رئيس التحرير
عصام كامل

أمهات بلا عيد.. قصص من دار المسنات.. فادية: قلت لبنتي أول ما أحس إني مش قادرة أدخل المطبخ وديني دار مسنين.. سوسو: اتخطبت 7 مرات ومحصلش نصيب.. وناهد: زوجي توفي ومعنديش أولاد (صور)

الحاجة سوسو وهدية
الحاجة سوسو وهدية عيد الأم

أمهات بلا عيد… ولكن بالونس الذي لا ينتهي في أحد الأماكن الهادئة، حيث يلتقي الزمن بالمكان، توجد دار المسنات التي تستقبل النساء في مرحلة متقدمة من الحياة، فتمنحهن فرصة جديدة للعيش، بعيدًا عن فراغ الوحدة، وبجوار رفقاء العمر الذين أصبحوا جزءًا من قصصهن. لا يهم إن كنَّ قد نضجن في زمنٍ بعيد أو عايشن طفولةً لم تكتمل، فهنّ هنا يحيين حياتهنّ من جديد، ويخلقن لحظات من الأمل في مكانٍ لم يكن في الحسبان أن يكون ملاذًا من عواقب العمر. كل واحدة منهن تحمل حكاية، ولدى كل منهن سبب لابتسامة تمرّ على شفتيها رغم سنوات العمر الثقيلة.

الحاجة فادية… حين يصبح الراديو صديق العمر

قبل خمس سنوات، شعرت الحاجة فادية، عارضة الأزياء السابقة في ليبيا، أن بصيرتها بدأت تتراجع تدريجيًّا. كان هذا الوقت هو نقطة التحول في حياتها. قالت لابنتها، "أول ما أحس إني مش قادرة أدخل المطبخ، خُديني دار مسنات على طول". وبالفعل، في اليوم التالي، جاءتها الإجابة التي لم تتوقعها: ابنتها نفين قالت لها، "إيه؟ اتكتبت عند ربنا". لكن الحاجة فادية لم تتراجع عن قرارها.

كانت أوقات شبابها مليئة بالذكريات الجميلة، فقد تزوجت مرتين، مرة من ليبي ومرة من مصري، وكلاهما توفي. رغم ذلك، لم تسمح للحزن أن يسيطر عليها. "أنا هنا لقيت صديقات وحبايب. الحاجة عائشة ولولا ونادية، كل يوم بالليل نشرب الشاي ونحكي عن أيامنا القديمة". لكن بالرغم من وجود الرفقة، كان هناك شيء يعوض شعورها بالوحدة، وهو الراديو. المحطة التي كانت تستمع إليها منذ أن كانت في الثامنة عشرة، وقد أصبح صديقها الأوفى، لا تفارقها أبدًا، بل إنها كانت تخفي سلك الراديو قبل أن تذهب إلى المدرسة في شبابها، خوفًا من أن يعبث أحد بترددها المفضل.

الحاجة سوسو… العروس التي لم تتزوج

الحاجة سوسو، التي تجاوزت السبعين، قد لا تبدو كذلك للوهلة الأولى. رغم تجاوزها لهذا العمر، إلا أن مظهرها لا يظهر آثار تقدم السن. كانت مهتمة دائمًا بمظهرها وأزيائها. ولكن مع مرور السنين، لم يكن النصيب حليفها. "أنا اتخطبت أكثر من ٧ مرات، لكن مكنش في نصيب. آخر عريس رفضته كان دكتور قابلته بالصدفة وأنا بعمل عملية من أربع سنين". كانت دائمًا ترغب في أن تهتم بنفسها، وكان الجميع يظن أن عمرها لا يتجاوز الأربعين.

لكن مع تقدمها في السن، أصبحت أكثر عزلة. كانت تهتم بأبنائها، لكنهم بدأوا ينشغلون عنها، فقررت أن تأتي إلى دار المسنات قبل أن يصل السن القانوني. كان قرارًا صعبًا، لكن الدار أعطاها فرصة جديدة لحياة أخرى. "أنا عندي شقتي، لكن مش بحب أروحها، مش عاوزة أحس بالوحدة، هنا في الونس أفضل". رغم أن أولاد إخوتها زاروها وقدموا لها هدايا، إلا أنها اكتشفت أن العيش مع الأهل لم يعطها نفس الراحة التي كانت تجدها هنا.

الحاجة ناهد… أن تحرق الماضي بيديك

الحاجة ناهد كانت لديها حياة مليئة بالحب والذكريات الجميلة، فقد كانت متزوجة من رجل عظيم، لكنهما لم يُرزقا بالأبناء. ورغم أنها كانت سعيدة في حياتها معه، إلا أن فقدان زوجها ترك فراغًا كبيرًا في حياتها. "لما توفى، الدنيا بقت فاضية من عليا، وأنا مكنتش عارفه أعيش لوحدي". قررت أن تترك كل شيء وراءها. حَرَّقت كل صورها وصور أهلها، لأنها لم ترغب أن يتطلع أحد على ماضيها عندما ترحل.

ولكن هذا القرار لم يكن سهلًا عليها. عند رحيل زوجها، شعرت بأنها لا تستطيع العيش بمفردها. قررت أن تأتي إلى الدار لتجد الونس وتملأ الفراغ الذي شعرته بعد وفاته. ورغم أنها لم تجد حلًّا بسهولة، إلا أن الحياة في الدار أصبحت بالنسبة لها مصدرًا للراحة، حيث يمكنها أن تقضي وقتها مع صديقاتها الجدد وتبتسم رغم الحزن الذي يرافقها.

الحاجة لولا… النظام ضد الوحدة

الحاجة لولا، التي لم تتزوج طوال حياتها، وجدت في النظام والترتيب حلًّا لمشاعرها التي كانت دائمًا تفتقر إلى الونس. "أنا منظمة جدًا، بحب النضافة والترتيب، ومش بحب التليفزيون، ومحدش بيزورني، لكن لما بتصاحب على الناس بسرعة، بفتح كلام مع أي حد أتونس شوية".

كانت حياتها بسيطة جدًا، فعندما تشعر بالملل، تخرج لتمشي قليلًا، ثم تعود وكأنها استعادت قوتها من جديد. لم تعتد على الوحدة، لذا كانت دائمًا تسعى للحديث مع أي شخص يجدها في طريقه. شعرت بأن الحياة هنا أفضل من عيشها بمفردها في شقتها.

الحاجة نادية… الحزن حين يصبح عادة

أما الحاجة نادية، فقد اتسمت حياتها بالهدوء والسكينة، رغم أنها الآن في حالة حزن مستمر بعد وفاة صديقتها المقربة، الحاجة عطيات. كانت تفضل الصلاة وقراءة القرآن على التليفزيون أو الراديو، ولكن الحزن كان يسيطر عليها في الآونة الأخيرة. "كان عندي أصحاب هنا في الدار، بقدر أتكلم معهم، لكن بسبب الحزن على الحاجة عطيات اللي توفت، الأمور مش زي قبل كده".

غرف بلا ماضٍ… وونس يعوض الغياب

الغرف في الدار تعكس حياة هادئة، محملة بالذكريات البسيطة. في معظم الغرف، نجد راديو صغيرًا على الكومود، بجواره علب دواء أو جهاز ضغط. في بعض الغرف، توجد صور قديمة لأفراد الأسرة، لكنها قليلة للغاية. أما الأغراض الشخصية، فهي لا تكاد تذكر- مشط بلاستيك قديم، آيات قرآنية قديمة، وربما كتاب صغير تركه أحد الأبناء.

لكن الأهم من كل ذلك هو الونس الذي يعم المكان. في كل زاوية، وفي كل غرفة، هناك لحظات صغيرة من التواصل، سواء عبر حديث عابر أو بابتسامة تزرعها إحدى النزيلات في قلب صديقتها.

عيد بلا أبناء… ولكن بونس لا ينتهي

ورغم أنهن لا يحتفلن بعيد الأم بنفس الطريقة، إلا أن الحاجة فادية تقول: "إحنا راضيين". عيد الأم هنا ليس في الهدية، بل في الشعور بأن هناك من يهتم بك، ولو عبر كلمة طيبة أو لحظة صمت مُريحة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية