رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا يتركنا الله نخطئ ثم يحاسبنا على الخطأ.. وهل الدعاء يغير القدر؟ الشباب يسألون وجمعة يرد

الدكتور علي جمعة،
الدكتور علي جمعة، فيتو

استكمل الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية الأسبق، في حلقة اليوم من برنامج "نور الدين والدنيا"، الحوار حول قضية التسيير والتخيير.

وقال الدكتور علي جمعة: نعالج هذه المسألة المهمة، هل مسير أو مخير؟ مسألة حيرت العقل البشري.. ولكن هذا العقل البشري يجب أن يدرك أن الله، سبحانه وتعالى، في اللا زمان واللا مكان.. لا أشخاص ولا أحوال، وأن الرب رب وأن العبد عبد، وأن هناك فارق بين المخلوق والخالق.

ليس كمثله شيء

خلق الله، سبحانه وتعالى، العالم كله، وهذا الكون خارجا عنه، مفارقا له.. الله ليس حالًّا في هذا العالم.. ليس كمثله شيء.

وأضاف أن الله، سبحانه وتعالى، واحد أحد، فرد صمد.. لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد.. ليس هناك أحد يشابهه.. لا شبيه له، ولا مثيل له.. ولذلك فالكون فيه المكان، وفيه الزمان، وفيه الأشخاص، وفيه الأحوال.. ولكن الله، سبحانه وتعالى، لا زمان عنده. 

ومن هنا لا نستطيع أن نقول إن هناك تغيُّرا ما يحدث عند الله.. لا يمكن أن يكون له بداية.. إذا كان لله بداية فهو حول الزمان.. لو كان لله نهاية إذن ففيه زمان.. ونحن نفترض ونقول ونؤمن ونعتقد أن الله خارج هذا الزمان.

وقال الشيخ علي جمعة: قد يصعب تصور ذلك على بعض الأذهان، لكنها الحقيقة أن الله، سبحانه وتعالى، لمَّا خلق الكونَ، خلق فيه الزمان والمكان والأشخاص والأحوال، وأنه خارج الزمان والمكان، والأشخاص، والأحوال. 
هل الله فوق أو تحت ويمين أو شمال؟ هذه مكان.. هل الله له بداية أو له نهاية أو ينام ويستيقظ؟ هذه يكون فيه زمان.. هذا الكلام يوجد في العالم، يوجد في الجنة.. يوجد في النار.. لكنه لا يوجد أبدا عند الله كإله.

من خلال هذا تحل كل أسئلة: هل الإنسان مسير أو مخير؟ ومعنا طائفة من الشباب من الأولاد والبنات نريد نستمع إليهم.

هذه المسألة التي تبدو في ظاهرها أنها مسألة فلسفية، وفي حقيقتها أنها مسألة سهلة عندما يُدخل إليها من مدخل صحيح.

ليه ربنا سايبنا نعمل غلط، وهيحاسبنا؟

وسألته إحدى الفتيات: ليه ربنا سايبنا نعمل حاجات غلط، وبعدين هيحاسبنا عليها؟
وأجاب الشيخ علي جمعة: ليه ربنا بيحاسبنا على الحاجة اللي خلقها؟ لأنه أعطانا اختيار.. ربنا خلقنا وأعطانا العقل، وأعطانا الاختيار، وأعطانا برنامج عن طريق التكليف، عن طريق القرآن، عن طريق الأنبياء.. افعل ولا تفعل.. اوعى تسرق، اوعى تقتل، اوعى تكذب، اوعى.. اوعى.. اللي بنسميها المحرمات.

"صلِّ، صوم، حج، زكي.. اؤمر بالمعروف، اذكر ربنا، اقرأ القرآن.. اللي بنسميها بالأوامر.. رسم لنا الخريطة.. افعل هذا ولا تفعل هذا، وأعطاني عقل وأعطاني اختيار.. أنا بحريتي؛ أصلي أو ما أصليش وكلنا شايفين كدة.. أنا عايز آكل، وللا ما آكلش دلوقتي، وللا آكل بعدين.. أنا حر.. أصلي، وللا ما أصليش، أزكي وللا ما أزكيش؟ مفيش حد بيرغمني على حاجة.. فربنا سبحانه وتعالى ترك لنا الاختيار؛ ومن أجل هذا سيحاسبنا.. فيأتي يوم القيامة يوم الحساب.. ويقول لي: أمرتُك أن تعين الفقراء، وتُخرج الزكاة، فلماذا لم تفعل؟! هذا الحساب.. فماذا أقول؟! هل أقول له لا أعرف هذا الأمر يا ربي؟! احنا عارفينه، ودرسناه وعرفناه والأنبياء قالته".

الحساب بهذه الطريقة

وقال متسائلا: "هاقول أنا ما خدتش بالي؟!.. هاقول إن أنا قصرت، وأنا مذنب؟، ويبدأ الحساب بهذه الطريقة.. أسئلة: لم فعلت هذا أو لم لم تفعل؟ اللي هو يفعل ولا تفعل.. اللي هو الأوامر والنواهي.. هيحاسبني عليها.. فاقول له: يارب إنت بتحاسبني ليه؟! يقول لي لأنني أعطيتك العقل، وأعطيتك الاختيار وأعطيتك التكليف، ووضحت لك وبينت لك من أجل أن تعبدني من أجل أن تعمر الأرض.. من أجل أن أعطيك ثوابا، وأنت الذي لم تفعل، أنت شُغلت.. وشُغلت بمشكلاتها وشُغلت بالناس، وأنا كنت أريد منك أن تقوم بهذا وألا تقوم بهذا.. أن تنفع الناس، وأن تُحصِّل العلم، وأن تنجح في حياتك، وأن تكون سعيدا، وأنت الذي رفضت وظننت السعادة في غير هذا".

أعطانا العقل والاختيار

يبقى إذن الإجابة على هذا السؤال واضحة، وهي أن الله يحاسبنا لأنه أعطى لنا العقل.. لأنه أعطى لنا الاختيار.. لأنه أعطى لنا التكليف. 
ومن هنا فالمسئولية للأعمال مسؤوليتنا: "لا تزر وازرةٌ وزر أخرى".. "يوم يفرُّ المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه".. إذن "كل نفسٍ بما كسبت رهينة". 
أعمالك هي التي ستحاسب عليها.. أعمالك هي التي ستبين اختيارك الصحيح أو الخطأ.. ومن هنا يأتي الحساب.

ليه ربنا معملش عيلة؟!

وقال جمعة: يوسف قل يا يوسف.
فسأل يوسف: ليه ربنا اختار أن يعيش لوحده؟! ما عملش لنفسه زوجة عشان يكون عنده عيلة؟!

وأجاب الدكتور علي جمعة: لأنه ليس كمثله شيء.. الله، سبحانه وتعالى، هو موجود لا مثيل له.. ليس كمثله شيء.. الله، سبحانه وتعالى، فريدٌ ولذلك فهو واحدٌ.. وحيد.. لو أنشأ زوجة تكون الزوجة دي مخلوقة فلا تليق بجلاله.. إذن لماذا هو فردٌ، واحدٌ، أحدٌ، صمدٌ، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد؟. لأنه متفرد. 
وأضاف: لو تخيلنا أن الله، سبحانه وتعالى، جعل لنفسه زوجة.. هذه الزوجة معناها تكون على مستواه.. إذن فهناك زمن، لكنه لمَّا خلق الخلق، الخلق ليس على مستواه.. هذا الاحتمال غير وارد؛ لأن الله واحدٌ أحدٌ، لا مثيل له، ولا شبيه له، ولا أحد.. كفوا أحد.. لن تجد أحدا يكافئُه، ولم تكن له صاحبة ولا ولد.. لماذا؟ لأنه واحدٌ أحد.. لو كانت هناك آلهةٌ إلا الله سبحانه وتعالى، لفسدت الأرض والسماء: "لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا".. فربنا جاوب على كل هذه الاسئلة اجابات منطقية واضحة ما نقدرش نقول إنها ليست كاملة، إلا أنه رغبتي.. أنا بقى عايز لربنا زوجة مثلا.. طيب هو مين اللي بيتحكم في التاني?! إنت اللي بتتحكم في ربنا وللا ربنا هو اللي خلقك وبيتحكم فيك؟!. هو مين اللي محتاج للتاني؟! ربنا محتاج لك في حاجة ما هوش محتاج لك في حاجة، ولذلك ما سألكش حاجة.. ده طلب منك إنت اللي محتاجني، وطول النهار: أنا عايز، أنا عايز، ونقعد ندعي ونعيط، ونطلب منه سبحانه وتعالى. 


يبقى إذن لا يمكن أن يكون لله لا ولد ولا عائلة ولا زوجة لأنه ليس كمثله شيء.. إنه واحدٌ أحد.. مش هيتكرر.. ولأنه لا وجود للزمن ولا للمكان حوله.

القضاء المبرم والقضاء المعلق

وتساءلت إحدى الفتيات: المفروض قدر كل واحد فينا بيبقى مكتوب.. فهل ممكن الدعاء يغير قدري؟
وأجاب د. جمعة: وأجاب د. جمعة: نعم، المكتوب ده، نتخيل إن المكتوب مكتوب بالحبر الأسود، مثلا، وفيه أجزاء مكتوبة بالحبر الأحمر.. لما الملايكة تيجي وتطلع على الكتاب اللي مكتوب بالحبر الأسود تلاقيه كله أسود.. لا يعلم اللي مكتوب بالحبر الأحمر إلا الله.. محدش أبدا من الكائنات، لا الملايكة ولا الأنبياء ولا الجن ولا البشر، ولا أي حاجة.. لما تيجي تقرا الكتاب واضح، كله باللون الأسود.. الله وحده هو الذي يعلم اللي باللون الأحمر ده.. اللي باللون الأسود بنسميه "القضاء المُبرم".. يعني مش هيتغير أبدا، واللي باللون الأحمر ممكن يتغير.. فلو أني دعيت وجاء على اللون الأحمر ممكن ربنا يغيره.. "وعنده أمُّ الكتاب".. يثبت ويمحو، ويفعل ما يشاء، لكن لو كان في اللون الأسود، لا، ما يتغيرش.. لا بالدعاء ولا بغير الدعاء.
يبقى نقدر نقول إن القضاء نوعان؛ قضاءٌ مبرم، لا يتغير.. وقضاءٌ معلق يتغير بالدعاء.. يصعد الدعاء من الأرض كما أخبر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وينزل هذا القضاء اللي كان مكتوب باللون الأحمر، فيعتلجان.. يتخانقوا مع بعض في السكة.. فيغلب الدعاء، فيتغير من الأحمر إلى لون أسود باللي هايحصل بقى.

هل ربنا ممكن يموت؟

وتساءل أحد الشباب: هل ربنا مثلا ممكن يموت؟ وإذا حدث ومات، فإيه اللي هايحصل لكل مخلوقاته، والدنيا اللي هو خلقها؟ 
ورد الشيخ جمعة: ده سؤال ما ينفعش.. ليه؟ بنسميه عندنا في العقيدة السؤال غلط.. ليه غلط؟ لأنه بيفتقد شرط من الشروط والشرط موجود.. واخد بالك? يعني يقول إيه؟ افرض ربنا انتهى.. بس هو لا يمكن أن ينتهي.. طيب ازاي؟!! انتهى ازاي؟!! وللا يمكن ان ينتهي ازاي؟!! ولذلك السؤال المترتب على كدة: طيب افرض ربنا انتهى، والكون ده كله هيروح فين؟!! ده كل الكون ده قائم بالله. 
وأوضح: الكون ده عامل زي السينما.. زي الفوتونز " photon" أو الومضات بتاعة التليفزيون.. بتفتح بالريموت، فبييجي لك ناس رايحة وجاية، وأفلام وأحداث، إلى آخره.. ونشرة أخبار قدامك كله على شاشة التليفزيون.. طيب، لو قفلت بابه هينتهي.. مين اللي بيبث الكون ده كله؟! إمداد الله.. الله هو الذي بيقوم به.. فمعنى كدة لو مكانش فيه إله، الكون ده هايختفي.. مش الكون هايتحطم.. هو هايختفي، زي بالضبط وانت بتقفل الريموت بتاع الشاشة.. راحت فين الصور والأصوات اللي كانت موجودة قبل ما تضغط على الريموت؟! دي كانت موجودة وكنا شايفين إيه الأحداث، والدنيا.. بتكة واحدة انتهت.

واستطرد: فلو لم يكن هناك إله لانتهى هذا الكون تماما..
وعلق التلميذ، قائلا: لما الحاجات دي تختفي يعني هاتكون فين؟! المفروض يعني يكون فيه مكان.. منطقي تكون بتروح فيه؟

شيء مخالف للمعقول

ورد الشيخ: دي اختفت خلاص، دي راحت، disappear.. يعني لا وجود له.. عدم.. ولذلك لازم نقول إن فيه إله، ولازم الإله ده يكون ما يموتش ولا بينتهي؛ لانه لو انتهى يبقى اختفاء تام للكون، ويبقى وصلنا إلى مرحلة العدم المحض، والأمر ليس كذلك.. ده فيه إنسان، وفيه ملايكة، وفيه عرش، وفيه فرش، وفيه جنة، وفيه نار.. ولذلك التصور إن الإنسان يتصور أن الاجابة على هذا السؤال اللي هو بسيط، لكن هايترتب عليها شيء مخالف للمعقول.. المعقول بتاعنا أن احنا حاسين بأنفسنا.. فكأنه بيقول لي: لأ إنت مش موجود مثلا يعني. لو واحد بيقول مفيش إله، يعني أنا مش موجود.. طيب أُمَّال أنا إيه?! أنا موجود.. فيبقى فيه إله.. فالله سبحانه وتعالى إيه اللي يخلينا يخطر في بالنا السؤال ده? إن احنا فاكرينه إنه زينا. احنا فاكرينه إنه واحد صاحبنا.. بس هو كبير قوي، وقوي جدا.. لا، هو مش صاحبنا على فكرة، ولا زينا.. ده حاجة تانية، حاجة مختلفة تماما.. الرب رب والعبد عبد.. وهناك فارق بين المخلوق والخالق.. ما احنا ما شفناش إلا المخلوقات.. فلما بنيجي نتكلم عن ربنا بنتصوره.. وكل ما خطر ببالك فالله بخلاف ذلك.. إذا تصورنا الإله يبقى الصورة دي غلط.. نتصوره إيه؟ زي الهوا مثلا؟! الريح؟! الحاجة اللي مش شايفينها.. زي التيار الكهربائي؟!.. 
لا هو زي التيار الكهربائي. ولا زي الذرة.. كل دي مخلوقات، ولا زي الملائكة، ولا زي البشر، ولا زي الجن، ولا زي الجمادات، ولا زي ولا أي حاجة.. مخالف تماما، تماما للأحوال بتاعتنا.

 ليه ربنا مش بيحول القدر المبرم إلى معلق؟

شاب يسأل: حضرتك قلت إنه فيه قدر معلق وقدر مبرم.. ليه ربنا ما بيخليش القدر المعلق ده.. اه يعني مثلا أنا هادعي فالقدر يتغير.. ليه ربنا لا يجعل القدر المبرم، معلق؟

وأجاب جمعة: لأن الكون مش ماشي على هواك.. انت مش ربنا.. ربنا حكيم وعالم بكل شيء.. لكن إنت مش عالم بكل شيء.. إنت بتقول بعقلك المحدود، وبعقلك ورغباتك إنت، وكأن هذا الكون ملكك.. بس هو مش ملكك.. ده ملك الله..

الكون ليس ملكا لنا

وقال أيضا: النقطة دي مهمة جدا.. هذا الكون ليس ملكا لنا.. هذا الكون ملك لله.. يفعل فيه ما يشاء.. ليه? لأنه عليمٌ بكل شيء، "وهو بكل شيء عليم".. ياه عليم بكل شيء؟! آه.. "والله على كل شيء قدير".. قادر أن يفعل أي شيء?! نعم.. فإذا كان هو عليم هذا العلم، ومحيط هذه الإحاطة، وقادر هذه القدرة، ومالك؛ لأنه يخلق ما يشاء ويختار، فهو فعالٌ لما يريد.. كلام منطقي، متفق مع صفات الله.

الصفات بتاعتي بقى.. أنا محدود.. يعني إيه محدود؟! وكالات الأنباء الست العالمية بتذيع كل يوم 120 مليون جملة.. علشان تقراهم لما نيجي نحسبهم، عايز اليوم الواحد تقراه في 240 سنة.. طيب وانت تقدر تحيط بكل اللي وكالات الأنباء بس بتطلعه.. فما بالك بقى بكل العلوم؟! فما بالك بكل هذا الكون المتسع؟!


فأنا محدود.. محدود في قدرتي.. محدود في الزمان.. محدود في المكان.. محدود في العمر.. محدود في التفكير.. محدود فيما أدركه، واللي أدركه ده كتير.. "علم الإنسان ما لم يعلم".. لكن بالرغم من كدة مقارنة بعلم الله سبحانه وتعالى. 
واختتم: ومن هنا بيأتي التوكل والرضا والتسليم.. أعرف أنه أكثر حكمة مني.. أكثر عدلا مني.. أكثر علما مني.. أكثر قدرة مني، ولذلك أعبده. 
لو تخيلتَ مدى قدرة الله وعلمَ الله تسجد له على طول.. في الصلاة. أُمَّال احنا بنسجد ليه في الصلاة لرب العالمين؟ لأنه شيءٌ "لا تدركه الأبصار، وهو يدرك الأبصار".. إذن رب العالمين قوي وقادر ومحيط وعليم، بالإضافة إلى أنه رحمن رحيم.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية