجهة الإلحاد والتشكيك فى الثوابت الدينية، حيث تعمل على رصد الشبهات المثارة والرد عليها بطريقة علمية رصينة.

*كيف يدعم الأزهر قضايا المرأة، خاصة فيما يتعلق بحقوقها الشرعية والاجتماعية؟

الأزهر الشريف يتبنى رؤية واضحة فى دعم قضايا المرأة، تنطلق من مبادئ الشريعة الإسلامية التى كفلت لها حقوقها كاملة، دون انتقاص أو تجاوز، فتمكين المرأة فى المجتمع ليس مجرد شعار، بل هو واجب شرعى وإنساني، إذ أن الإسلام حفظ لها حق التعليم والعمل والمشاركة فى الحياة العامة، وصون كرامتها من أى استغلال أو تهميش،

ومن يتابع جهود الأزهر يعرف جيدًا كيف يرعى الأزهر للمرأة حقوقها وقد خصص فضيلة الإمام الأكبر الكثير من حلقات برنامجه الرمضانى “الإمام الطيب” لبيان هذه الحقوق وكذلك الواجبات، ونحن فى الأزهر نطبق هذا على أرض الواقع، فالمرأة اليوم فى الأزهر تتبوأ المناصب القيادية فى مختلف قطاعاته، ويحرص الأزهر على تصحيح المفاهيم المغلوطة حول وضع المرأة فى الإسلام، ومواجهة أى ممارسات تنتقص من حقوقها الشرعية تحت ستار العادات والتقاليد البالية، كما يعمل من خلال مؤسساته المختلفة، كمرصد الأزهر ومركز الفتوى، على نشر الوعى بحقوق المرأة، وكذلك حمايتها من التجاذبات الفكرية التى تحاول إما تقييدها دون وجه حق، أو دفعها إلى التحرر من ضوابط الشرع الحنيف.

*فى الختام.. كيف يرى الدكتور محمد الضوينى فترته فى منصب وكيل الأزهر على مدار الأربع سنوات الماضية؟

الحمد لله، الأربع سنوات كان فيها كثير من النجاحات وشرف بالتأكيد لأى أزهرى أن يكون فى خدمة الأزهر وفضيلة الإمام الأكبر، والحمدلله حيث ذللنا كثيرًا من الصعاب وأحمد الله سبحانه وتعالى إن هناك تقدما فى وتيرة العمل داخل المشيخة سواء كان فى المجال التعليمى أو كان فى المجال الدعوى حيث كان هناك تنفيذ دائم لتعليمات فضيلة الإمام الأكبر،

والحمد لله الجامع الأزهر يلحظ نشاطًا غير مسبوق، وقطاع المعاهد الأزهرية عادت إليه حيوته من جديد، وعلى مستوى الدعوة والوعظ كذلك وعلى مستوى النشر الدعوى مجمع البحوث الإسلامية لديه الكثير من المخرجات فى هذا الملف وهذه كله من فضل الله سبحانه وتعالى علينا

 

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو" 
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية