رئيس التحرير
عصام كامل

هل نزل القرآن الكريم كاملا ليلة القدر وكيف نزل وما طريقة نزوله؟

هل نزل القرآن الكريم
هل نزل القرآن الكريم كاملا ليلة القدر

  كيف نزل القرآن الكريم إلي السماء الدنيا؟ وهل نزل القرآن الكريم مرة واحدة إلى السماء الدنيا؟ وما هي آراء العلماء نزول القرآن الكريم؟ وما هي طريقة نزول القرآن إلي السماء الدنيا؟ كل هذه الأسئلة وغيرها الكثير ستجدونه في هذا التحقيق فإلى التفاصيل

 

هل نزل القرآن الكريم كاملا ليلة القدر وكيف نزل وما طريقة نزوله
هل نزل القرآن الكريم كاملا ليلة القدر وكيف نزل وما طريقة نزوله

 

هل نزل القرآن الكريم مرة واحدة إلى السماء الدنيا؟

 

هناك خلاف حول أول وأصل نزول القرآن: هل نزل مرة واحدة إلى السماء الدنيا، ثم نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم مفرقا، أو كان نزوله على صفة واحدة، مفرقا حسب الوقائع، كما سبق.

وسبب ذلك الخلاف هو فهم بعض الآيات التي تدل على نزول القرآن في وقت واحد، مثل قوله تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) البقرة/ 185، وقوله تعالى (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) القدر/ 1، مع تصريح ابن عباس رضي الله عنه بذلك الفهم.

 

وقد اختلف العلماء في هذا النزول على أقوال أشهرها قولان:


أولها وهو قول الأكثر: أن القرآن قد نزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا ليلة القدر جملةً واحدة، ثم نزل بعد ذلك منجَّمًا في ثلاث وعشرين سنة.


وروي عن ابن عباس في قوله (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) قال: نزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر، وكان الله عز وجل يُنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضه في أثر بعض، قالوا ( لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ).
رواه النسائي في " السنن الكبرى " (6 / 519)، وصححه الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " (9 / 4) وغيره.

القول الثاني: أنه ابتُدئ إنزال القرآن في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك منجَّما في أوقات مختلفة حسب الحوادث والوقائع وحاجات الناس، وبه قال التابعي الجليل الشعبي.

 

أدلة نزول القرآن الكريم مفرقا

 

اتفق علماء الأمة على أن القرآن لم ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم من السماء جملة واحدة، بل كان ينزل الوحي به من عند الله، مفرقا حسب الحوادث والأحوال  مستندين إلي عدة أدلة منها:


1. قال تعالى ( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ) الفرقان/ 32.

2. قال تعالى ( وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ) الإسراء/ 106.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله -: " ( عَلَى مُكْثٍ ) على مهل، ليتدبروه ويتفكروا في معانيه ويستخرجوا علومه (وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزيلًا) شيئًا فشيئًا مفرَّقًا في ثلاث وعشرين سنَة ".

ومما يؤكد نزول القرآن مفرَّقًا: انقطاع الوحي في حادثة الإفك التي اتهمت فيها عائشة رضي الله عنها بالزنى، وقد انتظر النبي صلى الله عليه وسلم نزول القرآن؛ لعظيم وقع المصيبة بتهمة زوجه حتى نزل قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) النور/ 11.


ومما يؤكد أيضا نزول القرآن مفرَّقًا: الآيات الأولى من سورة " عبس " ؛ وذلك عندما أعرض النبي صلى الله عليه وسلم عن تعليم ابن أم مكتوم الأعمى طمعًا في إسلام كبار قريش.



طريقة نزول القرآن إلي السماء الدنيا
 

ملك الوحي الذي ينزل به على النبي صلى الله عليه وسلم، جبريل عليه السلام، إنما كان يسمعه من رب العزة جل وعلا، ثم يُلقيه على النبي صلى الله عليه وسلم فيسمعه بأذنه ويعيه قلبُه، قال الله تعالى (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ) النمل / 6، وقال تعالى (وَإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قالُوا لَوْلا اجْتَبَيْتَها قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي) الأعراف / 203، وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مَسْعُود قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالْوَحْيِ سَمِعَ أَهْلُ السَّمَاءِ لِلسَّمَاءِ صَلْصَلَةً كَجَرِّ السِّلْسِلَةِ عَلَى الصَّفَا فَيُصْعَقُونَ فَلَا يَزَالُونَ كَذَلِكَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ جِبْرِيلُ حَتَّى إِذَا جَاءَهُمْ جِبْرِيلُ فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالَ فَيَقُولُونَ يَا جِبْرِيلُ مَاذَا قَالَ رَبُّكَ فَيَقُولُ الْحَقَّ فَيَقُولُونَ الْحَقَّ الْحَقَّ) رواه أبو داود ( 4738) وصححه الألباني في " صحيح أبي داود ".

 

‫ليلة القدر في القرآن الكريم‬‎
هل نزل القرآن الكريم كاملا ليلة القدر وكيف نزل وما طريقة نزوله

 

 

 

أقوال العلماء في كيفية نزول القرآن الكريم:


يقول الشيخ عطية صقر – رحمه الله تعالى -: للعلماء في كيفية نزول القرآن الكريم من اللَّوْحِ المحفوظ أقوال:
1 ـ أنه نزل إلى السماء الدنيا ليلة القدْرِ جملة واحدة، ثم نزل بعد ذلك منجمًا طوال حياة النبي ـ ﷺ ـ بعد بعثته في مكة والمدينة، وقال الكثيرون إن هذا القوْل هو أصحُّ الأقوال، واستندوا في ذلك إلى ما ورد بسند صحيح عن ابن عباس رضى الله عنهما، فقد أخرج عنه الحاكم والبيهقي وغيرهما أنه قال: أُنزل القرآنُ في ليلة القَدْرِ جملة واحدة إلى سماء الدنيا، وكان بمواقع النجوم، وكان الله ينزله على رسوله ـ ﷺ ـ بعضه في إثر بعض. 

وأخرجا عنه أيضًا وكذلك النسائي أنه قال: أنزل القرآن في ليلة واحدة إلى السماء الدنيا ليلة القَدْرِ، ثم أُنْزل بعد ذلك في عشرين سنة، ثم قرأ: ( وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلًّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ) ( سورة الفرقان: 33 ) ( وَقُرْآنًا فَرَقْنَاه لِتَقَرَأه عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاه تَنْزِيلًا ) ( سورة الإسراء: 106 ).

وأخرج الحاكم وابن أبي شيبة عنه أيضًا: قال فصل القرآن من الذِّكر فوضع في بيت العزة من السماء الدنيا، فجعل جبريل ينزل به على النبي ﷺ.

كما جاءت روايات أخرى عن ابن عباس بأسانيد لا بأس بها تؤكِّد هذا المعنى ومعنى: ” مواقع النجوم ” أنه نزل على مثل مساقطها، مفرقًا يتلو بعضه بعضًا على تُؤَدَةٍ ورفق.

2 ـ أنه نزل إلى السماء الدنيا في عشرين ليلة قَدْر، أو ثَلاث وعشرين أو خمس وعشرين ـ حسب الاختلافات في مدة مكث النبي ـ ﷺ ـ بمكة بعد البعثة ـ في كل ليلة قدر ينزل ما يقدِّر الله إنزاله في كل السنة، ثم نزل بعد ذلك منجمًا في جميع السنة، وقد حكى الفخر الرازي هذا القول، وتوقف في الأخذ به، هل هو أولى أو القول الأول.

3 ـ أنه ابتُدِئ نزوله في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك منجمًا في أوقات مختلفة. وهذا القول مروي عن الشعبي.

 

4 ـ حكى الماوردي قولا مُؤداه: أنه أنزل من اللَّوْح المحفوظ جملة واحدة، وأن الحفظة نجَّمته على جبريل في عشرين ليلة، وأن جبريل نجَّمه على النبي ـ ﷺ ـ في عشرين سنة. وهذا القول غريب، والمعتمد أن جبريل كان يعارضه في رمضان بما ينزل به عليه طول السنة، وهو مروي عن ابن عباس.

 

هذه جملة من الأقوال صحح ابن حجر في ” فتح الباري ” أولها وقال: إنه المعتمد، ثم قال بن حجر: أخرج أحمد والبيهقي في الشعب عن واثلة بن الأسقع أن النبي ـ ﷺ ـ قال: ( أُنزلت التوراة لست مضيْن من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت منه، والزَّبور لثمان عشرة خلت منه، والقرآن لأربع وعشرين خلت منه ) وفي رواية ” وصحف إبراهيم لأول ليلة ” قال: هذا الحديث مطابق لقوله تعالى: ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيه الْقُرآنُ ) وقوله ” ( إنَّا أَنْزَلْنَاه فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) فيحتمل أن تكون ليلة القدر في تلك السنة كانت تلك الليلة، فأُنزل فيها جملة إلى سماء الدنيا: ثم أنزل في اليوم الرابع والعشرين إلى الأرض أول: ( اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ).
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية