رئيس التحرير
عصام كامل

ماكرون يتحدى بوتين ويقود أوروبا فى مواجهة روسيا.. خبير إستراتيجى: تصريحات الرئيس الفرنسى للاستهلاك الإعلامى.. والموقف النووى لصالح روسيا

ماكرون
ماكرون

فى خطوة متوقعة، تراجعت الولايات المتحدة الأمريكية عن دعم أوكرانيا بشكل واضح، وباتت جهود واشنطن كلها تصب فى اتجاه إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية بأى شكل من الأشكال، وهذا ما كشفه لقاء دونالد ترامب مع نظيره الأوكرانى فلاديمير زيلينسكي، والذى تعرض فيه الأخير لإهانة غير مسبوقة.

على الجانب الآخر لم ترضخ الدول الأوروبية، وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا وألمانيا للإرادة الأمريكية، وأكدوا استمرارهم فى دعم كييف وتزويدها بالأسلحة والمعدات، بل أعربوا عن استعدادهم لنشر قوات أوروبية فى كييف، وعلى ما يبدو فإن فرنسا بدأت تتولى قيادة مهمة دعم أوكرانيا، بديلا عن الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما أكدته تصريحات القادة فى باريس.

وبعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن تعليق التعاون الاستخباراتى مع أوكرانيا، أعلن  وزير الدفاع الفرنسى سيباستيان لوكورنو الخميس الماضى، أن  باريس عرضت تزويد كييف  بمعلومات استخباراتية، ولم تقف التصريحات عند هذا الحد بل لوحت باريس بترسانتها النووية فى وجه موسكو، حيث قال  لوكورنو: إن مخزون فرنسا من الأسلحة النووية كاف، وهو مخزون طورته باريس فى بداية الحرب الباردة، وصممته ليكون مستقلا عن القوى التى كانت مهيمنة فى ذلك الوقت، وهى الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي.

ومن جهته، قال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون: إن باريس منفتحة على مناقشة توسيع الحماية التى توفرها ترسانتها النووية لشركائها الأوروبيين فى مواجهة التهديد الروسى لأوروبا، ورأى ماكرون أن روسيا أصبحت تشكل تهديدا لفرنسا وأوروبا، معربا عن رغبته فى أن تواصل الولايات المتحدة الوقوف إلى جانبهم، وجاء الرد سريعا من قبل روسيا على لسان الرئيس بوتين الذى هدد فرنسا بترسانة موسكو النووية الضخمة والتى تعتبر هى الأكبر فى العالم.

 

وضع أوروبا صعب

فى هذا السياق، أوضحت نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تراجع الدعم الأمريكى لأوكرانيا هو ضربة كبيرة لكييف ووضع قادة أوروبا فى موقف صعب، فمهما قدمت  الدول الأوروبية من دعم لأوكرانيا فإنها لا تستطيع أن تملأ الفراغ الأمريكي، خاصة أن واشنطن وحدها كانت تقدم نصف المساعدات التى تحتاجها كييف، ناهيك عن الدعم الاستخباراتى الكبير، حيث سخرت واشنطن المئات من أقمارها الصناعية لمساعدة كييف فى حربها ضد روسيا.

وأضافت “الشيخ” أن خروج أمريكا من هذه المعادلة سيرجح كفة موسكو فى ميزان الحرب، كما أن أجهزة الاستخبارات الأوروبية لن تستطيع أن تقوم بنفس الدور الذى كانت تقوم به مثيلتها الأمريكية.

وتابعت: إن فرنسا تسعى بقيادة الرئيس ماكرون إلى استعادة دورها القيادى فى أوروبا، ولذلك أخذ هذا الموقف الذى يمكن تفسيره من خلال عدة اعتبارات أولها السياق العام فى العلاقات بين أوروبا وأمريكا بعدما أكد ترامب أنه سيفرض رسوما جمركية على الواردات الأوروبية ودعمه المعلن لليمين المتطرف فى أوروبا، لذلك بدأ قادة القارة العجوز يشعرون بالقلق حيال خطط الرئيس الأمريكى ضدهم وربما سيضحى بهم عقب إنتهاء الأزمة فى كييف كما سيضحى بزيلينسكي.

وأكملت: هناك اعتبار آخر وراء الخلافات الأوروبية الأمريكية حول أوكرانيا، وهو الصراع داخل حلف الناتو بعد مطالبة ترامب الدول الأوروبية بزيادة إنفاقها العسكرى على الحلف، كل هذه المعطيات جعلت قادة أوروبا قلقين للغاية من سياسة ترامب الذى لا ينظر إليهم كحلفاء ولكن كتابعين لواشنطن، حيث انفردت أمريكا  بالتقرب بالسلام مع روسيا دون التنسيق مع الأوروبيين.

وهناك أسباب داخلية وراء الموقف الأوروبي، من بينها  أن هناك الكثير من الحكومات فى أوروبا شعبيتها تراجعت، خاصة فى فرنسا، تراجعت شعبية ماكرون لأسوأ درجة، ما دفعه إلى محاولة تحسين شعبيته من خلال معركة خارجية وإشغال الرأى العام الداخلى بالحرب الأوكرانية، والخطر الروسى الذى يهدد أوروبا.

وأكدت أستاذة العلوم السياسية أن ماكرون وقادة أوروبا لا يريدون خسارة زيلينسكي، لأنهم راهنوا عليه أمام شعوبهم، وفى حال إبعاده عن الحكم أو قبول أوكرانيا بصفقة سلام مع روسيا فيها تنازل عن بعض المناطق سيتعرضون للمساءلة فى بلادهم، وسيعزز ذلك دور المعارضة التى اعترضت على دعم أوكرانيا والدخول فى صراع مع  روسيا.

السلاح النووي

من جانبه قال اللواء نصر سالم الخبير العسكرى والمحلل الاستراتيجي: إن السلاح النووى هو أداة للتهديد فى الوقت الراهن وليس هناك نية من قبل أى دولة لاستخدامه، وتصريحات ماكرون حول نشر ترسانة فرنسا النووية لمواجهة التهديد الروسى ما هى إلا تصريحات للاستهلاك الإعلامى ليس أكثر.

وتابع “سالم”:  من المعروف أن روسيا تمتلك ترسانة نووية أكبر من الترسانة النووية التى تمتلكها الدول الغربية، ناهيك عن امتلاكها لوسائل نقل هذه الرؤوس النووية سواء كانت صواريخ بالستية عابرة للقارات أو غواصات أو قاذفات استراتيجية أكثر تطورا وقوة من التى تمتلكها الدول الأوروبية مجتمعة.

وأكد الخبير العسكرى أنه ليس هناك مقارنة بين روسيا وفرنسا من ناحية الأسلحة النووية، فترسانة  موسكو النووية أكبر بكثير من ترسانة باريس، وحديث  ماكرون عن نشر  أسلحة نووية فى أوروبا غير واقعى لعدم امتلاك بلاده للعدد المطلوب من الرؤوس النووية، فمن المعروف أن أمن أوروبا النووى يعتمد على الأسلحة النووية التى نشرتها أمريكا فى قواعدها بدول أوروبا كمظلة لحماية حلفائها من أى هجوم روسي”.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية
عاجل