رئيس التحرير
عصام كامل

معاوية المثير للجدل!.. المسلسل يفتح المسكوت عنه فى الروايات التاريخية.. وملاحظات عديدة حول الإخراج.. اتخاذ موقف سلبى من المسلسل دون مشاهدته غير موضوعى ولا يجب التعويل عليه

مسلسل معاوية
مسلسل معاوية

حالة من الجدل والنقاش الحاد انطلقت قبل بدء موسم دراما رمضان الجارى 2025، وذلك فور إطلاق الإعلان الأول لمسلسل «معاوية» الذى يتناول سيرة وحياة الصحابى معاوية بن أبى سفيان رضى الله عنه، حتى قبل انطلاق عرض أولى حلقات المسلسل التاريخى ذى الإنتاج الضخم والتأجيلات المتكررة.

ربما جاء ذلك لما تملكه شخصية بطل العمل “معاوية” من العديد من الجوانب والمواقف الشائكة، وتأثيرها على التاريخ الإسلامى وما تلى وفاته من أحداث كبيرة ومنعطفات فى غاية التعقيد، غير أن البعض اتخذ موقفا سلبيا من العمل ككل قبل عرضه بالأساس، وهو ما يفتقد لأقل درجات الموضوعية فى تناول عمل فنى درامى بكافة عناصره من تمثيل وإخراج وحقبة زمنية تجسد على الشاشة، وأيضا سرد تاريخى لا يمكن إغفاله.

ومع عرض الحلقات الأولى من العمل، بات واضحا العديد من الجوانب الجيدة التى ظهرت فى جانب الحكى ورصد التأثيرات النفسية والاجتماعية على شخصية “معاوية” وكيف تشكلت وسط مجتمع قبلى عاش به طفولته مع ظهور الدعوة للإسلام على يد النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك أيضا تأثير نشأته فى بيت من بيوت أحد سادات قريش وقتها وهو أبو سفيان بن حرب.

كما أنه بالتأكيد، لا يمكن التغاضى على عدد آخر من المآخذ على المسلسل فى محاور مختلفة، ربما أبرزها بلا شك الأزياء المختارة لشخصيات العمل وعدم ملائمتها للحقبة الزمنية، ويعد أبرزها ما جاء فى مشهد حديث هند بنت عتبة لصغيرها معاوية، ونوعية الملابس التى ترتديها فى ذلك المشهد والتى تعد بشكل قاطع بعيدة كل البعد عن ملابس نساء قريش فى هذه الفترة.

كذلك أيضا جاءت أزياء معاوية بن أبى سفيان مع اعتلائه إمارة دمشق والتى يظهر فيها جانبا من الترف لا يتناسب مع ما كان عليه الحال فى هذه الفترة على الرغم من ما ذكر عن ما كان عليه معاوية دائما من اختياره لأفخم الثياب واعتنائه الجيد بهيئة ظهوره لأبناء إمارته وما يصاحبها دوما من جوانب الجمال والرقي.

جانب آخر أخذه بعض المنتقدين للمسلسل فى حلقاته الأولى، يتمثل فى الديكور والمجتمعات العمرانية التى ظهرت بالعمل، بما لا يتناسب مع طبيعة عمران هذه الفترة، والتى جاءت أقرب لأن تكون لعصور ما بعد ذلك وتميل للعصور الوسطى فى عمر التاريخ الإسلامي.

فيما وكالعادة، وجه البعض انتقادات للغة الحوار بين أبطال العمل، مع بعدها بشكل أو بآخر عن الفصحى العربية القوية، إلا أن هذا النقد أصبح بمثابة تهمة جاهزة تجاه أى عمل تاريخى يظهر كل موسم درامي، على الرغم من أنه فى حقيقة الأمر، اللغة هى أداة من أدوات صناع العمل ومخرجه، وهو الأكثر قدرة على تحديد كونها عامية أو فصحى أو بين بين، خاصة أنها من أهم الأدوات للوصول لقاعدة جماهيرية كبيرة للعمل.

فمن المنطقي، أن ينحاز المخرج للهجة أو أسلوب فى نسق الحوار بين أبطال المشهد، وكون تقديم عمل تاريخى بلهجة أقرب للعامية لا يعيبه، ولكن ينظر إلى عناصر أخرى تؤثر بشكل صارخ فى جودة العمل المقدم للجمهور.

وكان ذلك أبرز ما وجه للعمل من النقد، لكن على الناحية الأخرى فالمسلسل به العديد من الأمور والجوانب الجيدة على مستوى التناول والسرد التاريخى يضيف للتجربة الدرامية المقدمة لجمهور موسم دراما رمضان هذا العام بشكل خاص، وللأعمال الدرامية التاريخية بشكل عام.

ويأتى على رأس هذه النقاط الإيجابية، هو تركيز العمل بشكل واضح على كيف تشكلت شخصية معاوية منذ النشأة ومرورا بالعديد من الأحداث والصراعات التى سيكون لها تأثير كبير على قراراته وتصرفاته فيما بعد.

كما أن هناك جانبا لا يمكن إغفاله وهو تناول العمل لبعض المسائل الشائكة بشكل واضح وصريح، ومنها التأكيد على أن دخول معاوية للإسلام كان قبيل فتح مكة، وليس كما تبنته بعض الروايات التى تقول بإسلامه بعد الفتح.

كذلك تسليط الضوء على جانب لم ينل حظا من التناول فى كل ما قدم عن معاوية فى الدراما سابقا، وهو دوره بعد الإسلام فى الفتوحات التى جرت ببلاد الشام وحروبه ضد الروم، وهى الفترة التى لم تعرض للجمهور على الشاشة إلا يسيرا وبشكل مقتضب.

وأيضا، نجح المسلسل عبر حلقاته الأولى فى رسم ملامح واضحة لشخصية معاوية، والذى يتسم بالذكاء الشديد، والقدرة على التغلب على الصعاب، والتأثير على جميع من حوله، دون أن يحتدم أو يدع الغضب يتمكن من قراراته.

كذلك التعامل مع موقفه من مقتل الخليفة عثمان بن عفان رضى الله عنه، كما سيظهر من الحلقات القادمة تباعا، وبدأ التمهيد له بالفعل، بأنه ونظرا لرابطة العمومة بينه وبين عثمان، ولكونه الشخصية القوية داخل بنى أمية، فحمل على عاتقه غير مختار ولاية “الدم” والأخذ بالثأر من قاتلى الخليفة.

ومع مرور الحلقات، والاقتراب شيئا فشيئا من أحداث الفتنة الكبرى، يصبح أمام صناع العمل  الاختبار الحقيقى على مستوى التناول والحكى وكذلك الأحداث، وكيف ستظهر فترة فى غاية التعقيد محملة بالعديد من الآراء ووجهات النظر المتضاربة للجمهور على الشاشة بشكل موضوعى فى المقام الأول، وكذلك محافظا على عنصرى التشويق والبناء الدرامى السليم.

نقلا عن العدد الورقي

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية